أخبار العالم

وزير الإعلام اليمني يؤكد أن الانتصارات العظيمة التي تتوالى لدحر ميليشيا الانقلاب لم تكن تتحقق لولا الدعم غير المحدود من دول التحالف العربي

أكد معالي وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني أن الانتصارات العظيمة التي تتوالي لدحر ميليشيا الانقلاب الحوثية والمخلوع صالح في كافة الجبهات بمختلف المحافظات اليمنية لم تكن تتحقق لولا الدعم غير المحدود والتضحيات الجسام التي قدمتها دول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والذي كان له عظيم الأثر في إسقاط أوهام السيطرة الفارسية على العاصمة اليمنية، وإعادة اليمن إلى مكانها الطبيعي كجزء لا يتجزأ من دول الخليج والمنطقة العربية مؤكداً أن المواقف الإنسانية والأخوية للمملكة تجاه اليمن واليمنيين لن ينساها اليمنيون جيلاً بعد جيل.
وقال الأرياني في تصريح له بذكرى انقلاب ميليشيا الانقلاب الحوثية على الشرعية : ثلاثة أعوام مرت على اليمن مليئة بالأحداث المريرة والتحديات الصعبة منذ أعلنت ميليشيا الانقلاب الحوثية تنفيذ اعتصامات في ساحات وشوارع العاصمة صنعاء ومداخلها تحت عناوين وشعارات عدة في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، مستغلين حالة الانقسام الشعبي والتوتر والتربص السياسي بين فرقاء العملية الديمقراطية بعد أحداث العام 2011م.
وأضاف أن تلك الأحداث والمتغيرات المتسارعة التي شهدتها البلاد طيلة الأعوام الثلاثة الماضية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن تلك الشعارات التي رفعها زعيم الحوثيين وميليشياته كمبرر للحشد في مداخل العاصمة صنعاء واستعطاف الجماهير حينها، لم تكن سوى مدخلاً للانقلاب على الشرعية الدستورية والإجماع الوطني وذريعة للإخلال بمبدأ الشراكة الوطنية في السلطة والقرار وتقويض السلم الاجتماعي لصالح المخطط الإيراني الساعي لزعزعة الأمن في اليمن والمنطقة برمتها.
وتابع قائلاً أكدت الأحداث والتطورات أن التحرك الحوثي في سبتمبر 2014م لم يكن ذا بعد وطني وليس له أي علاقة بمصالح الناس ومتطلباتهم في حياة حرة وآمنة ومستقبل مزدهر، بقدر ما كانت تعبيراً عن نزعات فئوية وتنفيذا لإملاءات خارجية وأجندات استعمارية ترى في اليمن ساحة للنفوذ والهيمنة وملعباً لإدارة الصراع مع دول المنطقة وهو ما أفصح عنه مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي وهو يعلن عن سقوط العاصمة العربية الرابعة في يد طهران وما أسماها الثورة الإسلامية الإيرانية في إشارة للعاصمة صنعاء فالجرعة التي زايد بها الانقلابيون الحوثيون لكسب تعاطف شعبي بعد اتخاذ حكومة الوفاق الوطني قرارا برفع جزئي للدعم الحكومي عن أسعار المشتقات النفطية ضمن منظومة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، انهارت مع انكشاف الوجه القبيح للانقلابيين وممارساتهم التدميرية لمؤسسات الدولة ونهب الموارد والخزينة العامة وانهيار الوضع الاقتصادي والعملة الوطنية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية لمستويات قياسية لم تشهدها البلاد في كل المراحل بعد قرار السلطات الانقلابية تعويم أسعار النفط ومشتقاته والذي ساهم في تفاقم معاناة المواطنين لصالح فئة صغيرة من المستفيدين وتجار الحروب.
وأوضح أن الادعاء بمطالب تتعلق بالشراكة وإسقاط حكومة الوفاق الوطني التي كانت تجسيداً حقيقيا لمبدأ الشراكة الوطنية وترجمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، فقد تجلت بوضوح في سلوك المليشيات الانقلابية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم من تدمير ممنهج للتقاليد والأعراف السائدة في شغل المناصب القيادية والوظيفة العامة في مؤسسات الدولة وإقصاء وتهميش للكوادر والخبرات الإدارية وهو ما ينطبق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي كانت حصيلة نقاشات شاركت فيها كل الأطياف الوطنية بما فيها الحوثيون أنفسهم، وكان الانقلاب موجهاً إليها في الدرجة الأساس لتقويض تلك الجهود التي تكللت بإعلان الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور وإجهاض حلم اليمنيين في دولة اتحادية تضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة والتأسيس لدولة مدنية حديثة تقوم على المواطنة المتساوية والحكم الرشيد وتقطع الطريق أمام عودة الاستبداد بكافة أشكاله وصوره وتضع لبنة حقيقية لبناء دولة المؤسسات والنظام والقانون.
وأكد وزير الإعلام اليمني أنه وبعد ثلاثة أعوام من الانقلاب الذي قادته المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً تتساقط كل مزاعم الانقلابيين وتنحسر سيطرتهم الفعلية إلى قرابة 20% من الأراضي اليمنية، وتبدو حالة التضعضع الشعبي والسخط الجماهيري والعزلة الإقليمية والدولية المفروضة عليهم سائدة في المشهد الوطني، كمؤشر على مستوى الإخفاق وحالة الاحتضار التي يعيشها المخطط الانقلابي ومن يقف خلفه من أطراف محلية وإقليمية.
وأوضح أن الشرعية الدستورية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي تستعيد ألقها ورونقها وتبدو كمشروع وطني كبير بحجم اليمن محط أنظار وتطلعات السواد الأعظم من اليمنيين بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم السياسية، والرؤية الأكثر قابلية للحياة والاستمرار في مقابل كل المشاريع الصغيرة مناطقية كانت أو مذهبية أو طائفية أو فئوية، وتمضي في ثبات وتصميم لتنتزع جغرافيا الوطن رقعة بعد أخرى لتحررها من براثن الانقلابيين، وتعيدها إلى أحضان الجمهورية والدولة الاتحادية العادلة، مبينًا أنه إذا كان من خيار وحيد أمام اليمنيين قوى سياسية وجماعات ونخب وأفراد بعد كل هذه التجارب المريرة والمخاضات الصعبة والقاسية التي مر بها الوطن وعانينا تبعاتها جميعاً منذ نكبة 21 سبتمبر 2014م، فهو الاصطفاف في خندق الشرعية الدستورية والالتحام بمشروع اليمن الاتحادي لليمن الجديد الذي يقوده الرئيس عبدربه منصور هادي، معه كل الخيرين وفِي مقدمتهم الفريق علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية ودولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء والذين يحملون هموم الناس وتطلعاتهم في مستقبل أفضل لكل اليمنيين، والعمل على الاندماج الحقيقي مع المحيط بما يعود بالنفع للوطن الذي هو جزء أصيل من المنطقة العربية وتربطه بها أواصر المحبة والأخوة والتاريخ والثقافة والهوية والمصير المشترك.
وأشار إلى أن ما نشاهده اليوم من تحرك للقيادة السياسية خارجياً وداخلياً تأكيد لهذا المسار الوطني، فتواجد فخامة الرئيس وحضوره لاجتماعات الأمم المتحدة ولقاءاته مع نظرائه من زعماء وقادة العالم والمنظمات الدولية، وتفقد نائب الرئيس للجبهات القتالية وتلمسه لهموم واحتياجات الجيش الوطني، وقيام دولة رئيس الوزراء بالتنقل بين المحافظات المحررة لإعادة إعمار ما دمره الانقلابيون ووضع حجر الأساس وافتتاح المشاريع والالتقاء بالمواطنين وتلمس همومهم واحتياجاتهم ، والذي يأتي تحت شعار يد تبني ويد تقاوم الانقلاب وما دون ذلك من مشاريع صغيرة يرفعها قلة ممن لا زالوا مرهونين بالحسابات الشخصية الانتهازية والأجندات الخارجية ، فقد انكشفت حقيقتهم أمام الرأي العام، وحقيقة علاقاتهم المشبوهة بالقوى الإقليمية المتربصة بأمن واستقرار المنطقة، والتي لا ترى في الملف اليمني سوى ساحة لإدارة الصراعات والأحقاد وتصفية الحسابات التاريخية، كما أن تلك المشاريع الصغيرة عاجزة عن تقديم أي حلول وطنية تتعلق بمطالب واحتياجات الناس ولن تقود البلد إلا للمزيد من الصراع والفشل في مختلف مناحي الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى