“سمت للدراسات”: تقنية البناء تحل أزمة الإسكان المرتفع
نشر “مركز سمت للدراسات” ورقة بحثية تضمنت الفوائد العظمى لتقنية البناء الحديثة المعتمدة على تصنيع الوحدات داخل المصانع بعيدًا عن مواقع البناء، ثم نقلها وتركيبها في مكانها المحدد، وهي إحدى الوسائل التي تحل الكثير من المشاكل والمعضلات التي تواجه أساليب البناء التقليدية في معظم دول العالم التي تعاني من أزمة تملك المساكن أو من الانفجار السكاني أو من مشاكل توفير الأيدي العاملة.
وتستعرض الورقة التي حملت عنوان (تقنيات البناء: مفهوم غيَّر اللعبة في الحصول على المسكن) الصعوبات التي تواجه أعمال البناء بالأساليب التقليدية، مدعومة بآراء بعض مزودي التقنية، مثل: شركة “بلوكابل”، و”كاتيرا”، و”ونبلد”. وأشارت إلى أن نقل جزء كبير من عملية البناء من الموقع إلى المصنع، يخفض تكلفة المباني بأكثر من النصف، وأيضًا يساعد على الانتهاء من المشاريع في وقت يصل إلى النصف.
وتؤكد الورقة أن تكلفة البناء الباهظة تمثل أكبر محدد لتسعير المنازل أو استئجار المنزل الجديد. فإذا استطاعت الوحدات المُصنعة خفض تكاليف الإنشاءات، فسيتمكن المقاولون من بناء المزيد من المنازل، مما يحد من ارتفاع الإيجارات في المدن التي تواجه نقصًا في المساكن، كما أن خفض التكاليف العالية يؤدي إلى زيادة الأموال العامة، ما يساهم في توفير مساكن ميسرة للأسر ذات الدخل المنخفض.
وبيَّنت أن تعدد المقاولين أحد أسباب ارتفاع تكلفة البناء، فالمطور يختار المقاول العام، الذي يقوم بدوره بالتعاقد مع مقاولين من الباطن، يقومون – هم أيضًا – في كثير من الأحيان بالتعاقد مع مقاولين آخرين من الباطن، وكل مقاول في سلسلة البناء يلعب دورًا في رفع التكلفة، بالإضافة إلى قلة الأيدي العاملة في هذا المجال وارتفاع أجورهم لبعدهم عن محل إقامتهم.
وأوضحت أن نقل معظم عمليات تصنيع المساكن إلى مواقع المصانع خارج المدن باهظة التكلفة، يساعد على انتقال الأيدي العاملة للعيش خارج المدن بتكلفة أقل ويحل المشكلة الشائكة المتمثلة في عدم قدرة عمال البناء على تحمل تكاليف العيش في أماكن عملهم، فبانتقالهم للعيش بقرب مصانع البناء سيتوفر لهم الكثير من النفقات.
وتجدر الإشارة إلى أن “مركز سمت للدراسات” مركز مستقل يُعنى بدراسة المستجدات والتطورات والأحداث في المنطقة، ويأتي كثمرة خبرة ممتدة لعدد من الباحثين والمستشارين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والفكرية والعلاقات الدولية.