وزير الشؤون الإسلامية يكرّم المشاركين في أعمال الحجّ 1440هـ
رعى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف على اللجنة العليا لأعمال الوزارة بالحج والعمرة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الحفل الذي أقامته الوزارة في مقرها بمشعر منى، تكريماً للضيوف، والمشاركين في أعمال الوزارة المختلفة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، بحضور معالي نائب الوزير الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد وعدد من المسؤولين وعدد من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج .
واستهل معاليه الحفل بكلمة رفع من خلالها الشكر والثناء للقيادة الرشيدة حيث قال: أرفع الشكر والثناء والدعاء لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – أيدهما الله – على ما يبذلانه من عناية ومتابعة وتوجيه لخدمة ضيوف الرحمن، فقد حازوا المجد قيامة بشأن الإسلام، وعناية بالمسلمين، واهتماما بقضاياهم، وخدمة بيت الله الحرام وحرماه ومن قصدهما، وأهنئهم على ما يصلهم من دعوات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
كما هنأ معاليه الحضور خلال الحفل بما تحقق من نجاحات في موسم حج هذا العام، وقال: أرحب بأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة من ضيوف خادم الحرمين الشريفين في الحج، ومن أعضاء التوعية الإسلامية المشاركين مع هذه الوزارة للقيام بمهمة الأنبياء وهي الدعوة إلى الله عز وجل – في موسم من أفضل المواسم وهو موسم الحج، كما أرحب بإخواني -رجال الميدان- منسوبي هذه الوزارة.
وأضاف: يسرني في هذا الحفل السنوي، الذي تقيمه الوزارة في موسم الحج، لتكريم منسوبيها العاملين في خدمة ضيوف الرحمن أن أشكر الله عز وجل وأثني عليه الخير كله على ما منّ به على هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية حاملة راية الإسلام، ومهبط الوحي، وخادم الحرمين الشريفين، أن هيء لها قيادة رشيدة جعلت من أولى أولوياتها خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وبذل الغالي والنفيس في تقديم أكمل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام کي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، كما أشكره جل وعلا على ما تحقق لضيوف الرحمن في موسم حج هذا العام، من أداء نسكهم وتنقلهم بين المشاعر بيسر وطمأنينة، سائلا الله أن ييسر لهم إتمام حجهم، وأن يتقبل منهم.
وأردف قائلا: لقد رأينا في موسم حج هذا العام كما تعودنا ولله الحمد ما يبهج الخاطر من العمل المنظم لدی كافة قطاعات الدولة، والذي بدوره انعكس على حجاج بيت الله الحرام بالسكينة والاطمئنان والراحة، وإنه لمن الشرف لنا في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن نشارك في خدمة ضيوف الرحمن، من داخل المملكة وخارجها، ونسخر كل إمكانياتنا لتقديم أفضل الخدمات لهم، حيث نعمل على تطبيق منهجية، أساسها تطوير الأداء، وتطبيق معايير الجودة، لرفع مستوى الإنجازات.
وأكد معالي الدكتور آل الشيخ أن الوزارة حرصت على تطوير أعمال التوعية الإسلامية لحجاج بيت الله الحرام، فتم في هذا العام تشغيل الشاشات الإرشادية في المشاعر المقدسة لتوعية الحجاج بعدد من اللغات، وتجهيز الكبائن الميدانية للتوعية الإسلامية، وتطوير خدمة الهاتف المجاني المخصص للرد على أسئلة الحجاج واستفتاءاتهم، حتى أصبح يخدم ثماني لغات تعد من أكثر اللغات العالمية انتشارا وجهز له (۱۸۰) كبينة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما تم تشغيل تجربة ” الروبوت الآلي ” الذي يتواصل من خلال الدعاة مع المستفتين لتقديم خدمة الفتاوى الشرعية والاستشارات الدينية، كما استفاد من هذه التقنية إخواننا من الصم، وكانت تجربة مميزة في مجال الدعوة والإرشاد على مستوى العالم الإسلامي.
وبين معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن عدد الأعمال التوعوية التي قدمت للحجاج من أصحاب الفضيلة حتى الآن بلغ (۲۳٫۲۰۰) عمل دعوي، منها (۹5۰۰) ساعة عمل للإجابة عن أسئلة الحجاج في المساجد والكبائن الميدانية ، وبلغت الكبائن الميدانية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنافذ والمواقیت (۲۰۰) كبينة و (4۲۰۰) كلمة إرشادية، و(۳۰۰۰) درس ومحاضرة، و(6500) ساعة عمل في الهاتف المجاني.
ولفت معاليه إلى أن الوزارة حرصت على تعزيز الكفاءة التشغيلية لجميع مساجد مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وقد كان لمساجد المشاعر المقدسة اهتمام خاص، فقد نفذ في مسجدي نمرة والخيف أكبر مشروع لمعالجة وتطوير وتحديث أنظمة التكييف وتنقية الهواء فيها.
وقال معالي الدكتور آل الشيخ: مما تشرفت به الوزارة إشرافها وتنفيذها لبرنامج ” ضيوف خادم الحرمين الشريفين “، والذين بلغ عددهم في هذا العام أكثر من (6360) حاج وحاجة من (۷۹) دولة من مختلف قارات العالم، والذي يجسد حرص خادم الحرمين – أيده الله – على مد جسور التواصل مع جميع دول العالم، وخدمة المسلمين في كل مكان، وتلمس احتياجاتهم وقضاء مصالحهم.
وأوضح معاليه أن الوزارة قدمت لضيوف الرحمن أيضا خدمة إعداد المطبوعات والتي بلغت (ثمانية ملايين) مطبوع باللغات العالمية، ومن ذلك طباعة (أربعة ملايين) نسخة من المصحف الشريف وتراجمه في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، منها ما تم توزيعه على مساجد مكة المكرمة والمدينة المنورة ومساجد المشاعر المقدسة، ومنها ما سيتم توزيعه على حجاج الخارج عند مغادرتهم، هدية من خادم الحرمين الشريفين – أيده الله- الذي وجه بذلك.
كما شكر معاليه المشاركين كافة في تنفيذ خطة الوزارة من اللجان الإدارية والفنية والتقنية والدعوية العاملة في الحج والذين بلغ عددهم (۲۳۰۰) مشارك، وشكر بشكل خاص أصحاب الفضيلة أعضاء التوعية الإسلامية من العلماء والدعاة، على جهودهم وتفانيهم في أداء الأمانة وشرف المسؤولية ، والدعوة إلى الله وفق منهج وسطي بعيد عن التشدد والغلو والتطرف، واجتهادهم في توعية الحجاج بأحكام نسكهم المبنية على التيسير وفق الكتاب والسنة، وحرصهم على جمع كلمة المسلمين ونبذ الفرقة والاختلاف والتحزب المقيت، مؤكدا أنه سر بما وقف عليه من إنجازات طيبة، حاثا على المزيد من الإنجاز ومضاعفة الجهود .
وكشف معاليه عن بدء لجنة برئاسة معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية بعد موسم الحج لمراجعة اتصالات الحجاج على الهاتف المجاني لرصد أبرز الإشكالات لديهم والاستماع إلى إجابات وإرشادات أصحاب الفضيلة أعضاء التوعية وانتقاء المناسب من هذه الأجوبة للإفادة منها بعد ذلك، إضافة إلى بدء العمل للإعداد لحج الموسم المقبل بعد انتهاء هذا الموسم مباشرة، متطلعا من الجميع المزيد من التعاون والتفاني والإخلاص لتحقيق تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – نحو خدمة حجاج بيت الله الحرام.
وقدم معاليه الشكر لكل من يقدم ويبذل لخدمة ضيوف الرحمن من سائر قطاعات الدولة مدنيين وعسكريين، وخص منهم رجال أمننا البواسل الذين ضربوا أروع الأمثلة بعملهم المتواصل، لراحة حجاج بيت الله الحرام والسعي لحفظ أمنهم ومساعدتهم وتنظيمهم، وفي مقدمتهم الرجال الأشاوس المرابطين على الحدود، والذين بفضل الله كانوا سدا منيعا أمام من أرادوا النيل من مقدساتنا، سائلا الله أن يحفظ بلادنا خاصة وبلاد المسلمين عامة، وأن يجزي خادم الحرمين وولي عهده خير الجزاء وأوفاه وأن يوفق رجال الأمن ويجزيهم خيرا على ما يقدمونه في سبيل خدمة الدين والملك والوطن، كما سأل الله عز وجل أن ييسر للحجاج تمام نسكهم ويتقبل منهم ويعيدهم إلى أهلهم سالمين غانمين.
فيما ألقى كلمة الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج رئيس المحكمة العامة في مدينة عرعر فضيلة الشيخ خالد بن صالح الجنيدي، حيث قال: إن عناية المملكة بشؤون الحج واضحة لكل ذي بصيرة في منظومة جهود متنوعة ومختلفة ومتظافرة في الحرمين والمشاعر في الحرمين والمشاعر بالقيام على شؤونها ومتابعة احتياجاتها ورعاية حرمتها وحفظ مكانته وتوفير كل ما يمكن توفيره في سبيل راحة الحجاج وطمأنينتهم منوها بدور وزارة الشؤون الإسلامية البارز في تقديم جملة من الخدمات لحجاج بيت الله ويأتي في طليعتها اعمال الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الح والتي وجدت عناية كبيرة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ والتي ساهمت في نجاح أعمالها وتميزها هذا العام.
من جانبه عزا مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة الشيخ الدكتور سالم بن حاج الخامري إتمام جميع اللجان العاملة مهامها إلى تسخير كافة الإمكانات وتذليل كافة الصعوبات من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الأمر الذي كان له الأثر البالغ في تحقيق النجاح وإنجاز التميز.
بعد ذلك ألقى كلمة الضيوف المستشار الأمني بالمملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ محمد صالح الملكاوي أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج شكر فيها خادم الحرمين على هذه الاستضافة مؤكدا بأنها لفتة كريمة جاءت من رجل كريم اعتاد على بذل الخير للعالم أجمع وخصوصا اخوانه وأبنائه المسلمين، مثمنا الدور الكبير الذي تبذله المملكة في خدمة ضيوف الرحمن في جميع المجالات الخدمية والأمنية والصحية والدينية.
وأشار الملكاوي إلى أن المملكة هي قلب العالم الإسلامي النابض ومعقل الإسلام، لافتا إلى أن محبتها عبادة واجبة وأن القيادة السعودية تمثل الأمة الإسلامية أجمع وأنه يجب على جميع المسلمين الاجتماع حولها والوقوف معها ومؤازرتها في كل الأحوال.
وقال: إن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وبقيادة معالي وزيرها الهمام الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ تقوم بجهود كبيرة في توعية الحجاج وإرشادهم في كل ما يتعلق بمناسك الحج وأحكامه وفق ماورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مشيدا بجهود معالي الوزير آل الشيخ في إبراز صورة الإسلام الناصعة ونشر الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف.
إثر ذلك كرم معاليه المشاركين في أعمال الحج لعام 1440هـ, وعددا من ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة.