المحلية

المستشفى الميداني لـ«الحرس الوطني».. إمكانات هائلة لخدمة الحجاج

تسهم الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني وبشكل فعال ورائد، في خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة كل عام ضمن قطاعات الدولة الأخرى المعنية، وخلال موسم حج هذا العام، قامت الشؤون الصحيـة بتجهيز مواقعها بالمشاعر المقدسة مبكرًا بكل الإمكانات، التي تؤمن تقديم رعاية طبية متميزة بشكل متكامل.

وأوضح المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي، أنه يتم في منى تجهيز المستشفى الميداني التابع للشؤون الصحية، وهذا المستشفى كما هو معروف بني من مادة الفايبر جلاس المقاومة للحرائق والعازلة للحرارة، التي تتناسب مع الظروف المناخية للمشاعر المقدسة، ويضم أربعين سريرًا مجهزًا، إضافة إلى عدد من أسرة العناية الفائقة، كما أن المستشفى مجهز بأحدث الأجهزة الطبية وكل المستلزمات السريرية، ويعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة، وتقدر المساحة الإجمالية للمستشفى بنحو 256 مترًا مربعًا.

ويتكون من قسمين، قسم لتنويم الرجال، وقسم لتنويم النساء، كما يشتمل الموقع على العديد من العيادات التخصصية المختلفة والخدمات المساندة وعيادات الأسنان وعيادات النساء والولادة، بالإضافة إلى غرفة عمليات جراحية صغرى متكاملة، ومكاتب استقبال ومكاتب إدارية، كما تضم الخدمات المساندة للمستشفى مختبرًا متكاملًا للتحاليل الطبية، وغرفة أشعة، وصيدلية لصرف الأدوية، إلى جانب سكن للعاملين على مساحة 208 أمتار مربعة.

وأشار إلى أن الشؤون الصحية وفرت مظلات واقية من الشمس داخل المستشفى لراحة المرضى من حجاج بيت الله الحرام، كذلك تم تأمين التكييف اللازم لجميع مرافق المستشفى، إضافة لمولدات احتياطية للطوارئ يمكن استخدامها وقت الحاجة.

وقال، إن مجال الخدمة الطبية هو العامل المشترك بين الشؤون الصحية والقطاعات الصحية الأخرى بالمملكة؛ لذلك كان التنسيق بين الشؤون الصحية والقطاعات الحكومية من وزارة الصحة، ووزارة الدفاع، والطيران، ووزارة الداخلية، وغيرها، وذلك لتقديم أفضل الخدمات الصحية المتميزة لضيوف الرحمن وعمل التنسيق اللازم فيما بينهم، خاصة في برنامج الإخلاء الطبي بالمشاعر المقدسة التي تشارك فيه الشؤون الصحية بعشر فرق مجهزة تجهيزًا متكاملًا لغرض الإخلاء الطبي، وذلك للمشاركة أثناء حدوث أي طارئ، لا سمح الله، مع التنسيق المستمر لضمان تحقيق المطلوب، والتأكد من جاهزية كل جهة لاستقبال أي حالة طارئة، كذلك التنسيق المستمر مع الدفاع المدني لنقل جميع الحالات المرضية، التي تتطلب التدخل السريع لنقل المرضى بالطيران العمودي إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة.

وأضاف: قسم الطوارئ بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة يشارك مع الإدارات الطبية المعنية في خدمة ضيوف الرحمن لتقديم الخدمات الإسعافية، فقد تم تجهيز غرفة اتصالات للتواصل مع مستشفى منى الميداني لأي طارئ، لا سمح الله، وتم التنسيق لجاهزية المسعفين وأطباء الطوارئ وعشر سيارات إسعاف مجهزة تجهيزًا كاملًا بأدوات ومستلزمات التنفس والسوائل الوريدية لنقل الحالات الحرجة حسب احتياج الحالة.

وأفاد معاليه بأن العمل الصيدلي في موسم الحج يشترك مع جميع الإدارات، التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن من قبل الشؤون الصحية، وتوفر صيدلية مدينة الملك عبدالعزيز الطبية الرئيسية بجدة كل ما يحتاجه المريض من أدوية ومحاليل بمستشفى منى الميداني والمراكز التابعة لها بالمشاعر، سواء للعيادات الخارجية أو لقسم التنويم، ومن هذا المنطلق بدأت لجنة من إدارة الصيدلية منذ وقت مبكر بتفعيل البرنامج الخاص لمهمة الحج؛ لاختيار الأدوية المنتقاة والمقسمة حسب تأثيرها الطبي للعمل على توفيرها قبل بدء مهمة الحج، حيث إن هناك فريقًا من صيادلة مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة والمكلفين بالعمل بالمستشفى الميداني بمنى بمراجعتها وتقييمها وصرفها للمريض، ومن ثمَّ إدخالها في برنامج جديد تم استحداثه من قبل مهندسي تقنية المعلومات، بالتعاون مع بعض الصيادلة أصحاب الخبرة.

وبيَّن الدكتور القناوي، أن هذا البرنامج يخدم العمل من ناحيتين، الناحية الأولى: صرف العلاج للمريض بطريقة سريعة، والناحية الثانية: مراقبة المخزون، وبمجرد دخول المريض المستشفى، يتم إدخال البيانات الخاصة للمريض ويتم الكشف عليه واختيار الدواء عن طريق النظام، ويتم تحضير الدواء في الصيدلية للمريض ويعطى للمريض بكل يسر وسهولة، وفي الجهة المقابلة تتم مراقبة المخزون بعد إدخال المعلومات الخاصة بالكميات في النظام، ولتجنب انتهاء الكميات بشكل مفاجئ يوجد بالنظام تنبيه في حال وصل الحد للمخزون لطلب إعادة التعبئة، كذلك يتيح النظام الجديد الاستفادة من المعلومات المخزنة مثلًا يعطي إحصائية لأنواع الأدوية الأكثر صرفًا والأقل استخدامًا.

وبيَّن الدكتور القناوي، أنه تم تجهيز معسكرات صحية متكاملة لتقديم الخدمات الطبية في كل من عرفات ومزدلفة؛ حيث تم تجهيز معسكر عرفات بعربتين تستخدمان كمستشفى للطوارئ، إحداهما للرجال والأخرى للنساء، تستوعب 20 سريرًا، إضافة إلى عربتين للعيادات الخارجية للرجال والنساء وصيدلية متكاملة، إلى جانب الخدمات المساندة. هذا ويقوم بتشغيل مستشفى منى الميداني والمرافق الصحية بعرفات ومزدلفة التابعة للشؤون الصحية، فريق عمل من الأطباء والصيادلـة والفنيين والإداريين وجميعهم يعملون على مدار الـ24 ساعة، وهم من الكفاءات السعودية المؤهلة والمدربة تدريبًا عاليًا.

وأوضح، أن إدارة خدمات المعلومات تستعد لموسم الحج هذا العام 1440هـ بتجهيز واختبار كفاءة الإنترنت والبنية التحتية للشبكة الإلكترونية للمراكز الصحية في المشاعر المقدسة التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني والمتصلة بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، لتوفير الدعم الفني المطلوب لتجهيز المعدات التقنية للملف الطبي الإلكتروني بنسخته الجديدة على الإنترنت بأحدث التقنيات المستخدمة والمتوافقة مع متصفحات الأجهزة الذكية، والذي ساعد مرونة هذا التطبيق في تسهيل وتسريع الأتمتة لجميع الإجراءات الخدمية الصحية وعمليات التوثيق لمقدمي الخدمة وأيضًا لتوفير جميع التقارير والإحصائيات المطلوبة تلقائيًا للجهة المسؤولة وإمكانية تقديمها للجهات الأخرى المختصة بوزارة الصحة على مدار الساعة أثناء مهمة الحج.

وأكد القناوي، أنه نجحت خطة العام الماضي من خلال تحقيق الأهداف التي رسمتها الشؤون الصحية، وهذا ما نسعى لتحقيقه هذا العام إن شاء الله لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك من خلال خطة تشغيلية تم إعدادها بتضافر جهود جميع العاملين وبذل أقصى الجهد لتحقيق الأهداف المنشودة، التي نصبوا إليها جميعًا.

ونوه بأن مجال التوعية يحظى باهتمام كبير نظرًا لروحانية وقدسية المناسبة العظيمة، إذ تقوم إدارة العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بالشؤون الصحية بتقديم الخدمات الإرشادية طوال أيام الحج، إضافة إلى بث هذه الإرشادات الطبية لضيوف الرحمن عبر الشاشات التليفزيونية الداخلية بواقع فترتين صباحية ومسائية، وهناك مطبوعات توعوية تثقيفية تنفذها إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى.

وفي إطار الاستعدادات لموسم الحج أفاد القناوي بأن إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى تقوم بعددٍ من الأنشطة تهدف إلى ضمان إجراءات الوقاية ومكافحة العدوى بمستشفى منى الميداني بالمشاعر المقدسة، ومنها التأكد من حصول الكادر الطبي المكلف على دورة أساسيات مكافحة العدوى Right Care, Right Now واختبار الكفاءة التنفسية N95 respirator mask fit testing ، وأيضًا اشتملت على تنفيذ دورة تدريبية مكثفة لجميع العاملين الصحيين المكلفين بمهمة الحج لهذا العام بعنوان «الدورة التدريبية للأمراض الوبائية والحالات الطارئة أثناء موسم الحج»، وكذلك إقامة الدورة التدريبية التاسعة في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها وعلاج الحالات الطارئة وضربات الشمس للكادر الطبي المكلف بالعمل في مهمة الحج والمهتمين من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

كما تم تنظيم الزيارة التفقدية لمستشفى منى الميداني بالمشاعر المقدسة من قبل إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى وذلك للتأكد من جاهزية الموقع، وعمل حملات تطعيم الحج «الإنفلونزا الموسمية والحمى الشوكية» للكادر الطبي والعسكري المكلف بمهمة الحج والحجاج من منسوبي وزارة الحرس الوطني، ووضع قائمة بمستلزمات واحتياجات المستشفى الميداني اللازمة لإجراءات الوقاية ومكافحة العدوى، وأيضًا كتابة وطباعة المواد الصحية التثقيفية والإرشادية للحجاج بعدة لغات، وتجهيز وتوفير حقيبة الحاج المحتوية على الكتيب الإرشادي وبعض الأدوات الشخصية منها «مظلة، مقص، شفرات حلاقة وغيرها»، وكذلك تحدث عدد من الاستشاريين حول الكشف المبكر والتشخيص والعلاج للأمراض الشائعة والمخاطر المحتملة أثناء موسم الحج والعلاج لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق المتوسط التنفسية وأمراض الحمى النزفية والأمراض المنقولة عن طريق الطعام وحالات التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، مثل الإجهاد الحراري وضربة الشمس، وتم تزويد جميع العامليين الصحيين بالإرشادات والمستجدات الصحية والإجراءات الواجبة للتعامل مع الأمراض المعدية أثناء موسم الحج؛ حيث تم إعداد برنامج وآليات للكشف المبكر وفحص الحالات المشتبه في إصابتها وإجراءات التبليغ والعزل ونقل الحالات في إطار من التنسيق مع وزارة الصحة والجهات المعنية للتعامل مع الحالات الوبائية.

وبيَّن أن من أنشطة الطب الوقائي في المستشفى الميداني في منى والمشاعر المقدسة، تدريب الكادر الصحي بالمستشفى على أساسيات التبليغ عن الأمراض المعدية والاستمارات المستخدمة، وعمل محاضرة توعوية للكادر العسكري العامل بالمستشفى الميداني عن الوقاية من الأمراض المعدية، وكذلك عمل تدريب عملي لعمال النظافة بالمستشفى على التخلص من النفايات والوسائل المستخدمة في الوقاية من العدوى، وتنسيق زيارات تفتيشية لأماكن إعداد الطعام والمطابخ للتأكد من اتباع إجراءات السلامة الغذائية، ومتابعة الوضع الصحي وتبليغ وزارة الصحة في حالة اشتباه أي من الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تجهيز الإجراءات الاستعدادية للتعامل مع الحالات الوبائية وحالات التسمم الغذائي، ووضع الإجراءات الاحترازية لمنع حدوث الإصابات المهنية للكادر الطبي، وتوفير خطة فرز أولية لمراجعي المستشفى لعزل حالات التهابات الجهاز التنفسي، وتوفير غرفتي عزل لاستقبال حالات اشتباه متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» أو الأمراض المعدية الأخرى.

وأشار معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، إلى قيام فريق من الإخصائيين في الأمراض المعدية والصحة العامة والطب الوقائي وصحة البيئة بتقييم ميداني لمستشفى منى الميداني بالمشاعر المقدسة، وتم العمل على استكمال الملاحظات، والتأكد من توافر جميع التجهيزات لمكافحة العدوى وصحة وسلامة البيئة بالعيادات الخارجية وغرف العزل وأماكن الانتظار، ونظرًا لأهمية استخدام القناع التنفسي «N95» في حالة التعرض لأمراض معدية تنتقل عن طريق الهواء، فقد تم التأكيد على استكمال اختبار كفاءة القناع التنفسي الواقي «N95» لجميع العاملين الصحيين المكلفين بمهمة الحج من خلال برنامج إضافي تم تخصيصه لهذا الغرض، كما تم التأكد من حصول جميع العاملين الصحيين المكلفين بمهمة الحج على التطعيمات اللازمة عن طريق مراجعة الملفات الطبية واستكمال التطعيمات حسب الحاجة، من خلال التعاون مع إدارة الطب العسكري الميداني تم الانتهاء من برنامج لتطعيم العسكريين في وحدات الحرس الوطني المشاركة في مهمة الحج مع توزيع مواد توعوية للوقاية من الأمراض المعدية، وحيث إن التوعية الصحية هي المدخل الرئيسي للوقاية، فقد تم إعداد برنامج متكامل لتوعية المرضى والزائرين لمستشفى منى الميداني بالمشاعر المقدسة بعدد من اللغات، منها العربية والإنجليزية والأوردو والفرنسية.

يُذكر أن رسالة الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، تهدف إلى تقديم كامل الرعاية الصحية المتميزة ووضع كل الإمكانات والطاقات في خدمة حجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة؛ حرصًا منها على السلامة ولتقديم أفضل الخدمات وأرقاها لضيوف الرحمن، ومــن منطلق التوجيهات الساميــة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع- حفظهما الله-، ومتابعة وإشـراف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، حتى يتمكن الحجـاج من إكمال أداء مناسكهم وهم يتمتعون بموفور الصحة والعافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى