مدير “تاريخ مكة”: ما تشهده المشاعر المقدسة من تطوير وتحسين يعادل ميزانية دول
نقل المدير العام لمركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور فواز الدهاس، لـ”سبق” تجربته الشخصية مع مناسك الحج، وما طرأ على المشاعر المقدسة من تطوير وتحسين، تنفق الدولة عليهما ما يعادل ميزانية دول. مؤكدًا أن ما تبذله الدولة – رعاها الله – من جهود يأتي في سبيل راحة الحجيج وسلامتهم؛ لينعموا بالراحة والطمأنينة وسط خدمات متكاملة من طرق ونقل وسكن ونحوها.
وقال “الدهاس”: كان مشعر منى قبل زمن أرضًا قاحلة، لا تتوافر فيها أبسط المستلزمات من مياه وكهرباء ودورات مياه.. فقد كان الناس في ذلك الزمن يتسارعون في منتصف شهر ذي القعدة إلى حجز أماكن لهم، سواء للسكن أو للبيع، وكانوا ينصبون الخيام التقليدية بشكل عشوائي، ويقيمون دورات مياه ابتدائية؛ وتعم الروائح الكريهة من تلك الدورات، إضافة إلى سفك دماء الأضاحي بأرجاء المشعر؛ إذ كان يمارَس ذبح الأضاحي داخل المشعر، حتى طرأ على مشعر منى تطوير وتحسين من خيام منظمة، ومساكن منتظمة مدعمة بالمرافق العامة.. وبذلت الدولة الغالي والنفيس من أجل راحة الحجيج، وأصبحت منى مدينة منظمة؛ يتوافر بها جميع الخدمات التي يحتاج إليها ضيوف الرحمن بكل يُسر وسهولة.
وأضاف: أما الجمرات فكانت عبارة عن شاخص، لا يتعدى ارتفاعه أمتارًا عدة، يتزاحم الحجاج حوله أثناء الرمي، فيما كانت جمرة العقبة تستند إلى جبل، كان يشكِّل عائقًا أمام الحجاج قبل أن يتم إزالته، وأصبحت الجمرات الثلاث من أربعة أدوار بارتفاع ١٢ مترًا، لكل دور أحد عشر مدخلاً، و١٢ مخرجًا وأنفاق للخدمات والإسعاف، وتستوعب أعدادًا هائلة من الحجاج؛ وبذلك انتهت مشكلة التدافع بشكل نهائي.
وتابع: أما الطرق والمواصلات فقد أنشأت الدولة الطرق العديدة التي تربط منى بمزدلفة وعرفات، وتذليل الطرق بين هذه المشاعر امتدادًا إلى المسجد الحرام، وتوفير المياه المبردة على طول الطرق التي تربط المشاعر المقدسة ببعضها، وإيجاد مرافق عامة، مثل دورات مياه وسيارات إسعاف وطوارئ، وخدمات عامة أخرى، وأصبحت الخيام في المشاعر المقدسة بمقاييس حديثة مقاومة للحريق، ومزودة بكل المرافق التي تسهم في راحة الحجيج.
وزاد: أنشأت الدولة خارج منى منشأة للمجازر، إليها يفد الحجاج لشراء الأضاحي من الماشية عبر مكاتب الخدمة المنتشرة التي تستوعب الأعداد الكبيرة من الحجاج، ومن ثم يدخل إلى هذه المنشأة ما اشتراه الحاج من هذه الماشية؛ فيتم سلخها وتقطيعها ووضعها في أكياس، وتُسلم لصاحبها، مع حفظ الكثير من هذه اللحوم في ثلاجات خاصة، ومن ثم توزيعها على العالم الإسلامي.
وختم المدير العام لمركز تاريخ مكة المكرمة بقوله: أولت الحكومة قطار المشاعر في هذا العهد الزاهر، الذي يربط المشاعر المقدسة ببعضها، كثيرًا من الاهتمام، كنوع من التطور في وسائل النقل. مؤكدًا أن ما تبذله الدولة من جهود يأتي في سبيل راحة الحجيج وسلامتهم، وأن المتدبر في شؤون الحج والحجيج وما تبذله الدولة في هذه المرافق والأماكن المقدسة في كل عام، وما يتم من تطوير وتحسين تنفق الدولة عليه ما يعادل ميزانية دول، يدرك أنه – إن شاء الله – من أبواب الخير.. سائلاً الله – عز وجل – أن يحفظ الدولة قيادة وشعبًا من كيد الكائدين والحاسدين والحاقدين.