مسرحية صهيونية للوقيعة بين فلسطين والسعودية
لماذا لم تقدم السلطات الإسرائيلية على توفير الحماية للسائح الذي ينتحل الصفة السعودية والذي أثار جدلًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما وفرتها للوفود العربية والإسلامية التي زارت القدس؟
لا يخفى على أحد الدور الذي تلعبه المخابرات الإسرائيلية في الوقيعة بين أبناء الأمة العربية والإسلامية وتجنيد عدد من أبناء العرب والمسلمين في سبيل الحفاظ على حالة الفرقة والتشرذم وزيادة الآلام بين أبنائها والمعارك السياسية والاجتماعية.
وأحدث تلك المسرحيات ما أقدم عليه شخص يرتدي عباءة خليجية تستضيفه وزارة خارجية الاحتلال في جولة بالقدس المحتلة على أنه مواطن سعودي جاء ليعبّر عن حبه للاحتلال وأمله في أن يسود الأمن والاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
ولا يحتاج أي شخص عاقل الكثير من التفكير ليدرك خيوط هذه المسرحية، ولكن في سبيل التصدي لهذه الحملة التي تسعى إلى تأليب الرأي العام العربي وزيادة الفتنة بين أبنائه
استضافت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عددًا من الوفود العربية والإسلامية وتعكف على استضافة المزيد منهم، مستغلة في ذلك الوقت الذي تروّج فيه إلى صفقة القرن التي تحلم بها على هواها وعلى حساب الفلسطينيين.
وتجوّلت تلك الوفود في أرجاء القدس المحتلة وصلّت في المسجد الأقصى تحت حماية مكثفة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا تخلّت عن المواطن السعودي وتركته وحيدا أمام المقدسيين ليستفز مشاعرهم بالعباءة التي يرتديها، وكأنه يريد أن يقول لهم أنا عربي سعودي أخونكم، تعالوا فاضربوني !
كان يمكن لهذا الناشط المزعوم أن يستكمل جولته كأي مواطن عادي، فمن سيعرف أنه سعودي أصلًا؟ ولما أصرّ على ارتداء العباءة والتعريف بأنه سعودي، بل ولتتكشف المسرحية أكثر يطلق على نفسه في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي لقب “محمد سعود” !
لا شكّ أن عامة الناس دائمًا ما تقودهم العواطف ولا يتحكم فيهم العقل، وهذا ما كان للجولة التي نسقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية وفقًا لما تريده، فهي بذلك توجه رسالة للموقف الرسمي السعودي، إذا استمرّت مقاطعتكم لنا سنواصل الضغط عليكم بهذا الأسلوب، سنجعل الفلسطينيين يرجمونكم ويشتمونكم، انظروا إلى الفلسطينيين كيف يكرهونكم !
ومن المعروف أن المملكة ومواقفها الرسمية التي لطالما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عليها، ستكون في دائرة الصراع المقبلة، ولن تتوقف إزاءها حملات التحريض كما رأينا في قضية خاشقجي التي فشلت فيها كل المحاولات المدعومة من قطر وتركيا وحلف الشيطان.
وهذه المرة يحاول أعداء الأمة إشعال فتيل جديد للفتنة، ولكن العدو أكثر وضوحًا مهما حاول واستأجر من أشخاص مشبوهين للإيقاع بين الشعبين السعودي والفلسطيني، فالوعي العربي أوعى منها في الواقع والميدان ومهما علت موجات الرد والنقد في شبكات التواصل الاجتماعي.
والأهم من ذلك، ما الذي ينتظره المواطنون العرب سعوديون وفلسطينيون وغيرهم من جولة أو زيارة تنسقها وترتب لها وزارة الخارجية الإسرائيلية؟ هل صدقوا فعلًا أن الإسرائيليين يحبون العرب؟ وما سر هذا التكالب الإسرائيلي على الوفود العربية؟ هل تحتاج إسرائيل إلى التطبيع مع العرب وهي في عز قوتها العسكرية والاقتصادية؟ بل كل ما تريده المزيد من الدماء والفرقة والتشرذم بين أبناء هذه الأمة الذين يتساوق بعضهم مع موجات الفتنة والمزاودة على بعضهم البعض لأجندات معروفة ومشبوهة.
في الختام، كل مواطن عربي وفلسطيني شريف يشيد بمواقف المملكة العربية السعودية وقيادتها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، فضلا عن الدعم الكبير الذي توليه المملكة سياسيا واقتصاديًا لشقيقتها فلسطين في مختلف المحافل الدولية.