المحلية

معدل إنفاقهم يضاعف الخسارة 10 مرات.. ما أسباب مقاطعة السعوديين للسياحة التركية؟

تضرر السياحة التركية بسبب السياسات غير الودية لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متغير متوقع أجمع عليه الخبراء والمراقبون، فمن الطبيعي أن يتحول تجاوز “أردوغان” لما تمليه أسس التفاهم والتعاون والشراكة مع الدول الصديقة لتركيا إلى عامل نفور لشعوب تلك الدول من تركيا، فيسيطر الجمود على أجواء العلاقات بعد أن سادها التقارب والتعايش، وفي هذا السياق يندرج ما أعلن عنه موقع اتحاد أصحاب الفنادق في تركيا، حول انخفاض عدد السياح السعوديين بنسبة 33.2 في المائة خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

فانخفاض عدد السياح السعوديين إلى تركيا، وبهذه النسبة التي تعادل الثلث تقريباً، حدث مبرر ومفهوم داخل السياق الذي أنتجه، والمتغيرات الأخيرة للسياسة التركية التي أدت إليه، وإذا ما بحثنا أسباب الانخفاض فسنجدها ناجمة عن السياسة العدائية، التي انتهجها “أردوغان” في الفترة الأخيرة تجاه السعودية، والتي حدت بالمواطنين السعوديين إلى كراهية تركيا ونظامها، ودفعت بثلث من كان يتخذ من تركيا وجهة سياحية له إلى مقاطعتها، ولا غرابة في ذلك فالسعودي يتصرف بدافع من شعوره الوطني، ويدافع عن بلده في نطاق إمكاناته من تلقاء نفسه دون توجيه، بل إن الكثيرين منهم يطالبون حكومتهم بحظر السفر رسيماً إلى تركيا، يضاف إلى ذلك تجنبهم للمخاطر وسوء المعاملة التي يتعرض لها السائحون السعوديون في تركيا، والتي ارتفعت بدرجة ملحوظة في الفترة الأخيرة.

وتكشف الإحصاءات الرسمية عن مقدار الخسارة التي تعرض لها الاقتصاد التركي؛ نتيجة مقاطعة السياح السعوديين، فتشير الإحصاءات إلى أن عدد السياح السعوديين بلغ 182.689 سائحاً في الستة أشهر الأولى من عام 2018، في حين بلغ عددهم 122115 سائحاً عام 2019، ما يعني أن 60574 سائحاً سعودياً امتنعوا عن التوجه إلى تركيا، واتخذوا لهم وجهات سياحية أخرى، وهذا عدد كبير، كما أن استمرار الانخفاض بنفس الوتيرة أو وتيرة أعلى سيفاقم خسائر تركيا الاقتصادية في الوقت الذي احتل فيه السعوديون المرتبة الثالثة في قائمة أعداد السياح إلى تركيا عام 2018 بعدد 586.814 سائحاً بحسب البيانات الرسمية، التي أعلنتها وزارة الثقافة والسياحة التركية.

ورغم أن المعيار العددي يكشف بجلاء حجم الخسارة التي مني بها الاقتصاد التركي، نتيجة مقاطعة السياح السعوديين، فإن معدل إنفاق السعوديين في تركيا يبين البعد المالي لهذه الخسارة، فمن المعلوم للدوائر الرسمية التركية ومنذ سنوات، أن السائح السعودي يتصدر غيره في الإنفاق السياحي، وقد سبق لمصطفى جوكسو مستشار الرئيس التركي لشؤون الاستثمار أن أعلن في عام 2015 أن “السائح السعودي يعادل 10 سياح أوروبيين بمعدل ما يصرفه يومياً، والذي يبلغ متوسطه 300 دولار”، ومن المؤكد أن مقاطعة ثلث السياح السعوديين لتركيا سيؤدي إلى خسارة المبالغ التي كانوا يضخونها في الاقتصاد التركي، هل نقول إنها تعادل عشرة أضعاف ما ينفقه نظراؤهم من الأوروبيين؟ إنها كذلك بالفعل، وهي تضاعف عدد ما خسرته تركيا من السعوديين من 60.574 سائحاً إلى نفس هذا العدد مضروباً في عشرة أي 605.740 سائحاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى