أخبار العالم

«هزيمة إسطنبول» بعيون غربية.. درس لـ«ديكتاتور» يرفض التعلم

تمكّن مرشح الحزب التركي المعارض، حزب الشعب الجمهوري، من انتزاع الفوز في انتخابات بلدية إسطنبول، متفوقًا على مرشح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بفارق 806 آلاف صوت، ما يمثّل الهزيمة الأكبر للحزب الحاكم في تركيا منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس الإثنين، إن رئيس بلدية إسطنبول الجديد، أكرم إمام أوغلو، فاز بالانتخابات «على طريق إعادة توجيه تركيا نحو سياسة جديدة، وهي سياسة التعايش الديمقراطي»، مضيفة أن «ما يميز إمام أوغلو، أنه تمكّن من تحقيق الفوز من خلال التخفيف من حالة الاستقطاب وليس تعميقها».

وأشارت الصحيفة إلى أن «إسطنبول ليست المدينة الكبرى الوحيدة التي خسرها حزب العدالة والتنمية في انتخابات البلديات التي أجريت في مارس الماضي، فقد خسر الحزب تقريبًا أربع مدن رئيسية، منها أنقرة، أمام حزب الشعب الجمهوري».

لكن الحزب الحاكم لم يحتمل خسارة إسطنبول، مصدر العوائد المالية الهائلة وركيزة صنع القرار السياسي في تركيا، وطالب بإعادة الانتخابات فيها، مدعيًا وجود بعض التجاوزات في عملية التصويت، ليتلقّى في جولة الإعادة هزيمة كبيرة حيث ذهبت 54% من الأصوات لصالح إمام أوغلو.

وأضافت الصحيفة: «هذه الجولة شهدت خسارة فادحة للحزب الحاكم، خاصة وأن غالبية الناخبين في أحياء مثل فاتح وأيوب وأسكودار، التي تقطنها أغلبية من المحافظين، وهم القاعدة الجماهيرية التقليدية لحزب العدالة والتنمية، أعطوا أصواتهم لإمام أوغلو».

وقالت الصحيفة، في تقرير كتبه المحلل السياسي من أنقرة سليم كورو، إن «تنظيم انتخابات جديدة في بلدية إسطنبول أثار غضب ملايين من الأتراك، الذين شعروا أن أردوغان مارس ضغوطًا على هيئة الانتخابات». مضيفة « الأتراك لا يقبلون أن تقوم الحكومة بتنظيم انتخابات جديدة بعد خسارتها في جولة سابقة».

وتابعت: «حاول حزب أردوغان تعويض ذلك، وتخلّى عن حملته الانتخابية السلبية وحاول جذب الناخبين بالتركيز على مرشحه بن علي يلديريم، الذي شغل منصب رئيس الوزراء والناطق باسم البرلمان التركي. وربما الصفة الأكثر بروزًا في السيد يلديريم هي ولاؤه الثابت لأردوغان، لدرجة أنه بدا مجبرًا على الترشح لهذا المنصب. فقد كان غير ملهم بالمرة، ولا يملك الطاقة الكافية للتحدث أمام الميكروفون».

وعلى النقيض، نجح إمام أوغلو بحيويته ونشاطه في جذب قطاع عريض من الشعب والتوحيد بين أطياف المعارضة المختلفة مثل «الحزب الجيد» و«حزب الشعب الديمقراطي»، الموالي للأكراد.

وقالت الصحيفة، إن «إمام أوغلو فعل ما لم يكن أردوغان قادرًا على فعله أبدًا، وهو الافتراض بأنه يمكننا المسامحة والعيش على قدم المساواة بموجب القانون. وكما قال إمام أوغلو في خطاب فوزه: إنها بداية جديدة لتركيا».

وأضافت: «انتخابات المجلس البلدي ستغير القليل بشأن آليات إدارة تركيا، لكن هناك شعور بأن فجرًا جديدًا بزغ في إسطنبول، وأن غالبية الشعب التركي تتطلع صوب موضع أكثر توازنًا».

وتحدثت الصحيفة أيضًا عن محاولات أردوغان للنيل من إمام أوغلو ووصمه بـ«الكاذب»، والادعاء بأن الأخير له روابط وثيقة مع حزب العمال الكردي، الذي تحاربه أنقرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

كما أشارت إلى «موافقة أردوغان على نشر خطاب كتبه القيادي المعتقل من حزب العمال الكردي، عبدالله أوجلان، دعا فيه الناخبين من حزب الشعب الديمقراطي إلى التزام الحياد، وهو ما اعتبره الرئيس التركي دعوة للتصويت لصالح أوغلو».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى