أخبار العالم

علب السمن القاتلة.. من أهم أسباب جلطات القلب والمخ!

أجرى الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث في عام 1869، مسابقة لمن يستطيع تصنيع بديل للزبدة الطبيعية لإطعام الجيش الفرنسي والعائلات الفقيرة؛ فكان هذا الاختراع الفريد الذي سُمىَ بالسمن الصناعي.

وأوضح الدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض السكر والسمنة بجامعة هارفاد الأمريكية ومدير معهد جوزلين ومسؤول برنامج الغذاء الأمثل لمرضى السكر على مستوى العالم، أن فيه يتم تحويل الزيوت السائلة إلى مادة متماسكة القوام يمكن تخزينها لفترات طويلة.

وأشار إلى الدكتور أسامة حمدي إلى أن ذلك عن طريق تمرير غاز الهيدروجين على الزيت لتحويلة إلى دهون مشبعة وهو ما يسمى بهدرجة الزيوت، ولكن إذا تم هدرجة الزيوت النباتية بصورة كاملة تتماسك كالحجارة لذا يتم هدرجتها جزئيًا partially hydrogenated مما ينتج عنها السمن الصناعي أو ما سمى بالسمن النباتي لتصنيعه من الزيوت النباتية.

وقال إنه إشترت براءة الاختراع المذهل شركة هولندية في ١٨٧١ لذا سمى بعدها بالسمن الهولندي، ومرت الأيام لتثبت الأبحاث أن السمن الصناعي المُخلَّق من الزيوت النباتية يحتوي على أخطر أنواع الدهون والمسماه بالدهون المتحولة Trans Fat، وهو أخطر ما يمكن أن تضعه في فمك فهو من أهم أسباب جلطات القلب والمخ.

وأكد أن هذا الدهن هو الوحيد الذي حين تتناوله يزيد من نسبة الكولسترول الضار LDL في دمك في حين يَخفِض الكوليسترول المفيد HDL، لافتًا إلى أن إبتداءً من يونيو الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها ستكون خالية تمامًا من هذا النوع من الدهون القاتلة في غضون ثلاثة سنوات.

وحاليًا في مدينَتَى بوسطن ونيويورك، يتم إغلاق أى مطعم وتسحب رخصته نهائيًا إذا ثبت طهيه بالسمن الصناعي؛ بينما تعد مصر وباكستان أعلى دول العالم في إستهلاك السمن الصناعي القاتل فهذه الدول تستهلك ما يزيد عن ٤،٥٪؜ من سعراتها الحرارية أي ما يعادل حوالي ١٠ جرام يوميًا.

ومن المعروف علميًا الآن ١-٢ جرام يوميًا يضاعف فرصة الإصابة بجلطات القلب بنسبة تتعدى ٩٠٪؜. ومنتجات السمن الصناعي تشمل التورَت والكيك والكحك والحلويات الشامية والبطاطس الشيبسي ومعجنات الأطفال ناهيك عن الطهى مباشرة به.

ولا يمر يوم بدون الإعلان عن هذا السمن القاتل وسط الضحكات والسعادة والتلذذ بطعم الأكل المطبوخ به مع المقولة الخالدة ” بطعم السمن البلدي ” أو ” بطعم ونكهة الزبدة الفلاحي ” والطريف أن تكتب هذه الشركات على علب الصفيح أن سمنها خالي من الكوليسترول!

واستطرد ” حمدي ” أنه: ” لا يوجد سمن يحتوي أصلًا على الكوليسترول ولكنه بالتأكيد يرفع الكوليسترول! ولو أن وزارات الصحة كانت تعرف الخطورة وسمحت بهذا الكم من الإعلانات فهذه كارثة وإن كانت لا تعلم خطورة هذا السمن فهى كارثة أكثر وبالًا!” .

وتابع: ” والسؤال هل يمكن إنتاج سمن صناعي خالي من الدهون المتحولة؟ والإجابة نعم ممكن ولكن بتكلفة كبيرة تقلل من هامش ربح هذه الشركات وهذا ما فعلته معظم الدول الأوربية؛ حيث ألزمت منظمات الصحة بها جميع الشركات بالهدرجة الكاملة وليست الجزئية للزيوت حتى تتحجر ثم إعادة تسييلها بإضافة مواد دهنية خاصة وماء وهو ما لم تقم به شركة واحدة في الوطن العربي “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى