الأزمة في مراحلها الأخيرة وإصلاحات ولي العهد السعودي ترسم ملامح السعودية الجديدة
اكد وزير خارجية اليمني خالد حسين محمد اليماني إن “أزمة اليمن تقترب من مراحلها الأخيرة وكل ما نحتاج إليه هو بعض الحكمة التي نسبها سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، لأهل اليمن، وأتمنى أن تكون باقية فينا”.
وأضاف في حوار شامل مع مجلة الرجل، بأنه لا يرى أن الحرب هي السبيل لحل الأزمة اليمنية، فكل حروب التاريخ –برأيه- انتهت وتنتهي على طاولة المفاوضات وتصل إلى حلول، ولكنه يحذر من أن “اتفاق السويد بين الحكومة اليمنية والحوثيين، يكاد اليوم بعد مرور ثلاثة أشهر أن ينهار نتيجة تعنت الميليشيات وصلفها ورفضها لمبدأ الانسحاب من الحديدة، والقبول بعودة مؤسسات الدولة الشرعية إليها”.
وعبّر عن ثقته بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، موضحاً أنه “هو مصدر قوتي، وهو الأمل لاستعادة الشرعية وهزيمة مشروع الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران”.
وحمّل مسؤولية الانتقادات التي توجه إلى الحكومة اليمنية، خلال الحرب الدائرة، بانتهاك حقوق الإنسان إلى “ضعف أدوات الدولة القانونية وقدرتها على إيصال خطابها بلغة عالمية”.
ومن واقع خبرته الدبلوماسية، يرى الوزير اليماني، أن ما يميّز الشخصية الدبلوماسية، هي المعرفة الثقافية الكونية الشمولية، مقترنة بمفردات الإرث الثقافي والسياسي والاجتماعي لبلده، ومعرفته بمصادر القوة والضعف للدولة، للتمكن من تعظيم مصادر القوة، وتجاوز بواطن الضعف.
وبخصوص العلاقات اليمنية السعودية، قال “لا يمكن لأي قوة في العالم أن تحدث شرخاً في جدار العلاقات المصيرية بين البلدين والشعبين الأكبر في الجزيرة العربية اليمن والسعودية”.
ورأى أن كلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأن أوروبا الجديدة القادمة هي في الشرق الأوسط، هي رسالة السعودي التي ستنقل المنطقة إلى مصاف جديد. وأضاف أن “الاصلاحات التي تشهدها السعودية ضمن رؤية 2030، هي رسم لملامح السعودية الجديدة، وإن الحملات “الظالمة” لاستهداف المملكة ستتواصل، لأن الشجرة المثمرة مستهدفة دائماً، والمملكة بلد خير وفيها الخير العميم لكل أقطار الدنيا”.
وفي سياق آخر، تناول الوزير اليماني، الهجوم الإرهابي على مراكز العبادة الإسلامية مؤخراً في نيوزيلندا، ليؤكد أن”ليس للإرهاب دين أو عرق، ولا ينتسب إلى منطقة، وأن علينا في العالم مكافحته. والمدخل إلى ذلك في التعليم ونشر الوعي بالتعايش والتسامح والقبول بالآخر، ليس شعاراً بل ممارسة”.
ودعا أبناء اليمن، إلى يحملوا مشاعل التغيير والأمل، وأن العلم طريقنا للخلاص من الفكر المتطرف والإرهابي الذي تمثله الميليشيات الحوثية وداعش والقاعدة.
وعن عائلته التي نشأ فيها، وصف علاقته بأشقائه وشقيقاته بالحميمة، وكشف أن شقيقه الأكبر هو من علمه الاهتمام بالشأن العام، ويعدّه أنه كان وما زال مدرّسه الأول.
أما من والده فقد تعلم الانضباط والالتزام، وعدم القبول بالفشل، فرضية في الحياة، فيما تعلم من والدته كل مكونات الجمال، والإحساس بمعطيات اللون والتشكيل في البيئة المحيطة.
وفي الجوانب الشخصية يحمد الوزير اليماني الله، لأن أولاده لم يختاروا طريق السياسة أو العمل الدبلوماسي، وعبّر عن شغفه بالأدب والفن التشكيلي، ملاذاً للروح ومتنفساً من ضغوط السياسة وتعقيداتها، فهو دائماً ما يحمل معه كتاباً في كل رحلة بين العواصم والدول، يقول “الكتاب يسكنني ويتملكني، منذ أن أبدأ صفحته الأولى إلى أن تصل الرحلة إلى منتهاها”. ويكشف عن الكاتب الذي أثر في شخصيته، قائلاً “هو شيخ الدبلوماسية العالمية هنري كسنجر”.
يذكر أن الوزير خالد اليماني، ولد في 2 أيار 1960، بمدينة عدن يحمل شهادة جامعية ودرجة الماجستير في الصحافة، ويجيد بطلاقة اللغات العربية والإنجليزية والإسبانية.
متزوج وله ثلاثة من الأبناء الذكور، عمرو 1993، وعمار 1995، وعمر 1998.
التحق بوزارة الخارجية في يناير 1991 وعمل في دائرة الإعلام، وعيّن بدرجة مستشار بوزارة الخارجية عام 2004، ودرجة وزير مفوض عام 2009، ودرجة سفير بوزارة الخارجية، عام 2014، حيث تدرج في السلك الدبلوماسي من ملحق دبلوماسي إلى سفير مفوض ومندوب دائم لليمن، لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك. وفي 24 أيار 2018، صدر قرار رئاسي بتعيينه وزيراً للخارجية، خلفاً لعبد الملك المخلافي.