فن وثقافة

في أمسية شعرية مترعة الحب ثادق تعانق الوطن بتجليات د. اللعبون

في ليلة شعرية مترعة بالحب والانتماء لوطن العز والشموخ والسؤدد، نظمت اللجنة الثقافية في محافظة ثادق أمسية شعرية برعاية سعادة محافظ ثادق الأستاذ سعد بن محمد بن معمر، حيث نقش وسطر فارسها الشاعر الدكتور فواز بن عبد العزيز اللعبون على صفحاتها أعذب قصائده التي منبعها تجليات قلبه ومستقرها أفئدة الحضور وحاضنها الوطن.
وشهدت الأمسية الشعرية في إطلالتها، كلمة لرئيس نادي الرياض الأدبي الأستاذ صالح المحمود، أشار فيها إلى سعادته بتواجده في محافظة ثادق لحضور الأمسية، وتلاها كلمة ترحيبية بضيوف الأمسية القاها الشيخ عبد العزيز السويلم.
وشدا فارس الأمسية الشعرية الدكتور فواز اللعبون، بأكثر من عشر قصائد وطنية أبرزها
‏”سِفْر الرؤية” في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله – والتي قال فيها:-

مِنْ غَابِرِ الدَّهْرِ حَتَّى صُبْحِ مَاضِينا
ومَطْلَعُ الفَجْرِ بَاقٍ في أَمَانِينا
*
ما مَاتَ فينا طُمُوحُ المَجْدِ مُذْ خَضَعَتْ
لَنَا النَّواحِي ومَا خَابَتْ مَسَاعِينا
*
تَرْوِي التَّوَارِيخُ عَنَّا أَنَّنَا أُمَمٌ كُنَّا
وصِرْنَا ومَا زِلْنَا سَلاطِينا
*
شِدْنَا لِهَذا الوَرَى أَمْجَادَ عَالَمِهِم
ولَمْ نَزَلْ نَحْمِلُ البُشْرَى بِأَيْدِينا
*
نَجُودُ خَيْراً عَلَى مَنْ لَيْسَ يَسْأَلُنَا
ولا تَخِيبُ بِنَا آمَالُ رَاجِينا
*
نَرْعَى الحُدُودَ ونَسْتَبْقِي العُهُودَ ولا
يَلْقَى العَدَاوَةَ إلاّ مَنْ يُعَادِينا
*
نذوبُ في فمِ راجي ودِّنا عَسَلاً
وفي فَمِ المعتدي نَنْصَبُّ غِسْلِينا
*
مَن أضمَرَ الخيرَ لاقانا ملائكةً
ومَن نَوَى الكيدَ لاقانا شياطينا
*
حَمَامَةُ السِّلْمِ حَطَّتْ فَوْقَ نَخْلَتِنَا
وسَالَمَتْ أُمَّةً تَرْعَى الشَّوَاهِينا
*
شَادَتْ مِنَ السَّعَفِ المُخْضَلِّ جَنَّتَهَا
ولَحَّنَتْ مَا شَجَاهَا مِنْ أَغَانِينا
*
حَتَّى إذا الصُّبْحُ غَنَّاهَا مُوَشَّحَهُ
غَنَّتْ ورَاقَصَتِ الزَّيْتُونَ والتِّينا
*
هَا نَحْنُ مِنْ غَابِرِ الأَزْمَانِ مَا وَهَنَتْ
مِنّا القُلُوبُ ولا كَلَّتْ مَوَاضِينا
*
بَاقُونَ مَاضُونَ مَهْمَا الكَارِهُونَ أَبَوا
وطَوَّعُوا في الإدَانَاتِ القَوَانِينا
*
إرَادَةُ اللهِ أَقْوَى مِنْ إرَادَتِهِمْ
ودِينُنَا الحَقُّ أَبْقَى مِنْهُمُ دِينا
*
أَرْضُ النُّبُوَّةِ لا تَحْيَا عَلَى وَهَنٍ
ولا تَهُونُ وفِيهَا بَيْتُ بَارِينا
*
خَلائفُ اللهِ شَادُوهَا مُقَدَّسَةً
وحَصَّنُوها مِنَ الأَرْزَاءِ تَحْصِينا
*
مَا كَادَ يَطْوِي بِهَا التَّارِيخُ صَفْحَتَهُ
إلاّ وأَسْفَرَ مِنْهُ فَخْرُ آتِينا
*
عَبْدُالعَزِيزِ الذِي أَحْيَا مَفَاخِرَنَا
ولاحَ كالشَّمْسِ في دَاجِي لَيَالِينا
*
مَا مَاتَ كَلاّ وفِينَا مِنْهُ بَاقِيَةٌ
أَحْيَوا لَنَا الأَرْضَ عُمْرَاناً وتَمْدِينا
*
مُلُوكُ صِدْقٍ رَعَوا أَمْجَادَ وَالِدِهِمْ
ونَصَّبُوا العَدْلَ في الدُّنْيَا مَوَازِينا
*
وذَاكَ فَجْرٌ مِنَ الآمالِ نَلْمَحُهُ
يُغْرِي بِنَا مَطْلَعَ البُشْرَى ويُغْرِينا
*
تَحْكِي الفِرَاسَةُ عَنْهُ أَنَّهُ بَطَلٌ
فَذٌّ يُعِيدُ لَنَا بَدْراً وحِطِّينا
*
فَذٌّ يُضَاعِفُ بُشْرَانَا ويَمْنَحُنَا
مَهَابَةً تَخْفِضُ البَاغِي وتُعْلِينا
*
كُلُّ الذِينَ رَأَوا بُشْرَى السَّنَا لَمَحُوا فِيهَا
حُرُوفَ اسْمِ غَالِي القَدْرِ مُغْلِينا
*
سِينٌ ولامٌ ومِيمٌ أَزْهَرَتْ أَلِفاً
ونُونُهُ أَنْبَتَتْ لِلْفَأْلِ يَقْطِينا
*
سَلْمَانُ مَا كَانَ إلاّ سِلْمَ عَالَمِنَا
وحَرْبَ مَنْ كَانَ يَأْبَى السِّلْمَ واللِّينا
*
أَرْسَى بِهِ اللهُ مِنْ عَلْيَائهِ وَطَناً
كَادَتْ تَمِيدُ بِهِ بَغْياً أَعَادِينا
*
أَتَى عَلَى فَتْرَةٍ مِنْ رُوحِ أُمَّتِنَا
ونَحْنُ فِيْنَا مِنَ الآلامِ مَا فِينا
*
فجَمَّعَ اللهُ فِيهِ أُمَّةً تَعِبَتْ
مِنَ الشَّتَاتِ وخِذْلانِ المُوَالِينا
*
وهَا قَدِ ازْدَانَ مِنْهُ الحَزْمُ واكْتَمَلَتْ
بِهِ البَشَائرُ وانْزَاحَتْ مَآسِينا
*
أَحْرَارُ أُمَّتِهِ في حِلْفِ دَوْلَتِهِ
يَسْتَأْصِلُونَ الأَفَاعِي والسَّرَاطِينا
*
أَلْقَوا إلَيْهِ مَقَالِيدَ النُّهَى فسَمَا
بِهِمْ إلَى غَايَةٍ تُرْضِي المُحِبِّينا
*
بَنُو العُرُوبَةِ والإسْلامِ مَا افْتَرَقُوا
كَيْفَ التَّفَرُّقُ والأَرْحَامُ تُدْنِينا؟!
*
أَيْدِيهِمُ في يَدَي سَلْمَانَ مَا بَرِحُوا
يَبْنُونَ مَا رَامَهُ فِينَا أَوَالِينا
*
إذا انْتَشَى لِلنَّدَى مَدُّوا أَيَادِيَهُمْ
وإنْ دَعَا لِلْوَغَى هَبُّوا مُلَبِّينا
*
أُبُوَّةٌ في فَتِيِّ الرُّوحِ تَجْمَعُنَا
ونَظْرَةٌ مِنْهُ يَوْمَ الرَّوْعِ تَكْفِينا
*
إنْ يَرْضَ عَنْ جِهَةٍ تَنْهَضْ مُعَزَّزَةً
وإنْ جَفَا جِهَةً لَمْ تَبْرَحِ الطِّينا
*
سَلُوا الذِينَ تَمَادَوا في تَمَرُّدِهِمْ
عَلَيْهِ كَيْفَ أَطَاعُوهُ مُنِيبِينا
*
دَارَتْ عَلَيْهِمْ رَحَا الهَيْجَاءِ فانْطَحَنُوا
وشَكَّلَتْهُمْ يَدَانا مِثْلَمَا شِينا
*
يا سَلَّمَ اللهُ سَلْمَاناً لأُمَّتِهِ
وزَادَهُ رِفْعَةً فِيهَا وتَمْكِينا
*
عَصْرٌ مِنَ المَجْدِ يَرْعَى رُؤْيَةً نَضِجَتْ
ثِمَارُ عِشْرِينِها قَبْلَ الثَّلاثِينا
*
ومَا مُحَمَّدٌ الباني سِوَى أَمَلٍ
أَحْيَا شَبَابَ الأَمَانِي في نَوَاصِينا
*
البَاعِثُ الأَمْسَ وَضَّاءً إلَى غَدِنَا
والزَّارِعُ الفَأْلَ فِينَا والرَّيَاحِينا
*
أَكْرِمْ بِآلِ سُعُودٍ أُسْرَةً نَسَلَتْ
أَهْلَ البُطُولاتِ والغُرَّ المَيَامِينا
*
قَدْ خَصَّهُمْ بَاعِثُ التَّقْوَى بِخِدْمَتِهِ
فقَدَّمُوا مُهَجَ التَّقْوَى قَرَابِينا
*
يُعِينُهُمْ خَيْرُ شَعْبٍ ذَادَ عَنْ وَطَنٍ
حُرٍّ زَكَتْ في مَعَانِيهِ مَعَانِينا
*
فوارسٌ رَكَّعُوا الدُّنْيَا لِغَايَتِهِمْ
ومَا انْحَنَوا أَبَداً إلاّ مُصَلِّينا
*
صَانُوا بِهِمَّتِهِمْ أَرْكَانَ مَمْلَكَةٍ
شَمَّاءَ والْتَمَعُوا فِيها عَنَاوِينا
*
الوَاثِبُونَ إذا نَادَى المَلِيكُ بِنَا
والمُرْغِمُونَ أُنُوفَ المُسْتَبِدِّينا
*
المُطْعِمُونَ فَمَ الأَيَّامِ لُقْمَتَنَا
والنَّابِتُونَ على الأَوْجَاعِ نِسْرِينا
*
الوَاصِلُونَ يَدَيْنَا في يَدَي مَلِكٍ
نَفْدِيهِ وهْوَ مِنَ الأَسْوَاءِ يَفْدِينا
*
يَدْرِي بِأَنَّا نَصُونُ العهدَ في زَمَنٍ
يَبِيعُنَا فِيهِ حَتَّى مَنْ يُؤَاخِينا
*
مِنْ عَهْدِ آدَمَ مَا خُنَّا مَبَادِئَنَا
ومَا حَنَتْ عُودَ مَاضِينَا عَوَادِينا
*
وحِينَ دَوَّى نِدَاءُ اللهِ وانْغَلَقَتْ
مَسَامِعُ الخَلْقِ لَبَّيْنَا مُجِيبِينا
*
خُضْنَا الحُرُوبَ وعَانَيْنَا الكُرُوبَ وقَدْ
آنَ الأَوَانُ لِيَجْنِي الخَيْرَ جَانِينا
*
وَعْدٌ مِنَ اللهِ أَنْ يَرْعَى مَآثِرَنَا
وأَنْ تَدُومَ مَعَ الدُّنْيَا مَعَالِينا
*
هَذَا الكِيَانُ الذي بالعَدْلِ أَسَّسَهُ
عَبْدُالعَزِيزِ سَيْبَقَى رَغْمَ شَانِينا
*
يَكْفِي بِأَنَّا دَعَوْنَا اللهَ يَحْفَظُهُ
مَدَى الزَّمَانِ فقَالَ الكَوْنُ: آمِينا

‏كما خص اللعبون محافظة ثادق والمراكز بقصيدها عنوانها “الوبل الثادق على أهل ثادق” وقال فيها:
يا أهلَ «ثادقَ» هاكُمْ نبضيَ الحاني
إني وإن كنتُ في أقصَى الدُّنَى داني
*
أُحِبُّكُمْ يَعْلَمُ الرحمنُ لا كَذِباً
ولا غَوَايَةَ أَشعارٍ وأَلحانِ
*
عَرَفتُكُمْ مِن قديمِ العهدِ أهلَ نَدىً
وطِيبةٍ ما اعتراها رِجْسُ شيطانِ
*
لي مِنكمُ نَسَبٌ أكرِمْ بهِ نَسَباً
مِن نَسْلِ خَيرِ الوَرَى مِن آلِ شَيْبَانِ
*
في أهلِ «ثادِقَ» أخلاقٌ مُطَهَّرَةٌ
وهِمّةٌ في المعالي ما لها ثاني
*
لديهِمُ مِن خِصالِ الناسِ أكمَلُها
وفيهمُ خيرُ أحبابي وخِلاني
*
فيا تُرَى بَشَرٌ هُمْ أم ملائكَةٌ
أم عُنْصُرٌ مُحْدَثُ التكوينِ نُوراني
*
وحَوْلَهُمْ مِن كرامِ الناسِ خَيرُهُمُ
وفي الجِوارِ لديهِمْ خيرُ جِيرانِ
*
فأَهْلُ «رَغْبَةَ» قومٌ أهلُ مَكْرُمَةٍ
وأهلُ دِينٍ وإقدامٍ وعِرفانِ
*
وفي «الصِّفِرّاتِ» أقوامٌ ذوو شَرَفٍ
هُمْ للذي يرتجيهِمْ خيرُ أعوانِ
*
و«البِيرُ» ما «البِيرُ» كم تسمو مكارِمُهُ
بمعشرٍ كَمُلوا مِن غيرِ نُقصانِ
*
وفي «رُوَيْغِبَ» أبناءُ النَّدَى اجتَمَعوا
وأحسَنُوا للبرايا كلَّ إحسانِ
*
وفي «الحِسِيْ» مَعشرٌ طابت شمائلُهُمْ
فأصبحوا للمعالي خيرَ عنوانِ
*
وفي «الرُّوَيْضَةِ» أفذاذٌ جَهابِذَةٌ
وشأنُهُمْ في المعالي جَلَّ مِن شانِ
*
وفي «المُشاشِ» كرامٌ طابَ ذِكْرُهُمُ
كأنهمْ في الروابي زَهْرُ رَيحانِ
*
وأهلُ «خَاتِلَةٍ» أكرِمْ بجيرتِهِمْ
فإنهمْ أهلُ أخلاقٍ وإيمانِ
*
وفي «الدُّبَيْجَةِ» أهلُ الخيرِ ما بَرِحُوا
يَتْلُونَ في ليلِهمْ آياتِ قرآنِ
*
كالشمسِ «ثادقُ» والأفلاكُ مائجةٌ
بأنجمٍ ذاتِ أشكالٍ وألوانِ
*
فلْتَبْقَ يا «ثادِقَ» الأمجادِ مَفْخَرَةً
ودُرّةً لَمَعَتْ في تاجِ أوطاني

وفي نهاية الأمسية، كرمت اللجنة الثقافية في محافظة ثادق، فارس الأمسية الشعرية الدكتور فواز اللعبون، والتي تسلمها من سعادة محافظ ثادق الأستاذ سعد بن محمد بن معمر، ورئيس اللجنة الأستاذ عبد الله بن سليمان الدريهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى