المحلية

من “العتيقة” إلى “الزيتونة” .. رسالة محبة من الملك سلمان للشعب التونسي

تجسِّد المشروعات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والرئيس محمد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، أمس، في قصر قرطاج بالعاصمة تونس، العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين، والاهتمام الذي توليه المملكة لتونس قيادةً وشعباً.

ويعكس مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان، ومشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع الزيتونة المعمور، العناية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- للمساجد التاريخية، وإظهار قيمها الدينية والحضارية والعمرانية، وترسيخ رسالة المحبة والسلام والأخوة للشعب التونسي.

كما يأتي التأسيس لمشروع إنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجامعي بالقيروان، تأكيداً على ما يكنه خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- للشعب التونسي، فالمستشفى يعد نقلة نوعية تمس المواطن التونسي، خاصة أهالي مدينة القيروان والمناطق المجاورة، وداعماً لمستشفيات العاصمة تونس لتقديم الرعاية الصحية المميزة.

وتبلغ تكلفة المشروع 85 مليون دولار أمريكي، ويُقام على مساحة إجمالية تقدر بـ 15 هكتاراً، وبطاقة استيعاب تصل إلى 500 سرير قابلة للتوسعة، وأكثر من 21 تخصصاً طبياً وشبه طبي وإدارياً؛ من بينها تخصصات طبية حديثة، وسيتم تزويد المستشفى بأحدث المعدات الطبية والتقنية في العالم.

وستنعم مدينة القيروان كذلك بمشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان الذي يحظى بمكانة دينية وتاريخية.

ويعدّ جامع عقبة بن نافع الذي شيد سنة 50 للهجرة، أقدم معلم ديني في المغرب الكبير، ومنارة دينية عريقة يقبل عليها التونسيون بكثافة، خاصة في المناسبات الدينية، وتبلغ مساحته 9 آلاف و 700 متر مربع، ويضم المسجد صحناً فسيحَ الأرجاء تحيط به أروقة عدة، وهذه المكونات جعلت من جامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع تحفة معمارية فريدة من نوعها وواحداً من أروع المعالم الإسلامية.

وللجامع مئذنة تعدّ من أقدم المآذن في العالم الإسلامي، وتتكون من 3 طبقات يصل ارتفاعها إلى 31.5 متر، إلى جانب منبر يمثل تحفة فنية رائعة صُنع من الخشب الساج المنقوش، وهو أقدم منبر في العالم الإسلامي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة.

ويهدف مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع عقبة بن نافع، إلى إعادة البريق لأركان الجامع والعناية بشبكات الإضاءة والصوت وغيرها من التحسينات الأخرى المهمة التي ستجعل من الجامع أكثر جمالاً وتهيئة لاستقبال المصلين والزائرين.

كما تضمن مشروع الترميم العناية بالمدينة العتيقة بالقيروان الممتدة على 36 هكتاراً والمعروفة بـ “عاصمة الأغالبة” ويطلق عليها أسماء عديدة منها “درة التراث السياحي” و”رمز الحضارة الإسلامية”، فالمدينة تتمتع بالجمال الرائع والمعالم السياحية الخلابة إلى جانب أزقتها وشوارعها؛ ما جعلها تصنف ضمن التراث العالمي من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” عام 1988م، وتضم المدينة العتيقة بالقيروان أهم وأبرز المعالم الإسلامية التاريخية العريقة المتمثلة في جامع عقبة بن نافع، ومسجد ابن خيرون؛ المعروف بمسجد الأبواب الثلاثة.

والمعالم التاريخية والدينية في مدينة القيروان العتيقة تجعل من مشروع الترميم بادرة مميزة أسعدت التونسيين وثمّنها المعتنون بالتراث والشأن الديني في المدينة لما من شأنه أن يحافظ على هوية المدينة كأحد المعالم الحضارية الإسلامية.

ومشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع الزيتونة المعمور يأتي كذلك لأهمية الجامع ومكانته التاريخية والدينية، فجامع الزيتونة أو الجامع الأعظم، يعد الجامع الرئيس في مدينة تونس العتيقة وأكبرها، وأُسِّس الجامع سنة 79 للهجرة بأمر من حسان بن النعمان؛ وأتمّه عبيدالله بن الحبحاب سنة 114 للهجرة، وتبلغ مساحة الجامع 5 آلاف متر مربع، وله تسعة أبواب، وتتكون قاعته الداخلية من 184 عموداً رخامياً.

وسيشمل مشروع الترميم العناية بأرضية الجامع وتحديث الأجهزة الصوتية والإضاءة وترميم الأجزاء التاريخية وتزويده بمعدات إضاءة ثلاثية الأبعاد وأجهزة صوتية متطورة من شأنها أن تضفي على الجامع لمسة فنية تدعم مكانته الدينية والسياحية في مدينة تونس العتيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى