المحلية

دور مؤثر للسعودية في القضايا الدولية.. ماذا تعني مشاركة الملك سلمان في القمة العربية الأوروبية؟

لم يكن تناقل وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المختلفة، لمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة العربية الأوروبية، التي تنطلق في شرم الشيخ اليوم الأحد، ومتابعة وصوله إلى مصر أمس، واللقاءات التي عقدها، إلا انعكاس مباشر لثقل السعودية الدولي والإقليمي، والأهمية التي سيضيفها حضور الملك سلمان للقمة مترئساً وفد المملكة.

إيجاد الحلول

فللسعودية دور مؤثر في مختلف القضايا والملفات المطروحة على طاولة القمة، وتستطيع الإسهام في إيجاد حلول للأزمات التي تؤرق المنطقة وتهم الاتحاد الأوروبي في الوقت نفسه، سواء النزاعات الإقليمية في سوريا وليبيا واليمن أو القضية الفلسطينية أو الهجرة غير الشرعية، التي باتت تقض مضاجع أوروبا وتتصدر أولويات سياستها الخارجية.

وعند استعراض جهود المملكة في إيواء اللاجئين في المنطقة والعالم وما يترتب على ذلك من الحد من تدفق أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، يتضح مدى ما تستطيع أن تسهم به الرياض في حل هذه المشكلة التي تربك الدول الأوروبية، فبحسب ما أفاد به مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في نهاية 2017، بلغت أعداد السوريين الذين استقبلتهم المملكة منذ تفجر الأزمة في 2011 قرابة 2.5 مليون سوري، وهو رقم كبير إذا ما قورن بإجمالي عدد اللاجئين السوريين الذي وصل إلى 13 مليون لاجئ وفقاً لمركز “بيو” الأمريكي للأبحاث.

دعم اللاجئين

ولم يتوقف دعم المملكة للاجئين السوريين على الذين استقبلتهم في أراضيها، بل امتد إلى اللاجئين في البلدان الأخرى مثل الأردن ولبنان، إذ قدم مركز الملك سلمان للإغاثة مساعدات للاجئين السوريين بأكثر من مليار ونصف ريال حتى نهاية عام 2017 تقريباً، واستيعاب اللاجئين السوريين في دول المنطقة من قبل السعودية حال دون توجههم إلى أوروبا.

وللمملكة دور كبير أيضاً في الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا من قارة أفريقيا، باعتبارها أحد أهم المصادر الرئيسية للمهاجرين غير الشرعيين، ودول أخرى في العالم، وذلك من خلال المساعدات التنموية التي تقدمها للدول الفقيرة، إذ بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية إلى 72 دولة حول العالم خلال العشر سنوات الأخيرة نحو 33 مليار دولار أمريكي.

الرقم الصعب

وتناظِر جهود السعودية في دعم استقرار الدول الفقيرة والحد من ظاهرة تنامي الهجرة غير الشرعية إلى دول أوروبا وغيرها، جهودها في محاربة الإرهاب على صعيد المنطقة والعالم ومنها إنشاء المركز العالمي لمكافحة التطرف في الرياض الذي أطلقته في مايو 2017 بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك جهودها في بقية القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة العربية الأوروبية، وهو ما يجعل منها رقماً صعباً في أي مساعي لحسم الأزمات والقضايا الدولية.

وتحمل مشاركة الملك سلمان في القمة العربية الأوروبية الكثير من المؤشرات المهمة، منها الاهتمام البالغ للسعودية بالملفات المعروضة على القمة، وحرصها على تدشين حوار عربي أوروبي يعنى بالقضايا محل الاهتمام المشترك، وتطوير ذلك إلى بلورة وجهات نظر متقاربة حيال المشاكل الدولية، ومن المؤشرات المهمة أيضاً تأكيد انفتاح السعودية على دول قارة أوروبا، وتفهمها من ناحية للمشاكل التي تعاني منها حالياً مثل الهجرة غير الشرعية، ومن ناحية أخرى استعدادها لترجمة هذا الانفتاح إلى تعاون حضاري شامل، في الأخذ بأسباب ومقومات النهضة المزدهرة في أوروبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى