صمام أمان المنطقة.. مشاركة السعودية في “القمة العربية – الأوروبية” تقدِّم رسائل مهمة
تشكِّل المملكة العربية السعودية الثقل السياسي والاقتصادي الأكبر بين الدول العربية، ورقمًا مهمًّا في أقوى 20 اقتصادًا في العالم. ونظرًا للقوة السياسية فإن وجودها في القمة العربية – الأوروبية يشكل تأثيرًا لصالح قضايا المنطقة اقتصاديًّا، ودعمها، وهو الجانب الذي تعمل عليه السعودية بشكل ملحوظ، إضافة إلى أن وجود السعودية في ذلك الاجتماع الكبير مهم لدرجة بالغة نظير دورها الريادي في حل القضايا العربية أو الشرق أوسطية والعالمية.
وتكشف المعلومات الرسمية عن دور السعودية الرائد نتيجة قوة اقتصادها الذي قادها إلى مصاف الدول العظمى في دعم الدول العربية والإسلامية على المستوى الاقتصادي من نواحٍ عدة، منها الودائع، وكذلك التبادل التجاري مع الدول العربية والإسلامية والدول النامية، والعمل على دعم تلك الدول بوسائل عدة. وتتمكن السعودية نتيجة هذه القوة الاقتصادية والسياسية من تحقيق التنمية الاقتصادية للكثير من الدول، وتسهم عبر دورها التنموي في المساهمة مع الحكومات في تلك الدول من أجل مكافحة الإرهاب.
ونظرًا لما تتمتع به السعودية من قوة أمنية واقتصادية وسياسية، ولكونها بلدًا مستقرًّا في مختلف المجالات، فإن السعودية صمام أمان الشرق الأوسط؛ لتسهم بدورها دائمًا في دعم أمن واستقرار الدول العربية، وتمتد أيديها إلى مختلف البقاع للمساندة. كما تقدم السعودية دورًا كبيرًا ضمن التحالفات الدولية لخدمة منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.
ومن تلك التحالفات التحالف الدولي الذي نشأ لمواجهة التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا. وذلك دور من أدوار عديدة تقوم بها السعودية في دعم المجتمع العربي والدولي لمكافحة الإرهاب، والقضاء على التطرف، إضافة إلى الدور الرائد في تلبية السعودية لدعوة الحكومة اليمنية، وإنشاء التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن من المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
فضلا عن ذلك، تأسيسها التحالف الإسلامي الذي يضم الكثير من الدول العربية، كما أن للمملكة الدور الكبير في دعم القضية الفلسطينية والمنظمات الإغاثية، إضافة إلى دورها الفعال في دعم الدول العربية؛ لتكون أكثر تنمية. كما أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق أن أوروبا الجديدة هي منطقة الشرق الأوسط التي ستشهد نهضة كبيرة خلال العقود الثلاثة المقبلة. معلنًا أن نهضة الشرق الأوسط بمنزلة حربه الشخصية التي يقودها. ويأتي حديث سموه تأكيدًا لاهتمام السعودية ودعمها للعالم العربي، وحرصها على استقراره.
ومن واقع مكانة المملكة العربية السعودية، ودورها الرائد، تبعث مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رسائل مهمة لأوروبا، بينها ما تحوزه السعودية من ثقة كبرى في أوروبا أو غيرها، وقدرتها على المساهمة في تنمية منطقة الشرق الأوسط، والدول العربية تحديدًا، نظرًا لما تمثله رؤية السعودية 2030 من نجاحات، وما تسعى لتحقيقه من مشروعات ضخمة، ستتفوق حتى على بعض ما في أوروبا.
وما تشير له الخطط والتوقعات يُعتبر نتيجة طبيعية للمكانة التي تتبوؤها المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والإسلامي.. وما تقوم به القيادة السعودية في السنوات الماضية تجاه قضايا العالمين العربي والإسلامي، والدفاع عن مصالحهما في المنصات الدولية كافة، يؤكدان أن السعودية في قيادة الأمتين العربية والإسلامية.
والنشاط السعودي والدعم اللامحدود للعالم العربي يكشفان عن سعي حثيث لإيجاد حلول لجميع المشاكل العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وينبع ذلك من النهج السعودي المعتدل الذي أصبح سمة مميزة للسياسة الخارجية السعودية؛ وهو ما مكَّنها من كسب كثير من الأطراف في العالم، خاصة في المنطقة العربية والإسلامية.