انعقاد القمة العربية الأوروبية بمصر له رسائله الرمزية.. وهذه الملفات على الطاولة
ترتبط السعودية مع مصر بعلاقات طويلة ومتجذرة ضاربة بأطنابها في عمق التاريخ، فمصر تمثل العمق العربي للمنطقة، والسعودية العمق الإسلامي، بصفتها محضن الحرمين قبلة ما يزيد على مليار مسلم.
العلاقات بين البلدين تتجاوز المصالح التجارية إلى المكاسب السياسية، وتجمعهما الهموم المشتركة وقضايا الأمة، كقضية فلسطين واليمن وسوريا، والقضايا المحورية ذات الشأن، فمصر لا تتردد في مساندة الرياض في الأزمات وأيّدت مواقفها السياسية وفي الحملات الإعلامية المسعورة الأخيرة وقفت معها.
السعودية كذلك تشاطرهم المواقف، وترى استقرار مصر استقراراً لها، ومن هنا اشتدت العلاقات وازدادت صلابة في عهد الملك سلمان، والرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يؤكد دوماً أن أمن الخليج ضرورة قصوى للمصريين.
ولكون القمة العربية الأوروبية ستعقد ولأول مرة بشرم الشيخ فهذا له رمزيته، فمصر صاحبة العلاقات الأقدم مع أوروبا، وكذلك تشير مصادر صحافية إلى أن القضايا الأكبر التي ستناقشها القمة لمصر نصيباً منها علاوة على احتضانها جامعة الدول العربية.
كذلك ستعمل مصر على إيجاد أرض صلبة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية بما يخدم المصالح المشتركة بين الكتلتين الأوروبية والعربية، فملف الإرهاب والهجرة واللاجئين هي أبرز الملفات المطروحة، إذ إن خطر الإرهاب يهدد الدول العربية والأوروبية على حدة سواء، ولا يقل أهمية عن المنافع التجارية التي تجمع الطرفين.
وأيّدت السعودية انعقاد القمة بمصر؛ لثقتها في البلد المستضيف، ولإدراكها أهمية هذا البلد للوطن العربي والإسلامي، وبصفتها واحدة من أهم الدول المؤثرة في القرارات الدولية والمصيرية، وتتقاسم السعودية المصالح مع حليفها المصري، وتسعى أن يعم فيها الاستقرار والتوازن الاقتصادي والسلم الاجتماعي.
وتأتي القمة بعد 20 عاماً من محاولات انعقادها حتى تم الاتفاق عليها في القمة العربية التي أقيمت في البحر الميت 2017، ومتوقع أن يحضرها أكثر من 50 رئيساً من عدة دول، ومن المتوقع أن تخرج بنتائج حاسمة حول الملفات المشتركة.