مستشار نفطي: لا تطلبوا فقط العلم مع المارد الصيني .. بل استثمروا معهم
اعتبر المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي الدكتور محمد سالم الصبان؛ أن أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للصين تنبع من كونها أكبر مستهلك للنفط بعد الولايات المتحدة، وسوقها أكبر مستورد للنفط مع وجود حصة لنا في مصفاة صينية، والصين تستورد نحو 1.7 مليون برميل من النفط السعودي يومياً، وتتنافس المملكة وروسيا في كون أحدهما المصدر الأول للنفط لهذه السوق المهمة.
وقال “الصبان”: معظم الزيادة في الطلب على النفط في الفترة القادمة ستأتي من الصين؛ لأن لها رغبة واضحة في الاستثمار في السعودية؛ كونها أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وموقعها الجغرافي المهم للعالمين الإسلامي والعربي.
وأضاف في حديثه لـ “سبق”: على الرغم من اكتشافنا الصين والفرص الواعدة فيها وأهمية أسواقها منذ فترة طويلة، إلا أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، لها في مرحلة بدايات تطبيق رؤيتنا الاقتصادية 2030، تكسبها أهمية مطلقة، وخاصة في جانب الاستثمار في الطاقة في الدولتين ولتلخيص أهمية السوقين الصينية والسعودية والفرص المتاحة لتحقيق مصالح مشتركة بينهما نجد أنها تتلخص في نقاط عدة:
السوق الصيني يبرز كأهم سوق عالمي للنفط، فهو ثاني مستهلك له بعد الولايات المتحدة لكن مع النمو الاقتصادي المنتظم للصين الذي يتجاوز 6 % سنوياً والمتوقع استمراره في السنوات القادمة، ومع استمرار عدم انفصام العلاقة بين النمو الاقتصادي فيها والطلب على النفط، وإن ضعف نسبياً، فإن المتوقع أن معظم الزيادة في الطلب العالمي على النفط سيأتي من الصين، وهذا ما يعطيها أهمية كبرى للمملكة.
وتابع: تعد الصين أول مستورد للنفط في العالم؛ كونها تستورد معظم احتياجاتها التي تزيد على 11 مليون برميل يومياً، وتصدر المملكة إليها ما يزيد على 1.67 مليون برميل يومياً، وتتنافس السعودية وروسيا على مَن يكون المصدّر الأول للنفط إلى الصين.
وقال “الصبان”: مع توقيع المملكة، اليوم، مذكرات للاستحواذ على حصة في مصفاة صينية ومجمع بتروكيماويات،(9 %)، فإن هذا سيوجد حتماً طلباً إضافياً على المستورد من النفط السعودي، وقد تصل حصة المملكة إلى أكثر من مليونَي برميل يومياً مع اتساع موطئ قدم “أرامكو” فيها من جهة، واتساع حجم الطلب الصيني على النفط من جهة أخرى.
وأضاف: الصين لها رغبة واضحة ومعلنة في الاستثمار في السعودية؛ كونها أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وموقعها الجغرافي المهم للعالمين الاسلامي والعربي، وأيضا قربها من الأسواق الغربية عبر قناة السويس وهذا ما يعطيها أهمية مطلقة.
وأردف: إذا ما أضفنا أن المملكة ستكون ممراً مهماً لـ “طريق الحرير” الذي تنوي الصين إنشاءه وتنفق عليه مليارات الدولارات، لذلك فإن تهيئة السوق السعودي والمساعدة في تجهيزاته الأساسية يساعد على إنجاح هذا الطريق، ويساعد المملكة لتكون محوراً تنموياً مهماً له، ويجب علينا توضيح مختلف الفرص الاستثمارية المتاحة، وعدم قصر الدور الصيني على قطاع المقاولات، كما كان في الماضي.
وتابع: المصالح بين السعودية والصين مصالح مشتركة والفوائد المترتبة عليها كبيرة جداً، في وقتٍ أصبح التنويع في العلاقات الاقتصادية الدولية مهماً، وخاصة تجاه الشرق وأقول ليس فقط: “اطلبوا العلم ولو في الصين” بل أيضاً صادقوهم واستثمروا مع “المارد الصيني”