تقنية

رئيس مجلس إدارة “هواوي” : “دول الخليج على قائمة أسواق الصدارة لدى “هواوي”

خلال لقائه مؤخراً في مؤتمر صحفي مع أهم وسائل الإعلام العالمية في مقر الشركة بمدينة شينزن الصينية، أجاب السيد إريك شو، رئيس مجلس إدارة شركة “هواوي” بالتناوب، بصراحة وشفافية على أسئلة الإعلاميين، وتطرق في تصريحاته بجرأة لسلسلة الإدعلاءات التي تواجهها الشركة حالياً بخصوص المخاوف الأمنية التي أبدتها بعض الدول حيال استخدام معدات الشركة.
وقال السيد “زو”: “يجب أن يكون الأمن السيبراني، أولاً وقبل كل شيء، قضية تقنية ولا ينبغي أن يصبح قضية سياسية. وأكثر الطرق فعالية لمناقشة قضايا الأمن السيبراني هي إرساء معايير دولية للأمن السيبراني تتسم بالشفافية والوضوح والنزاهة بالنسبة لجميع الشركات المشاركة، يلتزم الجميع بها”.
وفي إجابته عن الادعاءات الأمريكية المتصاعدة حيال الشركة ودعوتها لحظر أعمال “هواوي”، قال: “أنا لا أعلم نية الولايات المتحدة بالتحديد كيف بنت موقفها حيال الحظر الذي تطالب به، فشركة ‘هواوي’ لا تمتلك فعلياً أي معدات تعمل داخل الشبكات الرئيسية للاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية. وبغض النظر عما إذا كانت هذه المعدات لشركات مثل AT&T أو Verizon أو T-Mobile أو Sprint، فلا تستخدم أي شركة من هذه الشركات معدات “هواوي” في الشبكات الرئيسية. ونحن لدينا عدداً من المحطات الرئيسية التي تستخدمها شركات اتصالات أمريكية، ولكن هذه الشركات صغيرة وتعمل في مناطق نائية وعددها ضئيل للغاية. وبتأكيدنا بأن الولايات المتحدة لا تستخدم معدات “هواوي” بشكل أساسي، ألا يحق لنا أن نتسائل أي نوع من التهديد الأمني يمكن أن تمثله ‘هواوي’ للولايات المتحدة؟ وباعتبار أن معدات “هواوي” غير مستخدمة في شبكات الولايات المتحدة، السؤوال الذي يطرح نفسه: “هل الولايات المتحدة تمتلك اليوم أكثر الشبكات أمناً في العالم؟ لا أعتقد ذلك مطلقاً”.
وأوضح إريك شو قائلا: “بناءً على ما نراه الآن، لم يعد الأمن السيبراني يندرج ضمن المشاكل التقنية، لأن المشكلات التقنية يمكننا دائماً حلها من خلال الحلول الصحيحة التي تنبثق عن أطر الحوار والتعاون والشراكة المفتوحة. لكن مانراه اليوم يجعلنا نعتقد بأن الأمن السيبراني بات قضية سياسية، بل ربما قضية أيديولوجية”.
واستطرد قائلاً: “يبدو أن الحكومة الأمريكية غير مهتمة بالأمن السيبراني الخاص بها فحسب، بل مهتمة أيضاً بالأمن السيبراني للعديد من دول العالم الأخرى! . وبصراحة لا أعتقد أن “هواوي” إذا أغلقت أبوابها وأوقفت أعمالها ولم تقم بأي مبيعات لمعداتها في أي دولة من دول العالم، فستكون بذلك جميع الشبكات في العالم آمنة”.
وأضاف: “إذا استطاع أي شخص إثبات أن عدم تواجد “هواوي” ومعداتها على الساحة يعني عدم اضطرار أي من الدول للقلق إزاء الأمن السيبراني وتحول الشبكات في العالم لشبكات آمنة، سيكون حينئذٍ إيقاف أعمال “هواوي “خياراً جيداً يجب النظر فيه بجدية”.
وحول قنوات التواصل الحالية بين الولايات المتحدة و”هواوي”، قال إريك شو: “ليس لدينا قنوات للتواصل مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي. حاولنا ذلك في الماضي. ولكن لطالما ووجهت دعواتنا للحوار بالرفض. والآن تحديداً، ليس هناك أي تواصل. وفي الوقت الحالي، ليست لدينا رغبة في إجراء المزيد من الاتصالات مع الحكومة الأمريكية، فالأحرى بنا تركيز وقتنا وجهدنا على تفعيل الشراكة والتواصل مع الحكومات والعملاء والشركاء الراغبين في التعامل مع هواوي، ويرون في الشركة الجانب الإيجابي المتعلق بالابتكارات التقنية واستشراق المستقبل، وليس ادعاءات المخاوف الأمنية التي لا أساس لصحتها”.
وفي تعليقه على نتائج الأعمال التي حققتها “هواوي” بالأرقام في عام 2018 وتطلعاتها للعام المقبل، قال إريك: “على الرغم من تزايد وتيرة البلبلة وتعدد الروايات التي سمعناها من وسائل الإعلام بمختلف أنواعها عن “هواوي” مؤخراً، فإن هذه الأصوات، في الحقيقة، لا تزال تصدر عن عدد قليل ومحدود للغاية من الدول. وبالنسبة لـ”هواوي”، جميع عملياتنا التجارية تسير بشكل اعتيادي إلى حد كبير. وقد بلغت إيراداتنا 108.5 مليار دولار أمريكي في عام 2018، أي بزيادة قدرها 20% مقارنةً بالعام الماضي. ونحن نتوقع استمرار تحقيق النمو في عام 2019 بمعدل يزيد على 10% لنحقق بذلك الإيرادات السنوية التي تُقدّر بـ 125 مليار دولار أمريكي.
وفي تعليقه حول شبكات الجيل الخامس، قال: “تثق جميع فرق العمل لدى “هواوي” التي تركز على تطوير أو إنتاج شبكات الجيل الخامس ثقةً كاملة في إمكانيات ومستقبل أعمال شبكات الجيل الخامس. وهم يرغبون في رؤية معدلات نمو أفضل تحققها أعمالنا التجارية في قطاع شبكات الجيل الخامس. وأنا أعتقد أن هذا الأمر مفهوم تماماً، لأن شبكات الجيل الخامس بمثابة “طفلهم المدلل”. وهم يريدون “لطفلهم” أن يكون بأحسن حال. إذا تحدثت مع هؤلاء الأشخاص، فأنا أعتقد أن ما يقولونه سيكون بالضرورة كلاماً إيجابياً في مُجمله. وهم سيقولون أن شبكات الجيل الخامس قادمة قريباً، وأن الطلب على هذه الشبكات هائل، وأن الشغف وروح الابتكار والريادة الذي تتمتع به ‘هواوي’ في شبكات الجيل الخامس لا يوازيه شي موجود حالياً”.
وأضاف: “أعتقد أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الأسواق في العالم. ولكل سوق منها متطلباته الخاصة فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس. ويتضمن النوع الأول من هذه الأسواق الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج في الشرق الأوسط، حيث تشهد معدلات استهلاك نقل البيانات في هذه الدول نمواً بوتيرة متسارعة للغاية وهناك حاجة حقيقية لإكمال رحلة التحول الرقمي ونشر شبكات الجيل الخامس. وفي تلك الأسواق، أعتقد أن شبكات الجيل الخامس ستحقق نمواً أكثر تسارعاً وسيفوق طلب المستخدمين على شبكات الجيل الخامس في هذه الأسواق الطلب عليها في الأسواق الأخرى”.
وتابع: “النوع الثاني من الأسواق هو السوق الأوروبية حيث لم يظهر حتى الآن حجم الطلب الحقيقي على شبكات الجيل الخامس فيها، حتى أن شبكات الجيل الرابع غير متطورة بدرجة كبيرة في هذه السوق مقارنة بعدد من الأسواق الأخرى الرائدة في العالم. ولذلك، لا تزال الدول الأوروبية تحاول نشر شبكات الجيل الخامس، ولكن نطاق نشر هذه الشبكات لن يكون كبيراً للغاية. وأحد الاعتبارات الرئيسية لنشر شبكات الجيل الخامس قد يكون لغرض التسويق والترويج للعلامة التجارية”.
وتابع: “النوع الثالث من هذه الأسواق هي التي لم يبدأ فيها استخدام شبكات الجيل الرابع على نطاق واسع. وبالتالي، ستكون شبكات الجيل الخامس بعيدة كل البعد عن هذه الأسواق”.
وحول صلة الشركة بالحكومة الصينية، قال إريك زو: “بصفتنا إحدى شركات القطاع الخاص الصينية، تخضع “هواوي” للسلطة القضائية للحكومة الصينية، لذلك كان لا بد من وجود صلة إلى حدٍ ما تربط بين الجانبين. ولكن أي اشتباه أو ظن سيبقى، في جميع الأحوال، مجرد اشتباه أو ظن لا أساس له من الصحة. والأهم من ذلك ما ذكره السيد “رين” مؤسس الشركة، أنه انطلاقاً من موقعاً كشركة صينية مملوكة للقطاع الخاص، يترتب علينا أن نتبّع أخلاقيات وقيم الأعمال التجارية التي نتبناها إذا أردنا أن نحقق نجاحاً تجارياً. ونحن لن نُلحق الضرر مطلقاً بمصالح الشركات التي تعمل معنا أو دولهم”.
وأضاف إريك زو: “لقد أوضحت وزارة الشؤون الخارجية الصينية بالفعل أنه لا يوجد قانون في الصين يتطلب من الشركات تركيب أنظمة تنصت خفية إلزامية في معداتهم. وأضاف: “وحتى الآن، لم تتلقَ “هواوي” مطلقاً أي طلبات من هذا النوع”.
وحول المفاوضات بين الجانبين الأمريكي والصيني وقضية المديرة المالية للشركة، قال السيد إريك: “بالطبع، نحن نتطلع إلى تحقيق نتائج إيجابية في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. لأنني أعتقد، بعد هذه الفترة الطويلة من المفاوضات، أن كلا البلدين أدركا مدى التوافق والترابط بين الجانبين، فلا يمكن لبلد العيش بدون الآخر. وبالرغم من ذلك، فإن “هواوي” تؤكد على موقفها في ألا تكون أحد ضمن إطار البنود المطروحة في جدول أعمال المفاوضات الدائرة بين الصين والولايات المتحدة؛ لأن “هواوي” شركة صغيرة للغاية مقارنة بدول بحجم الصين والولايات المتحدة. وكما أوضح السيد “رين”، أن شركتنا مثل حبة “السمسم”. وبالتأكيد لا يمكن أن تتأثر المصالح الوطنية التي تجمع بين القوتين العظمتين بسبب خلاف مع شركة ما. وبالتالي، موقفنا واضح للغاية وجلّي. وسنلجأ دائماً إلى الوسائل القانونية التي نلتزم بها لإيجاد حل لهذا الوضع. ونحن نعتقد أن النظامين القضائيين في كندا والولايات المتحدة يتمتعان بالشفافية والعدل والنزاهة لحل هذه القضية على الوجه الأمثل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى