«السديس»: لا مساومة على قدسية الحرمين
شدد مَعَالِي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النَبَوِيّ الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أنه لا يمكن المساومة على قدسية الحرمين الشريفين أو المزايدة عليهما بأي حال من الأحوال.
وأَضَافَ في تصريحات له نقلها الموقع الإِلِكْتُرُونِيّ للرئاسة العامة لشؤون الحرمين، أن الله تعالى تكفل بحماية بيته الحرام من المعتدين والفجار، فنعم الكفيل، ونعم البيت.
وأَوْضَحَ مَعَالِيه أنه حين نتحدث عن الحرم المكي فإننا نحس بما يحسه العابد الخاشع حين يدلف إلى المحراب في هدأة الفجر.. فيغمرنا شعور بالمهابة والخشوع من جلال الموقف ورهبته، ونكون كمثل من يحاول أن يسبح في بحر لا تدرك الأبصار أعماقه، ولا تتبين العيون آفاقه.
وبين أن الله تبارك وتعالى أمر بتقديس بيته المحرم، وتهدد بالثبور وشر الأمور من يدفعه الغرر أو الغرور إلى النيل من هذا البيت، فقد جعل له تبارك وتعالى من السماء حرساً شديداً، ومن الأقدار سياجاً أميناً، ومن العناية الإلهية عصمة وأماناً، وأعلمنا أنه سيَتَوَلَّى تأديب من يحاول المساس بهذا البيت، قَائِلاً في كتابه الذي لا يَأْتِيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه: ((وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)) “الحج: 25”.
وحذر مَعَالِيه المزايدين على هذه المقدسات قَائِلاً: لو أننا تفقدنا حقيقة التاريخ لرأينا مصارع الطغاة الذين اجترأوا على الكعبة المشرفة، فأخبر الله بما فعله بأصحاب الفيل؛ إِذْ أرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وما هي إلا ساعة من نهار، حتى كان الطغاة كالعصف المأكول.
وبنعمة من الله قد مد أفياء الأمان على المملكة حتى صارت مضرب الأمثال في الأمن والطمأنينة، ولم يعد أَي حاج يتوجس من مخاوف الطريق؛ لأن هناك عيوناً ساهرة على راحة الحجاج والمعتمرين.
وَأَشَارَ مَعَالِيه بَعْدَ ذَلِكَ إلى قدسية الحرم النَبَوِيّ قَائِلاً: لقد أخبرنا المعصوم صلوات الله وسلامه عليه أن ما بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة، والجنة – كما وصفها الله عَزَّ وَجَلَّ لا يسمع فيها لغو ولا تأثيم، ولذلك فإن على زائر الروضة الشريفة أن يتمثل قدسية المكان وقدسية صاحب المكان: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)) [الحجرات:2].
وأَضَافَ: أننا في هذا العصر الزاهر ولله الحمد والمنة نرفل في نعيم عظيم وخير وفير، في ظل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حَفِظَهُ اللَّهُ – من الخدمات وما توليه من اهتمام بالغ وعناية فائقة في رعاية الحرمين الشريفين وزائريهما، وما تقدمه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن من حجاج بيته العتيق ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة في أجواء إيمانية آمنة مطمئنة.