قتيلان باعتداء على مسجد فيليبيني
قُتل شخصان بقنبلة أُلقيت على مسجد في جنوب الفيليبين، بعد 3 أيام على مقتل 21 شخصاً بتفجيرَين استهدفا كاتدرائية.
والقتيلان كانا نائمين داخل المسجد في مدينة زامبوانغا في أقصى جنوب غربي جزيرة مينداناو التي تقطنها أقلية مسلمة. وأعلن ناطق باسم الجيش أن الهجوم أدى أيضاً إلى جرح 4 أشخاص، معتبراً أن من السابق لأوانه الجزم بتنفيذه انتقاماً من الاعتداء على الكاتدرائية، وتابع: «هناك تفسيرات كثيرة ممكنة». كذلك استبعد وزير الدفاع دلفين لورينزانا صلة بين الهجومين، علماً أن الاعتداء على المسجد أثار تنديداً ودعوات إلى ضبط النفس والوحدة بين المسيحيين والمسلمين في الفيليبين.
ووصف مجلس علماء زامبوانغا الهجوم على المسجد بأنه «شيطاني وطائش ولا إنساني»، فيما دان حاكم المنطقة الاعتداء على الكاتدرائية والمسجد، معتبراً أن تنفيذ هجوم أثناء الصلاة يُعدّ «أسوأ أشكال الجبن والدناءة». وكان تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن هجوم «انتحاري» على الكاتدرائية في جزيرة جولو، وهي معقل لجماعة «أبو سيّاف» المتطرفة تبعد 150 كيلومتراً جنوب غربي زامبوانغا. لكن الجيش والشرطة رجّحا استخدام قنبلتين فُجِرتا عن بعد، في التفجيرين، وعُرضت على وسائل الإعلام تسجيلات مصوّرة التقطتها كاميرات أمن لمشبوهين يُعتقد بأنهم زرعوا القنبلتين. ويتمحور التحقيق حول فصيل «أجانغ-أجانغ» الذي يرتبط جزء منه بـ«أبو سيّاف»، وتشتبه السلطات في تنفيذه الهجوم انتقاماً لمقتل قائده العام الماضي.
في المقابل، رجّح الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي أن يكون الهجوم على الكاتدرائية انتحارياً، نقلاً عن إفادة تلقاها من قادة الجيش. وقال: «هذا إرهاب وعمل انتحاري. لا يمكنك حمل حقائب بلاستيكية، سيستجوبك الجيش والشرطة إذا كنت تحمل حقيبة ظهر. ولكن يمكنك رؤية أشلاء في كل مكان. حتى أننا سرنا فوقها».
وسُئل لورينزانا عن تصريحات دوتيرتي، فأجاب: «القنبلة الأولى التي فُجرت داخل الكنيسة تركتها إمرأة كما يبدو. القنبلة الثانية التي فُجرت بعد نحو 90 ثانية ربما فجّرها مهاجم انتحاري، كما تشير أشلاء متناثرة في المكان». واستدرك أنه لم يتضح هل أن «داعش» نفذ الهجوم، إذ لم يكشف هوية الجاني، وتابع أن فحوصاً للطب الشرعي ستجرى لتحديد هل أن المهاجم أجنبي.
وجاء الاعتداءان بعد استفتاء نظم في 21 كانون الثاني (يناير) الماضي، وافق فيه الناخبون بغالبية ساحقة على حكم ذاتي موسّع لسكان المناطق التي يغلب عليها المسلمون في مينداناو، ويقدّر عددهم بخمسة ملايين. وسيُطلق على المنطقة ذات الحكم الذاتي اسم بانغسامورو، علماًَ أن ذلك تتويج لعملية سلام دامت سنوات بين انفصاليين وحكومات متعاقبة، بعد تمرد أوقع 150 ألف قتيل.