مادورو يرفض تنظيم انتخابات رئاسية وغوايدو يخشى قتله ويطالب بتشديد العقوبات
أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالاً هاتفياً بالزعيم المعارض الفنزويلي خوان غوايدو، وهنأه بعدما أعلن نفسه رئيساً بالوكالة. جاء ذلك بعد ساعات على اتهام مادورو ترامب بإصدار أمر لكولومبيا لاغتياله، رافضاً الاستجابة لمطالب أوروبية بتنظيم انتخابات رئاسية بحلول الأحد المقبل.
وقبل ساعات من تظاهرة نظمتها المعارضة في فنزويلا، أعلن البيت الأبيض أن ترامب وغوايدو «توافقا على البقاء على تواصل دائم بهدف دعم استعادة فنزويلا استقرارها، وإعادة بناء علاقاتها مع الولايات المتحدة». وأضاف أن الرئيس الأميركي أكد لغوايدو «دعمه القوي لكفاح فنزويلا من أجل استعادة ديموقراطيتها»، مشيراً الى «الديكتاتور السابق مادورو».
وكتب غوايدو على «تويتر»: «أشكر لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب اتصاله»، مضيفاً أنه كرّر دعمه الراسخ لـ «العمل الديموقراطي» القائم. وتابع: «سنلتقي في الشوارع في شكل سلمي، لدعم برلماننا وإفساح المجال أمام قانون العفو» عن العسكريين الذين يتخلّون عن ولائهم لماورو.
وكان الزعيم المعارض أبلغ صحيفة «بيلد» الألمانية أنه طلب من الاتحاد الأوروبي فرض «مزيد من العقوبات» على نظام مادورو، قائلاً: «نحن في ديكتاتورية ويجب أن يُمارس ضغط. نحتاج إلى مزيد من العقوبات من الاتحاد، إلى قرار شبيه بقرار الولايات المتحدة».
وتحدث عن «اعتقال 700 شخص خلال الأسابيع الأخيرة» وعن «300 سجين سياسي»، ملمحاً إلى أنه معرّض لخطر، قائلاً: «نعيش جميعاً مهددين بالسجن أو حتى بالقتل، لكن ذلك لا يمنعنا من تحمّل مسؤولياتنا».
في المقابل، أشرف مادورو على تدريبات عسكرية في كراكاس، قائلاً: «أدعو القوات المسلحة الى تجديد مهم، الى ثورة عسكرية كبيرة في المعنويات». وأشار الى «عسكريين منشقين تحوّلوا مرتزقة في خدمة الأوليغارشية الكولومبية، يتآمرون من كولومبيا لتقسيم القوات المسلحة، وحيث يظهر خائن، سنحقق العدالة في حقّه»! وكرر وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو أن مادورو «هو الرئيس الدستوري الوحيد والقائد».
وأعلن الرئيس الفنزويلي استعداده لتنظيم «انتخابات تشريعية مبكرة»، معتبراً أن ذلك «سيكون شكلاً جيداً من النقاش السياسي، حلاً جيداً من خلال التصويت الشعبي». لكنه ذكّر بأن «انتخابات الرئاسة نُظمت قبل 10 أشهر»، وزاد: «لا نقبل إنذارات في العالم، ولا الابتزاز. انتخابات الرئاسة نُظمت في فنزويلا، وإذا أراد الإمبرياليون انتخابات جديدة، لينتظروا العام 2025».
وأبدى مادورو استعداداً لـ «الجلوس على طاولة مفاوضات مع المعارضة، لإجراء محادثات من أجل خير فنزويلا، من أجل السلام ومستقبلها». واتهم ترامب بأنه أمر الحكومة الكولومبية والمافيا الكولومبية بقتله، وتابع: «إذا حدث شيء لي، فإن ترامب والرئيس الكولومبي إيفان دوكي سيتحمّلان المسؤولية». لكنه اعلن استعداده للقاء الرئيس الأميركي «علناً، في الولايات المتحدة، في فنزويلا، حيث يريد وأياً يكن البرنامج».
وأعرب عن «امتنانه» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن كراكاس ما زالت تتلقى «كل شهر» أسلحة روسية هي «الأحدث في العالم». وشدد على أن فنزويلا ما زالت تدفع ديونها إلى الصين وروسيا.
في باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن مادورو «رفض» طلب الاتحاد الأوروبي تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة «يشرف عليها المجتمع الدولي»، وتابع: «نأمل بأن يكون الرئيس غوايدو مَن يتخذ هذه المبادرة».
وأشار الى أن وزراء خارجية دول الاتحاد سيلتقون اليوم وغداّ في بوخارست، لـ «تحديد الموقف الذي سيُتخذ في ضوء عدم استجابة مادورو». ورأى أن الأخير «انتُخب في ظروف مشكوك فيها» عام 2018، وفي الوقت ذاته «يطلب تنظيم انتخابات نيابية جديدة، علماً أن المجتمع الدولي اعترف بها عام 2015».