أوروبا تستعد لتفعيل آليّتها مع إيران وأميركا تهدد منتهكي عقوباتها
أعلنت ألمانيا أمس أن الاتحاد الأوروبي سيفعّل في شكل وشيك آلية مالية أعدّها تتيح لطهران الالتفاف على العقوبات التي فرضتها واشنطن. لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوّحت بعقوبات صارمة تطاول أي دولة تحاول انتهاك عقوباتها.
في بروكسيل، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: «الآلية الخاصة لم تُسجّل بعد، لكن تنفيذ خطتنا بات وشيكاً». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يستهدف «الحفاظ على الأعمال التي لا تطاولها العقوبات الأميركية، وهناك أداة مناسبة للمدفوعات الدولية». وتابع أن ألمانيا تعمل مع بريطانيا وفرنسا وشركاء آخرين من الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، من أجل إعداد الآلية.
وناقش موفدو الدول الأعضاء في الاتحاد ملف إيران أمس، لكنهم لم يعلنوا تفعيل الآلية. ويُرجّح مناقشة الأمر خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في رومانيا، يومَي الخميس والجمعة.
لكن البيت الأبيض حذّر الأوروبيين من غرامات وعقوبات صارمة، إذا حاولوا الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، أن الولايات المتحدة ستطبّق العقوبات في شكل كامل، وتحاسب الأفراد والكيانات التي تحاول تقويضها.
وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون: «الخيار هو بين التعامل مع إيران أو الولايات المتحدة. آمل بأن يختار حلفاؤنا الأوروبيون بحكمة». أما زميله الجمهوري ماركو روبيو فشدد على ضرورة «معارضة جهود إنشاء قنوات مالية أجنبية يمكن أن تستخدمها إيران للالتفاف على حملة الضغط القصوى التي تمارسها الولايات المتحدة عليها، خصوصاً عندما تكون هناك استثناءات إنسانية في قوانين العقوبات الأميركية».
إلى ذلك، رجّحت وكالة الاتحاد الأوروبي لأمن الشبكات والمعلومات أن تكثّف إيران «نشاطات التهديد الإلكتروني التي ترعاها الدولة، سعياً إلى أهدافها السياسية والاستراتيجية على مستوى إقليمي»، بعد تشديد العقوبات عليها. وتدرج الوكالة المتسلّلين الذين ترعاهم الدول باعتبارهم ضمن أشد الأخطار التي تواجه الأمن الرقمي في التكتل، معتبرة أن الصين وروسيا وإيران «أشدّ وأنشط 3 قوى إلكترونية مرتبطة بالتجسّس الاقتصادي».
لكن مسؤولاً إيرانياً بارزاً رفض التقرير، وأدرجه «في إطار حرب نفسية أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها» ضد طهران.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أن بلاده مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على طهران، إذا لم يتحقق تقدّم في محادثات في شأن برنامجها الصاروخي. لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي شدد على أن «لا محادثات، سواء سرية أو غير سرية، في شأن برنامجنا الصاروخي مع فرنسا أو أي دولة أخرى»، وزاد: «برنامجنا الصاروخي دفاعي نناقشه فقط داخل البلاد. لا يمكنني تأكيد إجراء أي محادثات سرية مع فرنسا في شأنه. نتحدث مع فرنسا عن ملفات إقليمية وسياسية، لكن قدراتنا الصاروخية ليست قابلة للتفاوض. قلنا ذلك مرات خلال محادثاتنا السياسية مع فرنسا».