ماكرون يؤكد الصلة بين حقوق الإنسان والأمن
حقوق الإنسان كانت القضية الأبرز لحديث رئيسي مصر عبدالفتاح السيسي وفرنسا إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي عقداه عقب محادثاتهما في القاهرة أمس.
وفي حين قال ماكرون إنه أبلغ السيسي أنه لا يمكن فصل الاستقرار والأمن عن احترام حقوق الإنسان، رد السيسي بأن النظر إلى تلك القضية يجب أن يتم في سياق الحالة التي تشهدها المنطقة.
وقال ماكرون: «الاستقرار والسلام يسيران جنباً إلى جنب مع احترام الكرامة الفردية وسيادة القانون، ولا يمكن فصل البحث عن الاستقرار عن حقوق الإنسان».
لكن السيسي رأى أنه يجب النظر إلى حقوق الإنسان في سياق الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، ومصر جزء منها، لافتاً إلى أن القاهرة تصدت إلى مخطط إنشاء دولة دينية.
وقال إن الدولة لن تقوم بـ «التدوين» (على مواقع التواصل الاجتماعي)، كما أنه لا يجوز قصر حقوق الإنسان على حرية الرأي والتعبير فقط، إذ إن هناك حقوقاً اجتماعية واقتصادية أيضاً، لافتاً إلى طفرة في هذا الصدد شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، في مجالات الصحة وإيواء المشردين والتعليم.
وشدد السيسي، رداً على أسئلة الصحافيين الفرنسيين، على أنه يقف في موقعه اليـــوم كرئيس لمصـــر بإرادة شعبها، وأنه لن يبقى يوماً واحداً في منصبه لو غابت تلك الإرادة.
وقال: «نقود البلاد بالأمانة والشرف والعزة، وننشئ مجتمعاً يليق بالمصريين». وأوضح أن الأسلحة التي تستوردها مصر من فرنسا هدفها حماية الأمن القومي المصري وحدود الدولة، ولا تُستخدم ضد المتظاهرين إطلاقاً.
ولفت إلى أن التظاهر حق يكفله الدستور المصري، وأن قوات الأمن لا تستخدم القوة ضد المتظاهرين، فلا يمكن أن تُستخدم مدرعات ولا أسلحة ضد متظاهرين، مشيراً إلى أن الحكومة تحترم منظمات المجتمع المدني، وتتعاون مع الكثير منها الذي يقوم بدور رائع في تحقيق التنمية المستهدفة.
من جانبه، شكر ماكرون السيسي على حسن الاستقبال والضيافة. وقال إن زيارته إلى مصر «مهمة للغاية، كونها فرصة لتعزيز العلاقة مع شريك أساسي لنا معه تاريخ قوي واحترام وتقدير متبادل». وأضاف أنه «جرت محادثات مطولة ومعمقة مع الرئيس السيسي في الجوانب الثنائية والوضع الإقليمي، وهناك تلاقٍ في وجهات النظر في العديد من المواضيع»، مشيراً إلى أن العمل يجري مع مصر منذ شهور لمعالجة الوضع في ليبيا، لأنه تحدّ أساسي للبلدين.
وأوضح أن فرنسا تهدف إلى مكافحة الإرهاب ودعم الأطراف التي تقاتل الإرهاب في ليبيا، وأيضاً دعم المصالحة الوطنية لإعادة الاستقرار.
وقال إن مصر تعود للنمو الاقتصادي بفضل إصلاحات الرئيس السيسي التي «تُنفذ بكل شجاعة»، مشدداً على أن مصر قوة إقليمية، واستقرارها أساسي بالنسبة إلى فرنسا.
وقال ماكرون إن «العقول في حاجة إلى حرية وجدل ونقاشات، وأعتقد أن مصر المستنيرة وما يحمله رئيسها في حاجة إلى هذه الحرية»، مؤكداً احترامه لكل القرارات المتعلقة باستقرار مصر وإرادة الرئيس السيسي، لتفادي زعزعة الاستقرار وتطوير وتنمية الاقتصاد والسياحة، مضيفاً: «لا أعطي دروساً للمصريين، وأحترم التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة المصرية». وأثنى على «الجهود الجبارة» التي تُبذل لكي يتم احترام حرية العبادة والمعتقد وحماية كل الديانات.
وبخصوص تظاهرات أصحاب «السترات الصفر» في فرنسا، قال ماكرون: «كانت هناك تظاهرات في فرنسا تعبّر عن الغضب، والدستور لدينا يحمي حرية التظاهر. كان هناك مخربون، وستتم محاكمة المخربين وفقاً للقانون مع احترام حقهم في الدفاع».
وشهد السيسي وماكرون توقيع عدد من اتفاقات التعاون بين البلدين، منها اتفاق تأسيس الجامعة الفرنسية في مصر، كما وقّع إعلان بين البلدين في شأن تعزيز التعاون الثقافي والجامعي والفني.