برقع الصقر .. صناعة أزلية ورثها الأجداد وصانها الأحفاد
يعرف مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور عبر أركانه المختلفة زواره بكل ما يتعلق بالصقر وتراثه ودورة حياته، من خلال صور بصرية وتفاعلية، وحرف تقليدية عرفتها الجزيرة العربية .
وتعد صناعة برقع الصقر التي يحتضنها المهرجان من الحرف اليدوية التي خاطها الأجداد ولا تزال محافظة على رونقها التراثي وهيبتها مستقطبة أعداد كبيرة من الزوار الذين أخذوا يتعرفون عليها عن قرب .
ويقول أحد مشرفي الورش في المهرجان عبد الرحمن الحربي: يعتبر البرقع من الأدوات المهمة للصقر وتكمن أهميته عند تربية الصقر وتدريبه، حيث إنه كلما كان البرقع مناسباً وبمقاس الصقر الذي يناسبه كان الصقر أكثر هدوءاً وراحة واطمئنان، ولاشك أن الصقار يختار البرقع المناسب لطيره منذ أن يحمله ويبدأ بتعليمه وتربينه وإذا كان البرقع مناسباً لرأس الطير، فإن الطير يصبح راكداً، ولا يقوم بالمقاومة وما إلى غير ذلك.
وأضاف : يصنع البرقع من الجلد فالجلود الطبيعية أفضل من الصناعية، ومشكلة البرقع الصناعي سرعة التلف وخصوصاً عند سقاية الصقر وتسرب الماء إلى البرقع، فإنه يتلف، أما المصنوعة من الجلد الطبيعي فقبل البدء بعملها يتم نقع الجلد بالماء حتى يصبح طرياً ومن ثم قصه وخياطته، وعادة تكون قصة البرقع حسب الموديل ففي بعض الموديلات قصتين، وتبلغ قيمة البرقع المصنوع يدوياً نحو 150 ريالاً .
ويجسد مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور بجميع مكوناته، ابتداءً من مخططه العام مروراً بأركانه الداخلية وانتهاءً بنشاطاته، تراث وتاريخ الجزيرة العربية وما تشكله الصقور في حياتهم، إذ كانت رفيقته التي يعتزّ بها ووسيلة يعتمد عليها في جلب الطعام بعد أن يدرّبها على الصيد، ويستخدمها في مطاردة وجلب الفرائس، وبعد أن وجد الإنسان وسائل أخرى لتوفير الطعام، استمرت علاقته بالصقور التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تراث عريق يمتد إلى مئات السنين .
ويواصل مهرجان الملك عبد العزيز للصقور استقبال زواره لغاية 3 فبراير في ملهم شمال مدينة الرياض، ضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي راعت الاهتمامات ولبت الرغبات