منوعات

“جلسات العريش”.. إرث الأجداد يستذكره الأحفاد في مهرجان الصقور

تشكل جلسات “العريش” الشعبية التي تزدان بها عدد من أجنحة مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور محطة يرتاح عندها الزوار، يستمتعون ويستذكرون ما تحمله من عبق الماضي تاريخ الأجداد.
ويقول محمد القرشي إن جلسات العريش الشعبية هي لون من ألوان التراث القديم الذي كان موجوداً لدى الأسر السعودية، وهي عبارة عن كراسي واسعة الحجم ومصنوعة من خشب الزان، ويجلس عليها أكثر من شخص بكل ارتياح.
وأضاف بأنها تكون منجدة من القماش المنسوج باليد بطريقة حرفية، بالإضافة إلى أن بعض المقاعد تكون محشية من مادة القطن أو حتى الصوف.
وتابع يعود تهافت الزوار على مثل هذه الجلسات كونها انقرضت، حيث لم تعد تلحظها في المنازل التي استبدلتها بالكراسي العصرية على مختلف أنواعها وألوانها وصناعتها.
ويقول السيد محمد باوزير : “إن جلسات كراسي الخيزران الشعبية القديمة تعتبر إرثاً وموروثاً شعبياً كان يستخدمها الأجداد سابقاً”.
وتابع: “كانت مثل هذه الكراسي تتواجد في المقاهي عادة والمنازل، حيث يجلس عليها الأصدقاء يتحدثون ويتسامرون وهي عادة تكون مرتفعة عن سطح الأرض، وذلك حتى لا تصعد إليها بعض الحشرات مثل العقارب وغيرها من الدبيب الذي يوجد في الصحراء العربية”.
ويضيف: “كان هناك عدداً من المحال التي تعمل على صناعتها من خشب الخيزران، بالإضافة إلى محلات أخرى متخصصة بحياكة الوسائد التي يتم الجلوس عليها وكذلك الظهور التي توضع خلف الضيف”.
وأردف قائلاً “استطاع مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور إعادة إحياء تراث الجزيرة العربية ليس فقط في مجال الصقور؛ بل بمختلف مكوناته، حيث تمكن من وضع الزائر ضمن الأجواء الحقيقية التي كان الأجداد يستخدمونها خلال حياتهم اليومية، سواءً في طعامهم أو شرابهم وطرق صيدهم”.
وتقول الزائرة مريم الجبوري: إن جلسات الكراسي الشعبية الخيزران هي إحدى المحطات التي نتوقف عندها .
وأضافت إن التطريز الذي تحمله وطريقة صنعها تحيي قصة الأجداد والجدات الذين كانوا يستخدمونها في منازلهم.
وتابعت “كانت تلك الكراسي تتوسط الدور، حيث يجتمع عليها أفراد الأسرة في فترة العصر أو أثناء توافد أحد الضيوف”.
وختمت حديثها “إن تواجد هذه الجلسات في المهرجان يذكرنا بأيام الزمن الجميل”.
يذكر أن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور في نسخته الأولى الذي انطلق أمس الأول ويستمر لغاية 3 فبراير في مهلم شمال مدينة الرياض، يواصل تقديم فعالياته وبرامجه المتنوعة والتي تلبي احتياجات الزوار من الأفراد والعائلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى