الملكة إليزابيث تأمل بـ«قاعدة حوار» في بريطانيا
وجّهت الملكة إليزابيث الثانية رسالة ضمنية إلى الساسة المنقسمين في بريطانيا في شأن انسحابها من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، حضّتهم فيها على إيجاد «قاعدة حوار» في ما بينهم، تمكّنهم من تسوية الأزمة.
وعلى الملكة واجب في التحفظ عن آرائها السياسية، ولذلك تبقى على الحياد في شأن الملفات السياسية في البلاد، كما لا يحق لها التصويت في الانتخابات. لكنها وجّهت قبل استفتاء نُظم عام 2014 على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، مناشدة مصاغة بدقة للاسكتلنديين بالتفكير ملياً في مستقبلهم.
أما خطابها في عيد الميلاد، فهو واحد من المناسبات النادرة التي تعبّر فيها الملكة عن آرائها الشخصية. ودعت في هذه المناسبة الشهر الماضي البريطانيين إلى أن يظهروا احتراماً لبعضهم بعضاً، قائلة: «على رغم أن خلافات عميقة تفصلنا عن بعض، فإن معاملة الآخر باحترام، بوصفه كائناً بشرياً، هي دائماً خطوة أولى جيدة».
ولم تتطرّق الملكة (92 سنة) صراحة الى «بريكزيت»، في خطابها السنوي الذي ألقته أمام «معهد المرأة» البريطاني، لكنها اعتبرت أن كل جيل يواجه «تحديات وفرصاً جديدة». وتابعت: «خلال بحثنا عن أجوبة جديدة في العصر الحديث، أفضّل من جهتي اعتماد الوصفات المجرّبة والمختبرة، مثل التحدّث في شكل طيب عن بعضنا بعضاً، واحترام وجهات النظر المختلفة، والالتقاء من أجل البحث عن قاعدة مشتركة للحوار وعدم إغفال النظر الى الصورة الأشمل في أي وقت، وألا ننسى أن علينا تجنّب الاندفاع. بالنسبة إليّ، تلك المقاربات أبدية، وأوصي الجميع بها».
وعنونت صحيفة «تايمز» صفحتها الأولى: «الملكة تقول للساسة المتنازعين: أنهوا خلاف الخروج من الاتحاد الأوروبي»، فيما قال المؤرّخ بيتر هنيسي: «إنها ملكة بمعيار من ذهب على مدى نحو 67 سنة، وهذه لحظة ذهبية. أرى أن ما قالته وكيف قالته مهم جداً».
وتحاول رئيسة الوزراء تيريزا ماي نيل تأييد النواب لاتفاق خروج معدّل، بعدما مُني الاتفاق الأصلي قبل أسابيع بأضخم هزيمة في مجلس العموم (البرلمان) في التاريخ الحديث للمملكة المتحدة.
وأوردت صحيفة «ذي صن» أن «الحزب الوحدوي الإرلندي» الداعم لحكومة الأقلية بزعامة ماي، قرّر دعم الاتفاق المعدّل إذا تضمّن إطاراً زمنياً لملف الحدود الإرلندية.