واشنطن توسيع قائمة العقوبات ضد طهران
ندّدت منظمة العفو الدولية باعتقال إيران أكثر من 7 آلاف شخص العام 2018، بينهم عشرات الصحافيين، في ما وصفته بـ«حملة قمع مخزية»، معتبرة أن 2018 كان «عام عار» بالنسبة إلى طهران.
ووَرَدَ في تقرير أعدّته المنظمة أن بين المعتقلين متظاهرين وطلاباً وصحافيين وناشطين بيئيين وعمالاً ومدافعين عن حقوق الإنسان. وأضاف ان حوالى 50 معتقلاً يعملون في وسائل إعلام، وبينهم حوالى 20 «صدرت في حقهم أحكام قاسية بالسجن أو بالجلد بعد محاكمات جائرة».
وقال فيليب لوثر، مدير البحوث حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: «2018 سيُعتبر عام عار بالنسبة إلى إيران. التي سعت سلطاتها إلى خنق أي حركة معارضة، من خلال تكثيف حملتها على الحق في حرية التعبير وتشكيل جمعيات والتجمّع السلمي، وتنفيذ اعتقالات جماعية لمتظاهرين».
حكمت إيران على الصحفي البارز بالسجن لمدة خمس سنوات بعد سلسلة من المظاهر التي ادعت حدوث فساد كبير في صفقات الأراضي المرتبطة بعمدة طهران السابق.
جاء تقرير المنطقة في وقت قضت محكمة إيرانية بسجن الصحافي البارز ياشار سلطاني 5 سنوات، إثر إدانته بنشر تقارير كاذبة وإهانة مؤسسات. وحظّرت لسنتين ممارسته أي نشاط حزبي أو سياسي أو إعلامي، أو خروجه من البلاد.
سلطاني الذي يعمل مديراً مسؤولاً في موقع «معمار نيوز»، نشر في السنوات الأخيرة تقارير عن فساد في مؤسسات رسمية إيرانية، إحداها تتحدث عن صفقة عقارات تورط بها الرئيس السابق لبلدية طهران محمد باقر قاليباف.
في الوقت ذاته، ما زال التلفزيون الإيراني يواجه انتقادات لبثّه «اعترافات» أدلى بها معتقلون، بينهم الناشطان العماليان إسماعيل بخشي وسبيده قليان اللذين شكوا من تعذيبهما. واحتجزت السلطات الناشطَين مجدداً قبل أيام.
واعتقلت السلطات الثلثاء الماضي ثلاثة كتّاب، هم رضا ماهابادي وكيوان باجان وبيكتاش أبتين، اتُهموا بالتآمر على الأمن القومي. وقضت محكمة الثلثاء أيضاً بسجن الناشطَين رضا خندان وفرهاد ميثمي 6 سنوات.
إلى ذلك، أطلقت الولايات المتحدة مرضية هاشمي، وهي مذيعة أميركية في شبكة «برس تي في» الإيرانية، بعد 10 أيام على احتجازها بصفتها شاهدة أساسية في تحقيق اتحادي لم يُكشف عنه.
ووَرَدَ في بيان أصدرته أسرتها بعد إطلاقها: «أخلي سبيل مرضية هاشمي من دون توجيه اتهام إليها، بعد اعتقالها 10 أيام خلافاً للقانون، وهي مع أسرتها في واشنطن العاصمة». وأشارت الشبكة إلى أن لدى الأسرة «شكاوى قوية وتريد ضمانات بألا يتكرر الأمر مع أي مسلم أو مع أي شخص آخر». وأضافت أن هاشمي ستبقى في واشنطن، حيث تُنظم اليوم تظاهرة احتجاج على اعتقالها. وتابعت أن الأخيرة حضّت محتجين في العالم على التزام خططهم في هذا الصدد.
ووجّهت هاشمي رسالة إلى أنصارها بعد إطلاقها، ورد فيها بالفارسية: «لديّ أشياء كثيرة لأقولها عن معاناتي».
هاشمي (59 سنة) التي اعتُقلت في مطار أميركي، وُلدت في الولايات المتحدة وكانت تُدعى ميلاني فرانكلين، قبل أن تغيّر اسمها بعد اعتناقها الإسلام، ونالت الجنسية الإيرانية بعد زواجها من إيراني.
في غضون ذلك، اعتبر قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أن مواطنيه «هزموا مشروع الصيف الساخن» الأميركي، بعدما «حاول العدوّ بنيّاته الشريرة إثارة فتنة في البلاد، عبر استغلال المطالب المعيشية للمواطنين عام 2017».
إلى ذلك، أعلنت الخزانة الأميركية أمس، عن توسيع قائمة العقوبات ضد إيران إذ أدرجت على اللائحة السوداء أربعة كيانات وطائرتين قيل إنهما على صلة بالحرس الثوري الإيراني وشركة طيران «ماهان إير».
وطالت العقوبات الأميركية الجديدة «لواء فاطميون» و«لواء زينبيون» اللذين يديران عمليات في سورية إلى جانب القوات الحكومية وكذلك شركتي طيران QESHM FARS الإيرانية وFLIGHT TRAVEL الأرمنية.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان أصدرته الوزارة أمس، :«النظام الإيراني العنيف يستغل لاجئين في إيران ويمنع عنهم الخدمات الأساسية، مثل التعليم، ويستخدمهم كدروع بشرية في النزاع السوري».
وذكر منوتشين أن حزمة جديدة من العقوبات تفرض ضمن إطار الحملة المتواصلة للتخلص من «شبكات غير قانونية يستخدمها النظام الإيراني لنشر الإرهاب والاضطرابات في مختلف أنحاء العالم».
وذكر بيان الخزانة أن اللوائين المستهدفين تم إنشاؤهما من أجل تقديم الدعم المادي إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأما بخصوص شركتي الطيران فتتهمهما الخزانة بأنهما على صلة بشركة طيران «ماهان إير» الإيرانية والتي تم فرض عقوبات أمريكية عليها.