«طالبان» تجدد رفضها التفاوض مع الحكومة وحكمتيار ينافس غني
أعلن قلب الدين حكمتيار ترشحه لانتخابات الرئاسة في أفغانستان، متحدياً الرئيس أشرف غني الذي أتاح له العودة من منفاه الذي قضى فيه 20 سنة، بعدما أبعدته حركة «طالبان».
وحكمتيار عاد من المنفى عام 2016، علماً أنه أحد أمراء الحرب السابقين، ومُتهم بارتكاب جرائم حرب، إذ قتل مسلحون موالون له آلافاً من الأشخاص في كابول أثناء الحرب الأهلية في تسعينات القرن العشرين. واتُهم «الحزب الإسلامي» الذي يتزعمه بارتكاب جرائم وحشية أثناء الحرب، ما دفع كثيرين من الأفغان الى الترحيب بصعود «طالبان» عام 1996، على أمل أن تعيد الحركة فرض القانون والنظام.
وأدرجته وزارة الخارجية الأميركية عام 2003 على لائحة الإرهاب واتهمته بالمشاركة في هجمات نفذها تنظيم «القاعدة» و«طالبان»، ودعمها. لكن واشنطن رحّبت بقرار غني إبرام اتفاق سلام مع حكمتيار.
وتعهد حكمتيار لدى إعلانه ترشحه لانتخابات الرئاسة، استعادة السلم والأمن، معتبراً أن الحكومة فشلت في إنهاء الحرب مع «طالبان». واضاف في مؤتمر صحافي في كابول: «وضع بلدنا الآن يتطلّب حكومة مركزية قوية يقودها رئيس منتخب تدعمه غالبية الشعب».
وتواجه الانتخابات المرتقبة في تموز (يوليو) المقبل تحديات أمنية خطرة، وستشكّل اختباراً حاسماً لمسؤولي الاقتراع الذين واجهوا انتقادات عنيفة، لفشلهم في تنظيم انتخابات نيابية حرة ونزيهة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، علماً أن غني فاز في انتخابات الرئاسة التي نُظمت عام 2014 وشابتها اتهامات بتزوير واسع.
وسجّل سباق انتخابات الرئاسة أعلى نسبة مشاركة، إذ أقبل مسؤولون سابقون وساسة على خوض المعركة ومنافسة غني الذي يُرجّ أن يسجّل اليوم ترشّحه لولاية ثانية.
وأعلن وزير الداخلية أمر الله صالح استقالته أمس، كي يترشّح لمنصب نائب الرئيس، في إطار حملة غني. وصالح مسؤول أمني سابق ومعارض صارم لـ «طالبان»، عيّنه غني في حكومته الشهر الماضي كي يضمن دعم معارضين سابقين لمساعيه في الفوز بولاية ثانية.
الى ذلك، نفت «طالبان» تقارير أوردتها وسائل إعلام باكستانية، أفادت باستعدادها لاستئناف الاجتماعات مع الموفد الأميركي المكلّف ملف أفغانستان زلماي خليل زاد في إسلام آباد، وكررت رفضها التعامل مباشرة مع حكومة غني.
وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: «نريد أن نوضح أننا لا نعقد أي اجتماع مع زلماي خليل زاد في إسلام آباد». وذكر قيادي في «طالبان»: «أوضحنا مرة تلو أخرى أننا لن نعقد أي اجتماع مع الحكومة الأفغانية، لأننا نعرف أنهم ليسوا قادرين على تلبية مطالبنا». وأضاف أن محادثات السلام مع الوفد الأميركي يمكن استئنافها إذا طمأنت واشنطن الحركة في شأن مناقشة 3 ملفات، هي الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتبادل السجناء ورفع الحظر على قياديّي «طالبان».
جاء ذلك بعدما أوردت وسائل إعلام باكستانية أن اجتماعاً في إسلام آباد كان متوقعاً بين الجانبين، بعد محادثات الجمعة بين خليل زاد ومسؤولين باكستانيين، بينهم رئيس الوزراء عمران خان ووزير الخارجية شاه محمود قرشي.