محادثات «بريكزيت» تصطدم بمأزق في بريطانيا
واجهت محادثات تجريها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع أحزاب مأزقاً في محاولة التوصل إلى تسوية في شأن اتفاق توصلت إليه ماي لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، بعدما رفضه مجلس العموم (البرلمان).
وتمسّكت ماي وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن بموقفيهما، فيما لوّح أكثر من 20 مسؤولاً بالاستقالة من الحكومة، إذا لم تتخلّ رئيستها عن خيار الانسحاب من الاتحاد من دون اتفاق. لكن نواباً عماليين تجاهلوا طلب كوربن الامتناع عن المشاركة في المحادثات التي دعت إليها ماي، لوضع خطة جديدة لـ «بريكزيت».
وتحدثت ماي هاتفياً أمس مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، فيما أدلى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بتصريحات متضاربة، إذ كتب على «تويتر» أن «من الصعب تصوّر» مراجعة اتفاق «الطلاق»، وزاد: «أوضحنا ذلك دوماً والاقتراع في لندن لم يغيّره».
وكان ماس رأى الخميس وجوب مناقشة مسألة التفاوض مجدداً على «بريكزيت»، قائلاً: «في النهاية سيبقى السؤال هو هل نعيد التفاوض على الاتفاق، وهذا ما يحتاج موافقة جميع الأعضاء السبعة والعشرين، أي أن الجميع سيشارك في ذلك. هذا ما يجب مناقشته الآن».
وأوردت صحيفة «ديلي تلغراف» أن وزراء حذّروا ماي من أنها ستواجه استقالات بالجملة، إن لم تتراجع عن خيار الانسحاب من الاتحاد من دون اتفاق. وأضافت أن أكثر من 20 مسؤولاً بارزاً لوّحوا بالاستقالة، كي يتسنّى لهم الانضمام إلى المعارضة، مشيرة إلى أن وفداً يمثلهم زار رئاسة الحكومة لهذا الغرض.
ماي التي قررت الامتناع عن المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي المرتقب أواخر الشهر الجاري، واصلت لقاءاتها مع النواب من كل الأحزاب، في محاولة للتوصل إلى توافق على خطة لـ«بريكزيت» تجنّبها هزيمة أخرى في البرلمان، علماً أنها مُطالَبة باقتراح «خطة بديلة» في هذا الصدد بحلول بعد غد.
ويشترط كوربن للمشاركة في أي حوار مع ماي، أن ترفض إمكان الانسحاب من الاتحاد من دون اتفاق. ووجّهت رئيسة الوزراء رسالة إلى زعيم حزب العمال، ورد فيها أنها «ستكون سعيدة لمناقشة أفكاره والتوصل إلى تفاهم على الخروج من الاتحاد، من أجل مصلحة بلدنا». وسألته: «هل يُعقل أن تطلب من نوابك عدم مشاركة الحكومة في التوصّل إلى حلّ». وشددت على أن الاستجابة لشرطه «مستحيلة» و«ليست من صلاحيات الحكومة»، إلا إذا «صادق البرلمان على اتفاق مع الاتحاد أو اختارت المملكة المتحدة البقاء داخله».
وترفض ماي التراجع عن خطوطها الحمر، بما في ذلك رفضها البقاء في الاتحاد الجمركي الأوروبي ومسألة الحدود الإرلندية وتنظيم استفتاء ثانٍ حول «الطلاق». كما استبعدت أن تبحث مع بروكسيل في تمديد المرحلة الانتقالية.
لكن بريطانيين صوّتوا لمصلحة «بريكزيت» في استفتاء 2016، باتوا ينشطون للامتناع عن الخروج من الاتحاد. وقال غاري مايلين (38 سنة): «أردت أن تستعيد المملكة المتحدة سيادتها… (لكنني) أدركت أن البلاد لا يمكن أن تحلّ مشكلاتها بمفردها. إذا نظرنا إلى الوضع في العالم الآن، مع دونالد ترامب في الولايات المتحدة وصعود الصين وبوتين في روسيا، من الأهم بكثير أن نكون أقوياء في أوروبا موحّدة».