15 قتيلاً حصيلة الهجوم في نيروبي والرئيس الكيني يؤكد مقتل جميع المهاجمين
أعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمس تصفية عناصر «حركة الشباب» الصومالية الذين نفذوا هجوماً في مجمع فندقي في نيروبي وقتلوا 14 شخصاً، بعد حصار استمر نحو 20 ساعة تم خلاله إجلاء مئات المدنيين.
وفجر انتحاري واحد على الأقل نفسه، فيما أطلق مسلحون النار واشتبكوا مع قوات الأمن خلال الهجوم على مجمع «دوسيت-دي2» الذي يضم فندقاً فيه 101 غرفة ومنتجعاً صحياً ومطعماً ومبان تشغلها مكاتب. وتبنت «حركة الشباب» الصومالية المتطرفة المرتبطة بـ»القاعدة» الهجوم، وكثيراً ما استهدفت كينيا منذ تدخل جيشها في الصومال في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 لمحاربتها.
وفي خطاب أكد كينياتا إخلاء حوالي 700 مدني خلال الهجوم على المجمع، بفضل سرعة وفعالية قوات الأمن التي لقيت إشادة واسعة في وسائل الإعلام المحلية. وقال في مؤتمر صحافي: «يمكنني التأكيد أن العملية الأمنية في مجمع دوسيت انتهت وتمت تصفية كل الارهابيين». وأضاف: «لدينا تأكيدات بمقتل 14 شخصاً بنيران الإرهابيين وجرح آخرين». وكانت مصادر الشرطة ومسؤول في المشرحة أعلنا في وقت سابق عن سقوط 15 قتيلاً، من دون أن إجمالي عدد المهاجمين.
وأظهرت مشاهد التقطت من كاميرا مراقبة بثتها وسائل اعلام محلية 4 مسلحين بلباس أسود يدخلون المجمع، وقام واحد منهم على الأقل بتفجير نفسه عند بدء الهجوم. وقال مصدر في الشرطة إن مهاجمين اثنين قتلا صباح أمس بعد اشتباكات استمرت طويلاً.
وقال ضابط بارز في الشرطة إن «الإثنين كانا يضعان عصبة حمراء على جبينهما وحول صدريهما أشرطة رصاص فيها العديد من المخازن، وكل منهما كان يحمل رشاش إيه.كي-47».
وبدأ الهجوم بدوي انفجار تلاه إطلاق نار، فيما انتشرت نداءات على «تويتر» طلباً للمساعدة. وقال قائد الشرطة الكينية جوزيف بوينت إن الهجوم بدأ بانفجار استهدف ثلاث سيارات في مرآب المجمع وتفجير انتحاري في بهو فندق دوسيت، ومن بين القتلى أميركي، وفق مسؤول في وزارة الخارجية.
وقال مسؤول في المشرحة إن بين الضحايا 11 كينياً وبريطاني وشخص لا يحمل أوراق هوية والجزء العلوي من جسم رجل بالغ.
وقال سايمون كرامب الذي يعمل لدى شركة أجنبية وكان يختبئ مع زملائه: «ليس لدينا أي فكرة عما يحصل، وطلقات النار تسمع من جهات متعددة». وكان كرامب ضمن المجموعة الأولى التي تم إخلاؤها من مجمع المكاتب المحيط في فندق دوسيت، بعد ساعة من إطلاق النار المستمر.
وهرع عدد من عناصر الأمن الأجانب المدججين بالسلاح، ويبدو إنهم قدموا من سفارات في نيروبي، إلى جانب قوات الأمن الكينية. وقال أحد الناجين الذين تم إنقاذهم من المبنى لمحطة تلفزيون محلية إن المهاجمين كانوا «مدربين بشكل جيد، ويعرفون ماذا يفعلون».
وقال روبن كيماني، وهو محام تم إنقاذه بعد أن حوصر ساعات داخل الفندق إنه تعرف إلى أحد المهاجمين موضحاً إنه أحد زبائن. وأضاف: «تعرفت إليه لوجود ندب كبير على أحد يديه، وأطلقوا النار على ستة من أصدقائي، نجا أربعة منهم «.
وكتبت صحيفة «ديلي نيشن» في مقالة افتتاحية أن الهجوم هو بمثابة تذكير مخيف بأن التحديات الأمنية لكينيا لم تنته به. وجاء في المقال: «في الوقت الذي اعتقدنا أن الأمور هادئة، أطلقت العصابات العنان للعنف، وبالنسبة للكينيين فإن الحقيقة المخيفة هي أن الهجمات لا تتوقف».
والهجوم على مجمع دوسيت-دي2 هو الأول في نيروبي منذ الهجوم المسلح على مركز ويستغيت التجاري عام 2013 والذي أوقع 67 قتيلاً على الأقل.
وفي 2 نيسان (أبريل) 2015، هاجم مقاتلو «حركة الشباب» جامعة غاريسا في شرق كينيا وقتلوا 148 شخصاً.
وذكرت «حركة الشباب» في إعلانها أن الهجوم يأتي بعد ثلاث سنوات تماماً على هجومها على قاعدة للجيش الكيني في الصومال. وقالت: «الهجوم على فندق نيروبي يأتي فيما يحيي الكينيون ووسائل إعلامهم الهجوم على قاعدة العدة». وأكدت الحركة أنها قتلت أكثر من 200 جندي في الهجوم، بينما رفضت الحكومة إعطاء حصيلة أو كشف تفاصيل.