الفلسطينيون سيطالبون بعضوية كاملة في الأمم المتحدة بعد تسلمهم رئاسة الـ«77+ الصين»
اعتبر مسؤولون فلسطينيون تسلم فلسطين رئاسة مجموعة الـ77+ الصين، اقراراً دولياً بجدارة دولة فلسطين بالاستقلال التام، نظراً إلى ما تمثله هذه المكانة من اعتراف عالمي بكفاءتها وقدرتها على لعب دور في خدمة القضايا الدولية.
وكشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الذي رافق الرئيس محمود عباس إلى نيويورك حيث تسلم رئاسة المجموعة، أن دولة فلسطين ستقدم قريباً طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة للمنظمة الدولية.
وحصلت فلسطين في العام 2012 على مكانة عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتسلم الرئيس محمود عباس مساء أول من أمس، رئاسة مجموعة الـ77+ الصين، في احتفال أقيم في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد عباس في كلمة له في الاحتفال أن «دولة فلسطين لن تدخر جهداً في ضمان العمل الجماعي من أجل البناء على ما أنجزته المجموعة على مدار 55 عاماً».
وأضاف: «إن تسلم رئاسة المجموعة بلا شك مسؤولية كبيرة ستتحملها دولة فلسطين بكل تواضع وإخلاص وتفانٍ، إلى جانب الالتزام والتصميم القوي دفاعاً عن مصالح المجموعة وتعزيز مواقف دولها الأعضاء في الأمم المتحدة».
وشدد عباس على أن «دولة فلسطين ستعمل خلال رئاستها للمجموعة على تمتين العلاقات بين مجموعة الـ77 والصين، وبين شركائنا جميعاً في الأمم المتحدة، على أساس احترام السيادة الوطنية، ودعم أجندة التنمية وحماية مصالح بلدان الجنوب والدول النامية وقضاياها العادلة». وقال عريقات إن ترؤس فلسطين المجموعة له أهمية سياسية بالغة الأهمية. وأضاف: «يرسل العالم، بهذا الاعتراف الكبير، رسالة مدوية إلى الولايات المتحدة واسرائيل، مفادها أن العالم يدعم فلسطين، والقيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ضد كل مخططات نزع الشرعية عنها».
وتابع: «إن المجموعة هي أكبر مجموعة في الأمم المتحدة، وتالياً فإن قرارها يشكل دعماً دولياً ساحقاً لفلسطين»، مشيراً إلى أنها سكان هذه المجموعة يشكلون 80 في المئة من سكان العالم، وأنها «تمثل ثقلاً دولياً مهماً بما يعزز مكانة فلسطين الدولية ويثبت قدراتها في كل المجالات بما يسهم في حل مشكلات وقضايا المجتمع الدولي كالتنمية المستدامة ومشاكل الفقر والكهرباء وكذلك الدول الواقعة تحت الاحتلال». وقال عريقات إن ترؤس فلسطين هذه المجموعة سيؤهلها للمطالبة، بقوة، بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكداً «أن الحراك الفلسطيني سيتواصل في أروقة الأمم المتحدة للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين».
وأوضح أن فلسطين تنتظر من محكمة العدل الدولية اتخاذ قرار بشأن الشكوى التي قدمتها حول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لدولة اسرائيل.
وكشف عريقات أن العمل جارٍ على تشكيل وفود رسمية من خلال منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية للذهاب إلى الدول التي تنوي نقل سفاراتها إلى القدس، مثل البرازيل واستراليا وهندوراس لوقف هذه الإجراءات. وقال إن الدول العربية والإسلامية ستتحدث مع هذه الدولة بلغة المصالح، مشيراً إلى امكانية اتخاذ قرارات بمقاطعة منتجات تلك الدول ووقف الاستيراد منها في حال اصرارها على نقل سفاراتها إلى القدس.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي سلم رئاسة المجموعة للرئيس محمود عباس، إن مجموعة الـ77+ الصين لديها ثقة كاملة في قدرة فلسطين على إنجاح المجموعة بشكل كامل، وفي تعزيز مصالحها بكفاءة واقتدار.
وأضاف في كلمة له في حفلة التسليم: «نقوم اليوم بتسليم الأمانة لدولة شقيقة هي دولة فلسطين، لتواصل حمل الرسالة والحفاظ على المصالح العليا للمجموعة».
وأشار إلى أن «مصر استلمت المجموعة العام الماضي، وللمرة الثالثة منذ نشأة المجموعة، وجاءت رئاستنا كَلَبنة إضافية لتراكم الجهود والانجازات التي حققتها مختلف الرئاسات عبر السنوات الماضية».
وعبرت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا اسبينوزا عن تشرفها بتسلم الرئيس الفلسطيني مجموعة 77+ الصين، مستعرضة الانجازات التي تم تحقيقها خلال ترؤس مصر المجموعة للدورة السابقة. وأشارت إلى أن فلسطين «ستسترشد من روح الوحدة في هذه المجموعة وستحقق النجاح، على رغم التعقيدات وحالة الاستقطاب التي يعيشها العالم».