البشير: الحكومة لا تتغير بالتظاهرات ولن نسمح لأحد بتخريب بلدنا
أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس أمام حشد من أنصاره في اقليم دارفور (غرب) أن «الحكومة لن تتغير بالتظاهرات» المناهضة له والتي تشهدها البلاد منذ نحو شهر.
وجاء كلام البشير خلال زيارته نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، غداة تظاهرات مناهضة للحكومة شهدتها هذه المنطقة للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وقال إن «الحكومة لن تتغير بالتظاهرات، والطريق الوحيد لتغييرها هو عبر الانتخابات، والشعب يقرر من يحكمه عام 2020».
وأضاف البشير أن «السودان لديه أعداء كثر وهؤلاء لديهم (…) ناس لا يعجبهم الأمن والاستقرار، ولكن لن نسمح لهؤلاء بتخريب بلدنا وحرقه ونهب ممتلكاتنا». وفي الأيام الأولى للاحتجاجات، أحرق العديد من المباني والمكاتب التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في بلدات وقرى.
وكانت رقعة الاحتجاجات المناهضة للحكومة السودانية اتسعت أول من أمس لتشمل دارفور، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في الخرطوم والإقليم المضطرب بعدما دعا المنظمون إلى مسيرات في أنحاء البلاد ضد الرئيس عمر البشير، تخللها اشتباكات بين الشرطة ومحتجين. والتظاهرات في دارفور هي الأولى التي يشهدها الإقليم غرب البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إثر قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.
واتسعت رقعة التظاهرات مذاك بشكل متسارع لتتحول مسيرات في أنحاء البلاد باتت تعتبر أكبر تهديد يواجه البشير منذ تسلمه السلطة قبل ثلاثة عقود. وقال شهود لوكالة «فرانس برس» إن متظاهرين يهتفون «سلمية سلمية» و»حرية، سلام، وعدالة، الثورة خيار الشعب» خرجوا إلى الشوارع في حي بحري في العاصمة قبل أن تسارع شرطة مكافحة الشغب إلى تفريقهم. وتشير السلطات إلى أن 24 شخصاً على الأقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما أفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بأن حصيلة القتلى بلغت 40 شخصاً، بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.
ودعا منظمو الاحتجاجات إلى الخروج في تظاهرات شبه يومية في أنحاء البلاد ضد البشير الأسبوع المقبل، في إطار ما سموه «أسبوع الانتفاضة لإسقاط النظام». ورفع المتظاهرون في الخرطوم علم السودان إلى جانب لافتات كتب عليها «سلام، عدالة، حرية»، وهو الشعار الذي استخدم مراراً في الاحتجاجات. وقال شهود إن عناصر الشرطة كانت تطارد المحتجين في شوارع وأزقة حي بحري في الخرطوم. وأوقفت الشرطة العديد من المتظاهرين، بحسب شهود، بينما انتشرت تسجيلات مصورة تظهر المسيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وخرجت تظاهرات في دارفور (غرب) استجابة لدعوات أطلقها «تجمع المهنيين السودانيين» الذي نظم الاحتجاجات منذ اندلاعها.
وذكر شهود أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذي خرجوا إلى الشوارع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وتشير المجموعات الحقوقية إلى أن السلطات السودانية أوقفت أكثر من ألف شخص منذ اندلعت الاحتجاجات الشهر الماضي، بينهم قادة في المعارضة وناشطون وصحافيون إلى جانب متظاهرين. واثارت حملة السلطات الأمنية انتقادات بريطانيا وكندا والنروج والولايات المتحدة التي حذرت الخرطوم من «تداعيات» ما تقوم به على العلاقات مع حكوماتها.
ورغم أن رفع سعر الخبز كان السبب الرئيسي للاحتجاجات، إلا أن السودان يواجه أزمة اقتصادية تفاقمت العام الماضي وسط نقص حاد في العملات الأجنبية.