أخبار العالم

البرلمان البريطاني يقرر اليوم مصير «بريكزيت»… وماي

استبقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تصويتاً حاسماً في مجلس العموم (البرلمان) اليوم، على اتفاق توصلت إليه لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، ونشرت مزيداً من التطمينات «القانونية» التي نالتها من التكتل، لا سيّما في شأن المسألة الإرلندية، محذّرة النواب من أن رفضهم الخطة سيؤدي إلى «شلل» قد يبقي بريطانيا في الاتحاد.

ووَرَدَ في رسالة وجّهها رئيسا المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والمجلس الأوروبي دونالد توسك إلى ماي: «لسنا في وارد الموافقة على أي شيء يمكن أن يعدّل اتفاق الخروج أو يتناقض معه».

وتجنّب أبرز مسؤولَين في الاتحاد تحديد مهلة نهائية لتنفيذ تسوية تنصّ على إبقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الجمركي مع التكتل، إذا لم يكن هناك حلّ أفضل لتجنّب إعادة الحدود بين مقاطعة إرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية إرلندا العضو في الاتحاد. واستدركا: «يمكن التأكيد أن لخلاصات المجلس الأوروبي قيمة قانونية»، في إشارة إلى التزامات أُعلنت خلال قمة عُقدت في بروكسيل الشهر الماضي لتفادي إجراء «شبكة الأمان» المتعلّق بالحدود الإرلندية.

وأكدا أن الاتحاد «مصمم بحزم على العمل في شكل سريع لصوغ اتفاق لاحق يضع ترتيبات أخرى بحلول 31 كانون الأول (ديسمبر) 2020، من أجل الامتناع عن تفعيل حلّ اللحظة الأخيرة». وأضافا: «في حال كان يجب تفعيل حلّ اللحظة الأخيرة، سيُطبق في شكل موقت، طالما لم يُستبدل باتفاق لاحق يتيح تجنّب قيود حدودية صارمة».

وتعهد المسؤولان الأوروبيان بأن يفعل الاتحاد «كل ما يمكن» لإنجاز اتفاق في شكل سريع «يحلّ مكان حلّ اللحظة الأخيرة»، علماً أن مؤيّدي «بريكزيت» يخشون أن تكون شبكة الأمان «فخاً» يتيح إبقاء المملكة المتحدة مرتبطة لمدة غير محددة بالاتحاد، على رغم «الطلاق».

رسالة يونكر وتوسك جاءت رداً على أخرى وجّهتها ماي إلى قادة الاتحاد، ورد فيها أن «لا مبرر» للقلق من أن تُستخدم الرغبة المتبادلة في تجنّب تنفيذ «شبكة الأمان»، بوصفها وسيلة ضغط غير منصفة من التكتل أو أي حكومة بريطانية مستقبلية. وتابعت: «أعتقد بأن الخوف من نيات الاتحاد بلا أساس أيضاً». وأقرّت ماي أمس بأن ما تضمّنته رسالة يونكر وتوسك لا يلبّي ما أرادته، واستدركت: «أنا مقتنعة بأن لدى النواب أوضح التطمينات بأن هذا هو أفضل اتفاق ممكن ويستحق دعمهم». وأضافت: «إذا كان الخروج من دون اتفاق سيئاً بالدرجة التي تعتقدونها، فإن عدم فعل أي شيء هو قمة الطيش. أعتقد بأن النتيجة الأكثر ترجيحاً هي شلل في البرلمان يهدّد بعدم حصول بريكزيت».

وتابعت: «من واجبنا جميعاً تطبيق نتيجة الاستفتاء، وإلا ستتكبّد ثقة الشعب بالعملية الديموقراطية وبساسته ضرراً كارثياً». وزادت: «كما لمسنا خلال الأسابيع الأخيرة، يودّ بعضهم في وستمنستر (البرلمان) تأجيل بريكزيت، بل حتى وقفه، ويستخدم كل الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك. ماذا سيحصل إن كنا في وضع حيث البرلمان يحاول إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، على رغم تصويت لمصلحة البقاء»؟ وكانت رئيسة الوزراء أرجأت تصويت البرلمان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعدما أيقنت من هزيمتها. ولكن ما زال عدد كبير من النواب يعارضون الاتفاق، فيما يلوّح حزب العمال المعارض بإسقاط حكومتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى