العوامية.. تحولت من بؤرة إرهاب إلى مركز حضاري آمن
منذ عام فقط، ارتبط اسم مدينة “العوامية” في القطيف بالإرهاب، لكن كل هذا تغيّر الآن، إذ حوّل مشروع لتطويرها المبان العشوائية المتهالكة والأرض الخصبة للمتطرفين إلى مدينة تجمع في شكلها وتضاريسها عراقة الماضي وأصالة الحاضر ورؤية المستقبل.
بلدة العوامية شهدت في 2011 أعمال عنف إرهابية واجهتها قوات الأمن السعودية بحملة في مايو2017، تمكنت خلالها من حماية المواطنين وتطهير المدينة من بقايا فلول الإرهابيين الذين كانوا يختبئون في أحياء ضيقة.
وتظهر صور حصلت عليها “الوئام”، الانتهاء من 98% من أعمال التطوير على مساحة وقدرها 180ألف متر مربع وبتكلفة 239 مليون ريال. ووضع أمير المنطقة الشرقية حجر أساس هذا المشروع خلال شهر فبراير 2018م معلنا انطلاق هذا المشروع التنموي.
ويضاعف العاملون في المشروع الجهود خلال هذه الفترة، وفقا للمتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، موضحا أن المشروع مكون من عناصر متعددة وفي مقدمتها المركز الثقافي بمساحة 5323 مترا مربعا والذي يعتبر قلب المشروع ويتكون من 3 مبان تجمع بينها مظلة كبيرة تغطي الساحة الرئيسية ويتضمن المركز مكتبة وقاعة مؤتمرات ومعارض، وكذلك الأبراج التراثية والتي تعتبر من أبرز المعالم في المشروع وهي خمسة أبراج بمساحة 866 مترا مربعا، صممت لتكون مرجعاً بصرياً ترشد الزائرين بوجهتهم وهي تحاكي التاريخ المعماري للمنطقة وتتميز هذه الأبراج بجدرانها الطينية السميكة ذات النوافذ الضيقة.
كما يحتوي على مبنى تراثي بمساحة 1200متر مربع وصمم بالهوية المعمارية وتميزه جدران سميكة ونوافذ صغيرة ضيقة يحيط بالفناء ممرا مظللا بالعوارض الخشبية، إلى جانب السوق الشعبي والذي يقدر بمساحة إجمالية 4327 مترا مربعا والذي يتكون من سبعة مبان متفاوتة الأحجام وفي كل منها وحدات منفصلة تتكون من طابق أو اثنين أعدت للاستثمار، ويضم بعضها شرفات مفتوحة لاستخدامها كمقاه أو استراحات للزائرين أو لعرض البضائع، إضافة إلى المسطحات الخضراء، حيث يحتوي المشروع على حوالي 94 ألف متر مربع من الحدائق والمتنزهات منها 55 ألف متر مربع مسطحات خضراء مستوحاة من البيئة الزراعية للمحافظة لتجمع بين أشجار النخيل والشجيرات الملونة بعدد 200 شجرة نخيل و500 شجرة ملونة، تحوي بين طياتها أماكن للأنشطة الترفيهية وملاعب الأطفال في الهواء الطلق.
وقال إن الشوارع المحيطة للمشروع تقوم بخدمة مرتادي المشروع وتوفر سهولة وصولهم، حيث تم تصميم الشوارع المحيطة بثلاث شوارع تربط المشروع مع أحياء العوامية وتصلها بباقي مدن المحافظة، بالإضافة إلى توفير عدد 250 موقفا للسيارات.