المحلية

جدة تضع حجر الأساس لإنهاء حرب أفغانستان بعد 17 عاماً

وصل الرئيس ترمب إلى ادارة البيت الأبيض، واختار المملكة العربية السعودية لتكون وجهة خارجية أولى له، منطلقاً من قناعة يشاركه فيها المسؤولون الجمهوريون في إدارته وهي أنه من الممكن إنهاء صراعات الشرق الأوسط بالاعتماد على التنسيق والشراكة مع المملكة العربية السعودية.

وفي مارس العام 2018، وقبل ساعات من زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه بالرئيس ترمب، أعلن البيت الأبيض عن أن المملكة هي الشريك الأفضل للولايات المتحدة للتدخل وإصلاح العلاقات الأميركية – الباكستانية والوصول بالحرب في أفغانستان الى نقطة تحوّل تنهي الصراع.

واستضافت السعودية الصيف الماضي مؤتمراً عالمياً للعلماء المسلمين لمناقشة الحرب الأفغانية وايجاد حلول محلية لها.

وفي أكتوبر؛ التقى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الممثل الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، اللقاء الذي تزامن مع استضافة دولة الإمارات لمحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية.

وتستعد مدينة جدة، في يناير، لعقد الجولة القادمة من محادثات السلام حول أفغانستان، حيث أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني عقب مكالمة هاتفية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على أهمية الدور السعودي في تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان ، وقال إن الاجتماع المقبل في المملكة سيكون «خطوة جيدة ويبدأ في عمليات لاحقة».

وقال متحدث باسم مجلس السلام الأعلى الذي عينته الحكومة الأفغانية إنه من المتوقع أن يشارك أعضاء المجلس والمندوبين الحكوميون في محادثات يناير.

وبالتزامن مع الجهود السعودية-الاماراتية لإحلال السلام في أفغانستان قال الرئيس ترمب أنه يعتزم على خفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان الى النصف أي الى 7 آلاف، إلا أن ممثل مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض، غاريت ماركيس، أعلن بعد أسبوع من اعلان الرئيس أن قرار خفض الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان لم يتخذ بعد بشكل نهائي.

كما قالت صحيفة «الوول ستريت جورنال» بأن الادارة الأميركية لا تزال في طور دراسة قرار تخفيض الوجود العسكري في أفغانستان، حيث تعتبر الحرب الأطول التي شارك فيها الجيش الأميركي ودامت 17 عاما.

وأثار موقف الانسحاب من أفغانستان، اعتراضات واستغراب في واشنطن، حيث افتتح الرئيس ترمب عهده بشن حملة مشددة ضد تنظيم داعش في أفغانستان، مستخدماً «قنبلة عصف هوائي جسيمة»، سماها الرئيس ترمب «أم القنابل» استخدمتها أميركا لأول مرة ضد مواقع تنظيم «داعش» في ولاية ننغرهار.

وفي تصريحات لـ»الرياض»، يرى المحلل الأفغاني، سيد صلاح الدين أن التدخل السعودي لارساء الأمن والاستقرار في المنطقة هو حاجة ملحة، مشيراً إلى خطة عمل سعودية وحزمة إنقاذ تبدأ بباكستان وتمتد إلى أفغانستان قد تمنع تفشي المزيد من الفوضى والتجزئة المحتملة لأفغانستان.

ويرى سيد صلاح الدين أن الدور السعودي الممتد إلى وسط آسيا، يمنع الكوارث التي قد تترتب على الانسحاب الأميركي إن حصل، وهو تحرك استراتيجي سيكسب السعودية منطقة هامة يتعزز فيها التأثير السعودي على حساب الإيراني من خلال لعب دور دولي لإتمام المصالحة بين الأفرقاء في أفغانستان، حيث ستستضيف السعودية وفد من المسؤولين الأميركيين في مفاوضات جدة، وتتولى زمام الأمور في المصالحة والتأسيس لليوم التالي في أفغانستان.

ويرى صلاح الدين أن هذا الدور القيادي السعودي ليس بجديد، ولكن الجديد هو تعمّق علاقة السعودية مع هذه المنطقة التي باتت أقرب الى السعودية من أي وقت مضى خاصة العلاقة الباكستانية – السعودية التي تمر اليوم بأفضل أوقاتها ومن المتوقع أن ينتج عنها تحركات ايجابية للمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى