المحلية

منطقة الرياض تزدان بالعديد من الفعاليات المميَّزة

زخرت منطقة الرياض، إلى جانب بقية المناطق في المملكة، بفعاليات متعددة ومتنوعة مع انطلاق المـهرجان الوطـني الترفيهي للأشخاص ذوي الإعاقة “أهلاً بالغالين” الذي يُقام تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بمبادرة وتنفيذ من جمعية الأطفال المعوقين، وبالتعاون مع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، في الفترة من 25 إلى 30 ربيع الأول 1440هـ الموافق 3-8 ديسمبر 2018م، بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، تحت شعار “تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة”.
فعاليات الرياض.. ثمرة تضافُر الجهود:
نَفَّذت تلك الفعاليات 34 جهة من الجمعيات ومراكز التأهيل المعنيَّة بأنواع الإعاقة الجزئية والكاملة على حدٍّ سواء، ومراكز الرعاية النهارية، ومراكز الوحدات المساندة، في مختلف مدن المنطقة، إذ انطلقت العديد من الفعاليات الترفيهية والتوعوية والرياضية، والبرامج النوعية، ووُرَش العمل لمتخصِّصين في الإعاقة، بالإضافة إلى الألعاب والمسابقات المتنوعة التي تُناسب جميع أنواع الإعاقة، في مقارِّ الجمعيات المعنيَّة بالإعاقة والجامعات والمراكز التجارية والثقافية والرياضية في منطقة الرياض.
وهدفتْ هذه الفعاليات إلى مَنْح ذوي الإعاقات المتنوِّعة (الذهنية، الحركية، السمعية، البصرية) الفرصة لإظهار طاقاتهم ومهاراتهم من خلال أنشطة ترفيهية وتوعوية متنوعة، تؤكِّد على أنهم عناصر فاعلة ولهم دور مهم وحيوي في المجتمع، وضرورة تنشيط دورهم والمحافظة على حقوقهم.
تنوُّع في الفعاليات:
ومن الفعاليات التي نُفِّذت في مدينة الرياض: فعاليات اليوم العالمي للإعاقة، التي تُقيمها جمعية الأطفال المعوقين في مركز الملك فهد الثقافي، كما قدَّم مركز إرادة طفل للرعاية النهارية مسرحيةً ووُرَش عمل ترفيهية في مقر المركز، وكذلك نظَّم مركز التأهيل الشامل للإناث احتفالاً بعنوان )بإرادﺗﻲ سأتحدَّى إعاقتي) في مقر المركز بحيِّ القدس، وأقامت جمعية الإعاقة الحركية للكبار “حركية” عروضاً على المسرح مع أركان مصاحِبة في الحمراء مول، وغير ذلك من الفعاليات المتعدِّدة التي انتشرت في عدد من الجمعيات ومراكز التأهيل والمراكز التجارية مثل: الحمراء مول، وغرناطة مول، وتالا مول، كما أُقيمت فعاليات متعدِّدة في الخرج، والدرعية، والمجمعة، ووادي الدواسر، والزلفي، وشقراء.
خطوة مباركة..
من الفعاليات المنفَّذة في مدينة الرياض الفعالية المتنوعة في الحمراء مول، والتي شملت أركاناً تعريفية وتثقيفية وعلاجية متعددة.
ومن تلك الأركان ركن جمعية صوت متلازمة داون، الذي أكدت فيه منال الهبدان، مديرة إدارة التواصل والعضوية في الجمعية، أن المهرجان الوطني الترفيهي للأشخاص ذوي الإعاقة خطوة مباركة أفسحت المجال لأنْ يكون هناك صِيْت قوي لليوم العالمي للإعاقة الذي يُقام المهرجان بمناسبته، فأصبح الجميع يعرفون هذا اليوم ويعرفون أنواع الاحتياجات الخاصة، وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والخدمات التي تُقدَّم لهم، فأصبح هناك توحيد للجهود في المهرجان الوطني بهذه المناسبة.
وقالت إنَّ الجمعية باركت هذه الخطوة التي وحَّدتْ الاحتفاء باليوم العالمي للإعاقة، ونأمل تكرار هذه المبادرة في الأيام العالمية التي تختصُّ بنوع معيَّن من أنواع الإعاقة. وأي نشاط فيه خدمة لهذه الفئة العزيزة فالجمعية معه وتدعمه بكل طاقتها.
رسالة سامية:
وعن ركن جمعية صوت متلازمة داون، أوضحت الهبدان أنَّ للركن هدفاً تثقيفياً وتوعوياً من خلال التعريف بمتلازمة داون؛ للوصول بزوار الركن إلى قناعة ونتيجة مفادُها أنَّ هؤلاء المصابين بالمتلازمة يمكن مع الرعاية الكافية أن يُثبتوا أنفسهم بطريقة إيجابية إذا قُدِّمتْ لهم الخدمات والبرامج المناسبة.
وكذلك يعرِّف الركن بالجمعية وبخدماتها وأهدافها ورسالتها؛ لأن كثيراً من الناس لا يعرفون الجمعية والخدمات التي تقدِّمها والإمكانات التي لديها، وكذلك التعريف بالمدارس التي تعمل تحت مظلة الجمعية، وهي مدارس تخدم المصابين بالمتلازمة من الولادة حتى عمر 21 سنة، وتضمُّ جميع المراحل للبنين والبنات، بالإضافة إلى إيضاح الأهداف الأخرى للجمعية في التوعية والتثقيف وإجراء الأبحاث.
ورسالتنا التي نريد إيصالها من المشاركة في المهرجان هي: المساعدة في إبراز جهود وقدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنهم يستطيعون أن يعيشوا كحياة الأصحاء، ولهم طموحهم وأحلامهم وإنجازاتهم التي يفخرون بها ونفخر بها نحن معهم.
تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة:
وفي جناح مركز بسمة الدنيا للتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، أوضحت ريم الزهراني الأخصائية النفسية في المركز، أن الركن يعرض خدمات هذا المركز الذي يُعنى بجميع أنواع الإعاقات مثل التوحد ومتلازمة داون والتأخُّر العقلي وغيرها، ويقدِّم الخدمات للإناث من عمر سنتين إلى 35 سنة بما في ذلك التأهيل المهني، وللأولاد حتى عمر 12 سنة، ولديه خدمات مساندة مثل وجود أخصائيات نفسيات وأخصائيات علاج وظيفي وعلاج طبيعي وتخاطُب.
وعن جناح المركز، بيَّنت أنَّ فيه ركن الألعاب ومنها ألعاب تركيز وانتباه، وقسم العلاج الوظيفي، وقسم التخاطُب وخاصةً بلغة الإشارة، ويضم الركن استشارات نفسية، كما يعرض تطبيقات إلكترونية مسلِّية تجذب انتباه المستفيد وتُفيده في الوقت نفسه بدلاً من تضييع وقته فيما لا يُفيد في عالم الإنترنت.
لا مجال لليأس..
وعن الهدف من المشاركة في المهرجان، ركَّزت غدير بلجون، أخصائية العلاج الوظيفي في مركز بسمة الدنيا للتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، على أنَّ المركز أراد إيصال رسالة أنه لا يوجد شيء صعب، وأنَّ المعاق يمكن مع المتابعة والعلاج أن يتغلَّب على إعاقته ويتجاوزها، أو يستطيع التخفيف من آثارها ومعايشتها، وأن يصبح أقرب إلى الوضع الطبيعي، وفي كلِّ الإعاقات سيصل المعاق إلى مرحلة يستطيع بها الاعتماد على نفسه بالطريقة التي تناسبه. فلا مجال لليأس ودائماً هناك فرصة لحياة أفضل.
كي يصبح التوحديون ناجحين..
في ركن مركز الأمير ناصر بن عبدالعزيز للتوحد (الذي يعمل تحت إشراف الجمعية السعودية للتوحد)، أكد بندر نايف الشلوي، الأخصائي النفسي في المركز، أن الهدف من المشاركة في المهرجان الوطني الترفيهي للأشخاص ذوي الإعاقة، هو توضيح أنَّ التوحديين يمكن أن يصبحوا أشخاصاً ناجحين ويحقِّقون أهدافاً كبيرة في حياتهم، وأنَّ التدخل المبكر وتقديم الرعاية اللازمة لهم في بدايات اكتشاف المرض هو ما يُسهِم في هذا الهدف، فالبداية بالرعاية في سنِّ مبكِّر يسهِّل إكساب التوحُّدي العديد من المهارات اللازمة مثل التخاطب ومهارات التواصل الاجتماعي، وتوجد نماذج من الطلاب الذين حظيوا بالتدخُّل المبكر واستطاعوا تحقيق نجاحات في حياتهم.
وأوضح أن الركن يعرِّف بالتوحُّد وتقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة عنه، ولاسيما في ظل وجود معلومات مغلوطة عن هذه الإعاقة عند الناس. كما نعرِّف بالمركز والخدمات الأساسية التي يقدِّمها وهي خدمات التربية الخاصة من خلال معلمين متخصِّصين وذوي خبرة في هذا المجال، مثل تقديم طرق التواصل للطلاب التوحُّديين وتزويدهم بالمهارات اليومية والاجتماعية اللازمة، بالإضافة إلى الخدمات المساندة من العلاج النفسي، وجانب اللغة والتخاطب، بالإضافة إلى خدمات العلاج الوظيفي، وخدمات التربية البدنية والفنية.
توحيد الجهود:
وحول قيمة المهرجان، قالت ضحى طارق المعشوق، أخصائية النطق والسمع ومديرة مركز الأوائل لذوي الاحتياجات الخاصة- قسم الإناث: سعدنا كثيراً بهذا المهرجان، فسابقاً كان كل مركز ينشَط على حِدَة، وحالياً توحَّدت الجهود في إطارٍ واحد وهذا شيء رائع، ومن تطوُّر إلى تطوُّر أكبر بإذن الله تعالى.
وبيَّنت أنَّ مشاركة مركز الأوائل في المهرجان تهدف إلى التوعية والإرشاد وتثقيف المجتمع عن الحالات المتعددة للإعاقة، والتعريف بالخدمات التي يقدمها المركز، فهو يعالج الإعاقات الذهنية بالدرجة الأولى، سواءً التوحُّد أو متلازمة داون أو غيرهما، من خلال العديد من الخدمات، فبحسب قدرات المصاب نضع الخطة الفردية ومن ثَمَّ الخدمات المساندة من علاج طبيعي وعلاج وظيفي والنطق والتخاطب وتنمية الجانبين النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى إكسابه مهارات مهنية حتى يتمكَّن من أن يصبح مستقلاً في الحياة بقدر الإمكان.
وسائل توعوية
وعن ركن مركز الأوائل لذوي الاحتياجات الخاصة، قالت صفاء حسن، المدير الفني لمركز الأوائل- قسم الإناث، إنَّ فيه وسائل توعوية تخدم الجانب الإدراكي والوظيفي والطبيعي والنفسي، فالأم هنا ترى الوسيلة وتظن أنها للَّعب فقط، ولكنْ في الحقيقة تكون لها وظيفة هي التعليم باللعب، أو وظيفة أخرى علاجية مثلاً.
كما يهدف الركن إلى التعريف بالمركز، فكثيرون لا يعرفون أن هناك مركزاً يخدم الإناث من عمر 12 سنة فأكثر، ونبيِّن للزوار أننا مجموعة مراكز تخدم الإناث من أعمار مبكرة إلى عمر 45 سنة، وتخدم البنين حتى 12 سنة، وعندنا فرعان للرجال.
فرصة مهمَّة..
وأكَّدت منيرة المسعد، أخصائية العلاج الوظيفي بمركز جوان للتأهيل، أن المهرجان يشكِّل فرصة مهمَّة للتعريف بأنواع الإعاقات ونشر ثقافة حقوق ذوي الإعاقة.
وأضافت أنَّ المركز يخدم أطفال التوحُّد ومتلازمة داون وفرط الحركة وتشتُّت الانتباه، ونحرص في المركز على أن يتلقى الطفل المصاب جميع الخدمات التعليمية والنفسية والاجتماعية والخدمات المساندة كالعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وخدمات التأهيل كالتخاطب والجانب النفسي.
وبيَّنت أن الركن المشارك يشمل تقديم استشارات وإجابات على أسئلة الزوار في مجال تخصُّص المركز، كما يتضمَّن الركن شرحاً عن التكامل الحسِّي ويُعنى بالأطفال المصابين بمشكلات في المعالجة الحسِّية، وكذلك يقدِّم تطبيقات إلكترونية تنمِّي مهاراتهم بالتركيز والحركة الدقيقة وما إلى ذلك، بدلاً من تضييع أوقاتهم على الأجهزة الذكية فيما لا ينمِّي تلك المهارات، بل قد يؤثر عليهم سلباً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى