“السياحة”: بدء أعمال المسح والتنقيب الأثري بموقع “فردة الفاو”
بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أعمال المسح والتنقيب الأثري للموسم الأول من المشروع السعودي الفرنسي في موقع “فردة الفاو” بمحافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض مطلع الأسبوع الحالي؛ وذلك ضمن 26 مشروع بحث من مشاريع التنقيب الأثري للموسم الحالي.
وأوضح مدير عام مركز البحوث والدراسات الأثرية بالهيئة الدكتور عبدالله بن علي الزهراني، أن هذا المشروع ومشاريع التنقيب الأثري تحظى بالاهتمام والمتابعة من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ مشيراً إلى أن اكتشاف هذا الموقع هو فرصة ثمينة لإنشاء وتبني فكرة مشروع دراسة نظام السكن في العصور التي سبقت عصر الممالك العربية في المملكة العربية السعودية، وتتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع جامعة الملك سعود والمركز الفرنسي الوطني للبحث العلمي؛ لافتاً إلى أن المشروع سيشمل تنفيذ حفريات أثرية مركزة ودراسة المعثورات الناتجة من هذه حفريات الأثرية.
وبيّن أن نتائج المسوحات الاستكشافية التي قام بها الفريق أواخر عام 1437هـ، مشجعة على دراسات الموقع، وإجراء المزيد من الأعمال الأثرية المركزة؛ مشيراً إلى أنه تم تسجيل وتوثيق أكثر من مائة مبنى حجري مبنية بطرق مختلفة، والعثور على سطح الموقع على عدد كبير من بقايا تصنيع الأدوات الصوانية في عدة أماكن، من المحتمل أن جزءاً منها يعود إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث.
وأفاد الزهراني بأن من المتوقع أن تسهم دراسة هذا الموقع في سد ثغرة كبيرة حول العصر الذي سبق مباشرة نشوء حاضرة قرية الفاو في الألف الثاني قبل الميلاد؛ وذلك من خلال تنفيذ عدد من المجسات الأثرية في الموقع في المواسم القادمة؛ مشيراً إلى أن الفريق العلمي يتكون من مجموعة من المختصين من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، والمركز الفرنسي الوطني للبحث العلمي.
يُذكر أن المشروع السعودي الفرنسي للتنقيب في موقع فردة الفاو الأثري، يُعَد من المشاريع العلمية التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع المركز الفرنسي الوطني للبحث العلمي؛ مما سيسهم في كشف الكثير عن المنشآت الحجرية بأشكالها المتنوعة على قمم ومنحدرات وسفوح سلسلة جبل طويق التي يبلغ طولها ما يقارب 700كم.