فيروس كورونا يضرب آمال الصين الأولمبية
دمَّر فيروس كورونا، أحلام بعض الرياضيين الصينيين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المزمع إقامتها صيف العام الحالي في العاصمة اليابانية طوكيو، كما عطل استعدادات بعضهم الآخر، وأجبرهم على الغياب عن بطولات والتدرب في عزلة شديدة وأحياناً وهم يرتدون أقنعة.
ويصر منظمو أولمبياد طوكيو على أن الوباء الذي يتمحور حول مدينة ووهان الصينية وتسبب في مقتل أكثر من 2100 شخص، لن يؤدي إلى تعطيل إحدى أكبر التظاهرات الرياضية في العالم.
لكن من المحتمل أن يؤثر ذلك على أداء الوفد الرياضي الصيني الذي بلغ تعداده 416 رياضياً في دورة الألعاب الأولمبية السابقة في ريو دي جانيرو عام 2016، واحتل المركز الثالث على جدول الميداليات بحصده 26 ميدالية ذهبية ومثلها برونزية، بالإضافة إلى 18 ميدالية فضية، وهو لم يتخلف عن المراكز الثلاثة الأولى منذ مطلع القرن الحالي.
واعتلت الصين صدارة الترتيب في نسخة الأولمبياد التي أقيمت في العاصمة بكين عام 2008، في حين جاءت ثانية في أثينا 2004، ولندن 2012، وثالثة في سيدني 2000.
ولم يتم الإعلان حتى الساعة عن تعرض أحد الرياضيين الصينيين للفيروس المستجد، لكن تفشيه يتزامن مع مرحلة حساسة في الاستعداد للأولمبياد، والذي يبدأ في 24 يوليو (تموز) المقبل.
في مثال صارخ، لجأ منتخب الصين لكرة القدم للسيدات إلى القيام بتمارين الإحماء في ممر فندق إقامته في بريزبين في أستراليا بعد تعرضه للحجر الصحي قبل التصفيات الأولمبية.
وتأمل الصين أن تفتح الدول المتنافسة أبوابها أمام الرياضيين للتنافس في التصفيات لأن بعض الدول، بينها أستراليا، فرضت قيوداً صارمة على الوافدين من الصين.
على الرغم من المعاناة التي واجهها خلال إقامته في أستراليا وغياب نجمته وانغ شوانغ التي لم يُسمح لها بمغادرة مدينتها ووهان وتم تصوير فيدو لها وهي تتدرب بمفردها على سطح مبنى مرتدية قناعاً، نجح المنتخب الصيني للسيدات في الفوز في مباراتين على تايلاند 6-1 وتايوان 5-0 وتعادل مع أستراليا المضيفة 1-1.
ومنحت أفضلية الأهداف أستراليا الصدارة والبطاقة الأولى للأولمبياد لأستراليا، وباتت الصين مطالبة بخوض مواجهتين حاسمتين أمام نظيراتها كوريا الجنوبية للحصول على البطاقة الثانية المؤهلة إلى طوكيو، لكن المباراة “البيتية” ستقام خارج البلاد.
وكان من المقرر أن تقام جولة التصفيات الثالثة في ووهان نفسها لكن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرر نقلها إلى المدينة الأسترالية، بعدما تم عزل المدينة بشكل كامل في خطوة احترازية من تفشي الوباء بشكل أكبر، كذلك تم نقل عدة منافسات أخرى مثل الملاكمة وكرة السلة من البلاد خوفا من الإصابة بالفيروس القاتل.
في المقابل، انتهى مشوار منتخب كرة اليد للسيدات بانسحابه من التصفيات التي تقام الشهر المقبل في المجر، بحجة إن اللاعبات عاجزات عن القيام بالتدريب في ظل تفشي الفيروس.
كما أُجبرت الصين على الانسحاب من كأس العالم للجمباز في ملبورن والتي تمنح نقاطاً تأهيلية لطوكيو، بسبب قيود السفر التي فرضتها أستراليا.
وأعرب ليو عن ثقته في أن الرياضيين سيكونون قادرين على الاستعداد بشكل صحيح لطوكيو وأن وسائل الإعلام الحكومية نشرت صورة لهم وهم يواصلون ببسالة روتينهم التدريبي.
وانتقل منتخبا البادمنتون وكرة الطاولة، إلى بريطانيا وقطر على التوالي، في حين أن منتخب الجودو غاب عن بطولة باريس للغراند سلام، في ضربة موجعة في طريقه للاستعداد للأولمبياد.
وأمرت السلطات الصينية منتخباتها في الداخل والخارج بالتدريب خلف أبواب موصدة للوقاية من فيروس كورونا.
وقال مدرب منتخب الصين لمسابقة الخماسي الحديث تساو تشونغرونغ في تصريح لوسائل الإعلام المحلية عبر الهاتف “ما لم تكن هناك حالة طارئة لا يمكن لأي أحد أن يأتي إلى المعسكر التدريبي ولا أحد يستطيع الخروج منها”.
وتتواجد لاعبات الخماسي الحديث في إحدى جامعات بكين، لكنهن سيغادرن إلى مصر هذا الأسبوع، وبعد ذلك ستتواصل استعداداتهن للأولمبية في أوروبا.
لا يُسمح للمنتخب باستخدام مضمار ألعاب القوى كونه خارج منطقة الحظر الذاتي، ما يجبره في المقبل على استخدام أجهزة المشي والركض.
ويتم فحص درجات حرارة أعضاء المنتخب بشكل متكرر ودوري خلال اليوم وعليهم ارتداء الأقنعة أثناء التدريب على الفروسية.