أخبار العالم

“مهين” وجحيم .. “نتنياهو” يدق طبول الحرب .. فجّر قنبلة في وجه الملالي وأمريكا تبارك

للمرة الخامسة منذ أقل من عام تشن إسرائيل هجمات مدمّرة على القواعد الإيرانية المحصنة والمملوءة بالصواريخ في سوريا مخلفة عشرات القتلى والجرحى، وفقاً لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في دلالة واضحة على أن إسرائيل قرّرت مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا بمفردها حتى لو تطور الأمر إلى مواجهة مباشرة مع إيران؛ حيث تنبّهت إسرائيل أخيراً أن الميليشيات الإيرانية في سوريا هي نسخة لـ “حزب الله” التي ستمنح طهران الأفضلية في أيّ مواجهة عسكرية مستقبلية مع “تل أبيب”، وهو الأمر الذي دفع إسرائيل إلى إعلان الحرب على الوجود الإيراني في سوريا.

“المهين” والجحيم

الاستهداف المهين للقواعد الإيرانية في سوريا تسبّب حتى الآن في مقتل أكثر من 60 عنصراً من الحرس الثوري بخلاف عشرات الجرحى والمصابين، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، يأتي في ظل صمت روسي وسوري فسّره مراقبون بأنه رضا تام من قِبل موسكو التي ترغب حالياً في خروج إيران وميليشياتها من سوريا بعد انتهاء مهمتها, وهو الأمر الذي يقلص مساحة المناورة الإيرانية في سوريا ويضعها أمام خيارات مريرة إما الخروج من سوريا بهزيمة مذلة أو المخاطرة بمواجهة جحيم القصف الإسرائيلي الذي سيقود حتماً إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل ستقضي على النظام الإيراني سريعاً.

مفاجأة “نتنياهو”

وفي ظل التصعيد العسكري المتزايد على إيران في سوريا فجّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ مفاجأة غير متوقعة تتعلق ببرنامج طهران النووي, حيث كشف عن منشأة عماد النووية السرية في إيران التي يقوم فيها النظام الإيراني المخادع بالعمل على تطوير قنبلة نووية بطرق سرية وغير مشروعة على الرغم من الاتفاق النووي الذي تعهدت فيه إيران بتجميد كل أنشطتها النووية، هذا الإعلان الذي تناولته وسائل الإعلام الدولية باهتمام كبير تضمن مقاطع فيديو وأسماء منشآت حتى أسماء العاملين وطرق التحضيرات والعمليات التشغيلية الأخرى لهذه المنشأة السرية؛ حيث يأتي قبل أقل من أسبوعين من الموعد الذي منحه ترامب؛ لأوروبا لإصلاح الصفقة النووية.

أمريكا تؤكّد الوثائق

وفور انتهاء “نتنياهو” من مؤتمره الصحفي أعلن وزير الخارجية الامريكي الجديد مايك بومبيو؛ الذي كان إلى الأسبوع الماضي مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه”، أن الوثائق الاستخباراتية التي كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، بشأن امتلاك إيران برنامجاً نووياً عسكرياً سرياً هي وثائق حقيقية وأغلبيتها جديدة بالنسبة إلى الخبراء الأمريكيين.

وقال “بومبيو”؛ للصحافيين المرافقين له على متن طائرته: “بوسعي أن أؤكّد معكم أن هذه الوثائق حقيقية وأصلية”؛ حيث كان “بومبيو” قد التقى، الأحد الماضي، “نتنياهو” في مقر قيادة الجيش الاسرائيلي؛ حيث تم إطلاعه على هذه الوثائق التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مؤتمر صحافي، بينما كان الوزير الأمريكي في طريق عودته إلى واشنطن من جولته الشرق أوسطية.

حقيقية وأصلية

وأضاف “بومبيو” للصحافيين الذين رافقوه في جولته: “لقد علمنا بأمر هذه الوثائق منذ فترة وحتماً تباحثنا بشأنها بالأمس عندما كنا سوياً”، وتابع: “أعلم أن هناك مَن يقولون إن هذه الوثائق ليست أصلية، بوسعي أن أؤكد لكم أن هذه الوثائق حقيقية وأصلية”.

عملية مخابراتية

وكان “نتنياهو” قد أعلن، أمس الإثنين، أن لدى بلاده أدلة قاطعة على قيام إيران بتطوير برنامج سري للاستحواذ على سلاح نووي، مؤكداً أن هذه الأدلة تستند إلى عشرات الآلاف من الوثائق الإيرانية الأصلية التي تمّ الحصول عليها قبل بضعة أسابيع في عملية ناجحة بشكل مذهل في مجال الاستخبارات.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن تعلم منذ سنوات عديدة بأمر برنامج “عماد” السري هذا الذي تحدث عنه نتنياهو، قال “بومبيو”: “هذا صحيح في جزء منه، برنامج عماد انتهى قرابة ما بين ديسمبر 2003 ويناير 2004″، مضيفاً: “من الصحيح القول أيضاً أننا نعلم بأمره منذ فترة”.

بصدد التحليل

لكن “بومبيو”؛ لفت إلى أن “الوثائق التي تحدث عنها نتنياهو؛ تحتوي على آلاف الوثائق الجديدة والمعلومات الجديدة، نحن ما زلنا بصدد تحليلها، وما زال هناك الكثير من العمل للقيام به لتقييم مدى ونطاق هذا الامر”.

طهران تنفي

وسارعت طهران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف؛ إلى نفي هذه الاتهامات واصفة إياها بالادعاءات الكاذبة، معتبرة أن توقيت الإعلان عنها يأتي قبل أيام قليلة من 12 مايو، في إشارة إلى المهلة التي حدّدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لإعلان موقفه من الاتفاق التاريخي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

قرار الحرب

من جهته، أقرّ الكنيست الإسرائيلي، أمس الإثنين، قانوناً يسمح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يتخذا سوياً قرار شنّ عملية عسكرية أو حتى خوض الحرب، من دون أن يحتاجا إلى موافقة بقية الوزراء على مثل هذا القرار، في خطوة تأتي وسط تزايد التوترات بين الدولة العبرية وعدد من جيرانها.

والقانون الذي أقرّ بأغلبية 62 صوتاً مقابل 41 ينصّ على أن قرار شنّ عملية عسكرية أو خوض الحرب يقع على عاتق الحكومة الأمنية المصغّرة وليس الحكومة جمعاء.

استهداف إيران

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان؛ قد هدّد الخميس الماضي، بضرب أي محاولة إيرانية لتموضع عسكري في سوريا؛ وذلك بعد هجوم في التاسع من أبريل نسبته دمشق إلى إسرائيل، وهدّد مسؤولون عسكريون باستهداف طهران إذا قام “حزب الله” بأيّ مغامرة عسكرية ضدّ إسرائيل رداً على هجمات إسرائيل المدمّرة للقواعد الإيرانية في سوريا.

التوتر يتصاعد

وازدادت حدة التوتر في فبراير الماضي؛ عندما أعلنت إسرائيل أن طائرة مسيّرة إيرانية اخترقت مجالها الجوي؛ ما أدّى إلى أول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، وفي التاسع من أبريل اتهمت دمشق الطيران الإسرائيلي بالإغارة على قاعدة جوية تقع في وسط سوريا؛ ما أدّى إلى مقتل 14 عنصراً من القوات الموالية للنظام بينهم إيرانيون.

وليل الأحد الإثنين الماضي قُتل 26 مسلحاً موالياً للنظام السوري أغلبيتهم من المقاتلين الإيرانيين، من جرّاء ضربات صاروخية استهدفت قواعد عسكرية تابعة لقوات النظام في وسط البلاد وشمالها، ورجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون إسرائيل مسؤولة عن إطلاقها، ولا تزال سوريا وإسرائيل رسمياً في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئاً بالمجمل طوال عقود حتى اندلاع النزاع في عام 2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى