«السترات الصفر» تعتبر حوار ماكرون «خدعة»
شهدت مدن فرنسية أمس السبت تظاهرات تنظمها حركة «السترات الصفر»، على رغم إطلاق الرئيس إيمانويل ماكرون «نقاشاً وطنياً كبيراً» مع مئات من رؤساء البلديات، للاستماع الى مطالب المحتجين.
وتميّز التحرك في باريس بأنه شهد أطول تظاهرة، إذ انتقل المحتجون على مدى 15 كيلومتراً من جادة الشانزيليزيه الى ساحة «لي زافليد» ثم الى حيّ مومبارناس والدائرة الـ 13 في العاصمة، بمواكبة قوات أمن انتشرت في كل مراكز تجمّع «السترات الصفر». وتميّزت التظاهرات في باريس بتنظيم وهدوء، عكس ما شهدته في الأسابيع السابقة من عنف وشغب وتخريب.
وردّد متظاهرون في الشانزيليزيه «ماكرون استقل»، رافعين لافتة كُتب عليها «النقاش الكبير خدعة». وقالت محتجة إن الرئيس «لا يسمع ولا يفهم شيئاً ممّا يحدث، ونحاول أن نجعله يفتح عينيه. هناك معاناة إنسانية جدية». كذلك تحدث محتج عن «ذرّ للرماد في العيون»، وزاد: «المسؤولون يخشون خسارة مناصبهم الذهبية».
وتجمّع آلاف من المتظاهرين في مدن أخرى، بينها روان وتولوز وليون وبوردو. في المقابل، تظاهر صحافيون احتجاجاً على انتقادات يوجّهها «السترات الصفر» لتغطيتهم، ورفعوا لافتات كُتب عليها «حرية للتغطية الإعلامية».
ويراهن ماكرون على نجاح «النقاش الوطني الكبير» مع ممثلي الشعب الفرنسي، لتهدئة تحرّك «السترات الصفر»، المنقسمين بين غير المقتنعين بهذا الحوار وبين الذين يشاركون فيه ولكنهم يريدون نتائج عملية لمطالبهم.
وكان الرئيس شارك في حوار لمدة ست ساعات ونصف ساعة ليل الجمعة – السبت، مع رؤساء بلدية منطقة سوياك جنوب غربي فرنسا، مجيباً عن أسئلتهم. واستهل الحوار رئيس بلدية سوياك جان ميشال سانفورش، قائلاً لماكرون: «كثيرون من المواطنين لا يمكنهم العيش من رواتبهم أو تقاعدهم القليل». وسرد لائحة مطالب، من المساعدات لطب الأسنان والإذن والعيون، وإلغاء ضرائب على التقاعد، وإعادة الضريبة على الثروة، وإلغاء الضريبة على السكن لجميع الفرنسيين.
وخاطب كريستيان فنري، رئيس جمعية رؤساء البلديات الريفية في لو، جنوب غربي فرنسا، الرئيس قائلاً: «أحذركم من وجوب ألا يتحوّل هذا النقاش الكبير الى
خدعة كبيرة».
وأجاب ماكرون معتبراً أن إعادة الضريبة على الثروة وتنظيم استفتاء لن يسوّيا مشكلة البطالة المتفاقمة في فرنسا منذ عقود.
أما جان لوك ميلانشون، رئيس حزب «فرنسا غير الخاضعة» اليساري المتطرف، فواصل انتقاد هذا النقاش، معتبراً أنه عقيم. كذلك ندّدت به زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.