ديوان المحاسبة الأوروبية يشكك في نوايا تركيا بسبب “قائمة المساعدات”
أثار تقرير نشره ديوان المحاسبة الأوروبية الصادر اليوم (الثلاثاء)، الشكوك حول جدية تركيا في تقديم المساعدات المخصصة إلى اللاجئين المقيمين على أراضيها، وذلك ارتكازًا إلى رفض السلطات التركية تسليم قائمة بأسماء المستفيدين من تلك الأموال.
وتناول التقرير قيمة تلك الأموال المخصصة إلى اللاجئين، بعد مراجعة ديوان المحاسبة الأوروبي لما تم صرفه من مساعدة أولية قدرها 1.1 مليار يورو مخصصة لحوالي 4 ملايين لاجئ (من السوريين) في تركيا، بينما علق العضو في الديوان للصحفيين في بروكسل، بيتينا جيكوبسن: “قد يظهر في بادئ الأمر أن الأموال تخصص للاجئين، لكن لا يمكننا التأكد كليًا أن كل الأموال تصل إليهم، فهناك شكوك تكتنف ذلك الأمر”.
وأبدى ديوان المحاسبة أسفه لعدم تمكنه من معرفة المستفيدين من المساعدات، من وقت تسجيل الأسماء حتى تلقيها فعليًا، لرفض تركيا كشف أسماء المستفيدين ونوع المساعدة التي تم تلقيها، فيما تعد تلك المرة الأولى التي يواجه فيها ديوان المحاسبة الأوروبي ذلك الرفض من إحدى الدول، وفقًا لمسؤولة تعمل منذ أكثر من 3 سنوات في الديوان، والتي أوضحت أن وكالات الأمم المتحدة وهيئات أخرى مشاركة في مشاريع مرتبطة بهذه المساعدات “خففت هذه المخاطر”، من خلال فرض مراقبة داخلية.
وأوصى الديوان بتوجيه طلب إلى المفوضية الأوروبية للضغط على أنقرة لكشف بيانات المستفيدين من الجزء المقبل من المساعدات (3 مليارات يورو نهاية 2018 و2019)، متابعًا: “في ظل الظروف الصعبة ساعدت المشاريع الإنسانية اللاجئين على تأمين حاجاتهم الأساسية، لكن استخدام الموارد لم يكن دائمًا صائبًا”.
وتناول التقرير خلافات بين المفوضية والسلطات التركية، حول تطبيق مشاريع مساعدة تتعلق بتأمين المياه وإنشاء شبكة لمياه الصرف الصحي وجمع النفايات، وتبين أن القسم الأكبر من اللاجئين غادر المخيمات للعيش في المدن، كما أن “فعالية” المشاريع الإنسانية كان يمكن تحسينها بشكل أفضل من الوضع الحالي.
وانتقد التقرير “عدم تحقق المفوضية بشكل صحيح وشامل ما إذا كانت التكاليف المدرجة على الموازنة معقولة” عند دراستها.
يأتي التقرير الأوروبي بعد شهر من إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الاتحاد الأوروبي لم يفِ بتعهده فيما يخص دعم تركيا بمسألة اللاجئين، مشيرًا إلى أن الاتحاد تعهد لأنقرة بتقديم 6 مليارات يورو على دفعتين، عبر المؤسسات الدولية لصالح اللاجئين، وليس لميزانية تركيا مباشرة.
وذكر أردوغان أن إجمالي ما تم تقديمه حتى اليوم من المبلغ المذكور، حوالي مليار و700 مليون يورو، مشددًا على أن تركيا ورغم ذلك واصلت تقديم مختلف الخدمات للاجئين السوريين المظلومين الفارين من الإرهاب والحرب، منوهًا بأن بلاده تستضيف 4 ملايين لاجئ بينهم 3.5 مليون سوري، وأنها أنفقت من ميزانيتها 33 مليار دولار من أجل اللاجئين، وفق حسابات الأمم المتحدة، فيما لم تتلق دعمًا يلبي التطلعات من أي دولة أو مؤسسة دولية، على حد قوله