“واشنطن بوست”: ترامب أوقف برنامج تسليح المعارضة السورية
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قررت إنهاء برنامجها لدعم فصائل المعارضة السورية التي تقاتل قوات بشار الأسد في خطوة كانت تطالب بها روسيا.
وبدأ برنامج المخابرات المركزية الأمريكية في 2013 في إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما في ذلك الحين للإطاحة بنظام الأسد إلا أنه لم يحقق أي نجاح يذكر كون الإدارة الأمريكية تعمدت عدم تزويد فصائل الجيش الحر بالأسلحة النوعية والفتاكة كما هو الحال مع ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية التي تتزعمها ميليشيا الوحدات الكردية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم كشف أسمائهم أن برنامج دعم المعارضة السورية الذي بدأ قبل أربع سنوات لم يكن له سوى أثر محدود، وخصوصاً منذ أن دخلت القوات الروسية على خط النزاع إلى جانب قوات بشار الأسد في العام 2015.
طلب روسي
وأضافت واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ هذا القرار منذ نحو شهر بعد لقائه مدير السي أي إيه مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر. وبحسب الصحيفة فإن إلغاء برنامج دعم المعارضة السورية يظهر مدى اهتمام ترامب بإيجاد وسائل للعمل مع روسيا ويشكل اعترافاً بمحدودية كل من نفوذ واشنطن ورغبتها في إطاحة الأسد من السلطة.
في المقابل أعرب السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي جراهام عن قلقه من هذه الخطوة واصفاً إياها في تغريدة على تويتر بأنها إذا ما ثبتت صحتها فستكون أشبه بالاستسلام الكامل للأسد وروسيا وإيران”.
ولفت في تغريدة أخرى إلى أن وقف تسليح المعارضة السورية إذا صح فإن ذلك سيكون “خسارة كبيرة أولاً: للسوريين الذين يتعرضون لهجمات بلا هوادة من قبل الأسد، وثانياً: لشركائنا من العرب، وثالثاً: لوضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، وفق وكالة الأناضول. واعتبر أن مثل هذه الخطوة ستعني بالضرورة “منح عاصمة عربية أخرى للإيرانيين”.
مفاوضات أمريكية- روسية
وبحسب أرينت نيوز، فقد صرح الرئيس الأمريكي في وقت سابق أنه يرجح قطع الدعم عن فصائل الجيش الحر وقال حينها لا نعلم من هؤلاء، فيما تستمر بدعم ميليشيا الوحدات الكردية بهدف التمدد في شمال سوريا والاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية، بحجة محاربة تنظيم الدولة.
ويأتي قرار إلغاء برنامج تسليح المعارضة السورية الذي ترعاه وكالة المخابرات المركزية بعد مفاوضات أمريكية روسية أدت إلى إقرار وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا يشمل منطقة تنتشر فيها فصائل المعارضة السورية حيث أُعلن عن هذا الاتفاق بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورغ الألمانية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين بينما نقلت وكالة ريا نوفوستي عن مصادر روسية، تأكيدها أن روسيا والولايات المتحدة قد تعلنان هدنة ثانية في سوريا لتشمل ريف حمص والغوطة الشرقية.