أكاديميين وخبراء خليجيين: السعودية الحامي الأمين للأمة العربية.. وشعبها الأنجح في المنطقة
الرياض – رشاد اسكندراني – الاحساء
أجمع المتحدثون في ندوة “المملكة العربية السعودية ودورها في حماية الأمن الأقليمي” التي نظمها نادي الأحساء الأدبي وجمعية “إعلاميون” بمناسبة اليوم الوطني الـ 88 للمملكة في مقر النادي؛ إن السعودية الحامي الأمين للأمة العربية؛ وشعبها الأنجح في المنطقة، وأن الرياض هي عاصمة الإعلام الخليجي والعربي.
وشارك في الندوة عدد من الأكاديميين والخبراء الخليجيين؛ وهم كل من: الدكتور فهد الشليمي مدير مركز الراية للدراسات الاستراتيجية؛ الدكتور عايد المناع الأكاديمي والمحلل السياسي؛ الكاتب والإعلامي محمد الملا، وعبد العزيز مطر مدير مركز دراسات تنمية الخليج للداسات الاستراتيجية؛ فيما أدار الندوة عضو الهيئة الاستشارية في جمعية “إعلاميون” الأستاذ عبد الله الشهري. وحضرها عدد من وجهاء محافظة الأحساء؛ وضيوف النادي والزملاء الإعلاميين؛ وأهالي المحافظة.
وتحدث في البداية الدكتور فهد الشليمي مدير مركز الراية للدراسات الاستراتيجية؛ قائلاً “بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الـ 88 أحب أوجه التهنئة للشقيقة الكبرى المملكة قيادة وشعباً ونحن بالكويت نحتفل ثلاثة أيام باليوم الوطني السعودي، والمملكة العربية السعودية لها دور كبير وفضل عظيم على الأمة الكويتية في تحرير الكويت، وأنا أحد الناس أعشق الشعب السعودي، ونحن الشعب الكويتي نحبكم ونحب الوطن الأم السعودية ومعزتكم لدينا وفي قلوبنا غالية جداً جداً.
وأشار الشليمي إلى أنه عند النظر لحدود السعودية نعلم أنها محاطة بالتهديد من كل جهة؛ واستطرد: ولكن المملكة العربية السعودية واقفة بجوار الدول جميعها، فبعض الدول تحاول أن تكون منافسة، وبعض الدول تختلف أيديولوجياً وبعضها اقتصادياً، الأمر الذي يبين لنا أن الموقع الجغرافي يلعب دوراً في التهديدات، إلى أن وصلنا لمؤسسة مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر خطوة إيجابية في تاريخ العلاقات الخليجية وأثبت جدارته في الحروب مع إيران، والمشاكل التي تعرضت لها البحرين، وهناك نجاحات على الأرض.
وتابع: هناك دور رئيسي تلعبه المملكة، ولولا الله عز وجل والملك فهد – رحمه الله – وجهود القيادة والشعب السعودي ما كانت هناك عاصفة الصحراء، فالسعودية وحدها تتحمل كل هذا لأنها بمثابة الحامي الأمين لهذه الأمة؛ رغم إن التهديدات التي تتعرض لها المملكة منها تهديدات خارجية وداخلية، والتهديدات الخارجية متمثلة في التهديدات الإيرانية المختلف مع المملكة أيديولوجياً وفكرياً؛ وهناك أطماع لإيران واضحة وهناك حرب دائرة في الجبهة اليمنية واستنفار على الحدود العراقية وتوتر مع الحدود الإيرانية، وبالرغم من هذا مازالت المملكة صامدة، هل رأيتم الربيع العربي الذي عصف بدول كبرى وبمؤسساتها مثل مصر وسوريا وليبيا وغيرها، وهنا ظهر دور مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي فرض على السعودية أن تقود الأمة العربية.
وأكد مدير مركز الراية للدراسات الاستراتيجية؛ إن الأمة السعودية لها دور كبير في حفظ الأمن العربي، هل نسيتم أهلنا الذين استشهدوا بالحروب العربية في الكويت والأردن وفلسطين وغيرها، علينا أن نظهر للعالم الجهود التي بذلتها السعودية من أجل حفظ الأمن العربي وتوحيد الصف العربي؛ ومن الناحية الاقتصادية المملكة تدعم الدول في جميع الأصعدة، ولكن عندما ترفع يدها السعودية عن الأمر صاح الباقون أين دور المملكة، قدر المملكة أن تكون الأم للدول العربية والمتبنية لمصالحها حتى وفي بعض الأحيان لو كان هذا ضد مصالحها، ولا ننسى دور المملكة في حرب الكويت ودورها في إنقاذ الملايين.
وعن التهديدات الداخلية؛ أجاب الشليمي: المملكة تتعرض للتهديدات الإرهابية؛ ولكن حفظ الله الأرض والشعب والقيادة، نسمع كل يوم دور الجهات الأمنية في إحباط المحاولات الإرهابية والمملكة صامدة واثقة الخطى من أجل تأمين المواطن والوطن.
وبين الشليمي أنه نتيجة لذلك تصبح المملكة في المستقبل دولة إقليمية بارزة في المجتمع الدولي بعد انتهاء حرب اليمن، وسوف يتطور الاقتصاد السعودي بشكل إيجابي، ونحن نشهد الآن تطور المجتمع السعودي بشكل مذهل وقوي بفضل قيادتها الحكيمة؛ وأي تطور في السعودية هو تطور للمنطقة بكاملها.
وختم الشليمي مشاركته: قائلا “كلمتي للشعب السعودي.. اعلموا أنكم من أنجح الشعوب في العالم والمنطقة في جميع المجالات ولمست هذا من خلال تواصلي المستمر مع أهالي المملكة أسأل الله عز وجل أن يديم على المملكة قيادة وشعباً الأمن والأمان وأن يديم عزك يا وطن.
من جانبه؛ أكد الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عايض المناع؛ إن اليوم الوطني للمملكة هو يوم وطني لكل الأمة العربية؛ قائلا: الحقيقة عندما نتحدث عن المملكة نتحدث عن الدور الوطني والأمني الذي تلعبه المملكة للحفاظ على مقدرات الشعوب العربية عامة والخليجية بصفة خاصة؛ فمفهوم الأمن أن يشعر الناس بالاطمئنان على حياتهم وعلى ذويهم وعلى ممتلكاتهم وهذا الأمر صعب الشعور به في هذه الأيام المفصلية وفي هذا الزمن المتقلب؛ ولكن هذا الأمن بدأ في الجزيرة العربية منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز المؤسس الأول موحداً المملكة والأمة العربية بعد أن كانت قبائل متفرقة متنازعة؛ ولكن بفضل الله ثم هؤلاء الرجال أصبحت تعيش بلادنا في أمان وعز، توحيد المملكة هو توحيد للأمة كلها، فقد استطاع رجالها أن يفرضوا هيبة القانون.
أردف الدكتور المناع: فهذه المرحلة نحن نجني ثمار ما زرعه المؤسسون لهذه الأمة نجني ثمار الوحدة والأمن والعزة فوق أرض قاربت الـ 3 مليون كيلو متر مربع؛ وهذه الأرض متماسكة وقوية بفضل قوة حكامها وحكمتهم وقيادتهم الرشيدة والسياسة الداخلية تتمثل في تعزيز وتطوير ونمو المجتمع السعودي بصورة غير مسبوقة وهي تسير نحو تحقيق الهدف خصوصاً في ظل القيادة الشابة التي تسير بخطى واثقة وثابتة نحو التطور.
وأشار المناع إلى أن السياسة الخارجية للسعودية ومعظم دول الخليج تؤكد عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأمم الأخرى والشعوب، ولا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية؛ فالسعودية تريد المعاملة بالمثل، والسعودية تطلب العز دائماً لمواطنيها وشعبها.
واستطرد “الأمن الإقليمي منذ خمسينيات القرن الماضي هو مسؤولية السعودية، والتي تقوم بالكثير من التصديات من أجل الحفاظ على الأمن القومي العربي حتى وإن اختلفت السياسات، ولا ننسى مساندة السعودية للحكومة اليمنية عام 1968 لاستعادة شرعيتها؛ وفي مسألة الصراع الأفغاني بعد سقوط محمد داود ومن ثم محمد كراكي وخول الروس على الخط، بادرت السعودية ودول أخرى بمساعدت الأفغان من منطلق عقائدي من منطلق الإسلام والأخوة والدين، ومن ثم دخول عصر جديد من السياسات الخارجية ولا يخفى على أحد تعرض المملكة في تسعينيات القرن الماضي لكثير من الضغوطات والأزمات وخاصة بعد سقوط نظام الشاة في إيران وسيطرة لنظام الملالي، وهو نظام يعمل على تصدير الثورة فإيران تعمل على تصدير الثورة والشعارات غير المجدية في حقيقتها؛ يقولون: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل.. لا ماتت أمريكا ولا ماتت إسرائيل، ولكن يموت أبناءنا في اليمن وفي كل مكان تدخل فيه جماعة النظام الملالي وأنصار الله.
وتابع: هذه الثورة الإيرانية كنا نعتقد أنها تناصرنا ولكن لها أهداف توسعية، والدليل على ذلك السيطرة على الجزر الإماراتية وغيرها وتثير الأعمال الإجرامية فحزب الله دولة داخل الدولة اللبنانية وله العديد من الأعمال الإجرامية داخل الدول العربية داخل البحرين واليمن وأيضًا داخل لبنان، أعماله الإجرامية من تجسس على الدول ومساعدة حركاتها الإرهابية وغيرها فهو ممثل إيران في المنطقة ومخول بالأعمال الإيرانية التخريبية.
وأضاف المناع “إيران تمددت للعراق وسوريا وبذلت جهودًا كبيرة للسيطرة على اليمن؛ ولكن عاصفة الحزم عصفت بها، ونحن شهود على ذلك؛ والمملكة اليوم تتحمل العبء التاريخي للأمة العربية كلها، لأن مصر وسوريا والعراق الآن غير قادرين على التصدي، إذن من للأمة الآن غير السعودية هل ننسى الكلمة الخالدة للملك فهد – رحمة الله – حين قال: إما أن تعود الكويت وإما أن تروح السعودية معها. لآن علاقات الدم والجسد الواحد تربط الأهل في المملكة والكويت.
وزاد: السعودية اليوم تتحمل العبء الأمني العربي والتصدي لإيران ولإسرائيل، وأن القمة العربية هدفها هي الدفاع عن الأمن العربي كله وليس دولة بعينها والخليج هو النقطة التي تتحمل السعودية مسؤولية الدفاع عنه كما تتحمل مسؤولية الدفاع عن الأمن العربي القومي كله، قدَّر الله لهذه الأمة العربية أن يقودها رجال المملكة الأكفاء حتى يرسوا بها على بر الأمان.
من جهته؛ بدأ الإعلامي والكاتب محمد الملا مشاركته قائلا “أهنئكم بالعيد الوطني وأتوجه للقيادة الرشيدة بخالص التهاني والتبريكات للملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي العهد الأمين محمد بن سلمان – حفظهم الله – وقد تسألون عن الإعلام السعودي هل نجح الإعلام السعودي في التصدي لأعداء الوطن؟ نعم نجح الإعلام السعودي وحقق نجاحًا مبهراً في إيصال رؤية وطنه بشبابه، والأمر ببساطة لأن الشباب السعودي يعشقون العمل الجماعي وحب الوطن ويسعون لتحقيق رفاهية الوطن وتقدمه، أعرف دول صرفت المليارات ولم تبلغ مستوى الحقيقة المهنية والمصداقية لدى الناس؛ ونحن من خلقنا إعلاميين عرب كنا نعتقد أنهم أصدقاء لنا وفي وقت الأزمة أصبحوا أعداء لنا.
وأضاف: الإعلام السعودي يتمتع بالمصداقية والمهنية لأنه شعاره ومنهجه وله العديد من المواقف المشهودة منذ تسعينات القرن الماضي؛ ولكن للأسف بعض المواقف التي ساعدنا في تنفيذها أصبحت الآن خنجر مسموم في ظهورنا مثلاً مثل دعمنا لجماعة الإخوان ولو نعود بالزمان قليلاً فالخميني رجع بأفكار تدمر الأوطان ، وكان الإعلام عبارة عن أفكار تقليدية وكان الإعلام الخليجي هو الناقل لها، وأول من اجتمع مع الخميني هم الإخوان المسلمين؛ وكنا ندعم الإخوان المسلمين حتى لو بالكلمات، كنا نقول ثورة.. سلطة.. انقلاب.. وكنا مستمرون على نفس المنوال؛ بل أننا كنا ننظر لإخوان أنه التنظيم الإسلامي المعتدل وكانت صحافتنا صحافة تقليدية وكانت الصحف العالمية والخارجية ندفع لهم وفي أخر الأمر يهاجموننا، حتى انقلب الأمر وصارت ثورة الإعلام السعودي، أليس الشعب السعودي أجدر وأحق.
وأكد الملا على أنه علينا أن ننتبه جيداً للإعلام لأن الإعلام هو المحرك للشعوب؛ مبيناً: مثلًا ما حدث في المجتمع المصري في ثورة الربيع الشيطاني، فالإعلام المصري هو المسؤول عن هذه الثورة فقد نقل الصورة الكاذبة عن الشعب وبالتالي نهض الشباب المصري لتصحيح الأوضاع، ألا نأخذ منهم العبرة؟! أرادوا الشفافية أن تقود الإعلام فبدأت ثورة الربيع العربي من خلال الفيس بوك؛ وقام الشباب بعمل إعلام مضاد من خلال الفيس بوك وتويتر.
وأضاف: كانت بدايتهم للسيطرة على إعلامنا من خلال أكاديمية التغيير وكان القرار أن يتغير الإعلام كلياً، وهنا ظهرت قيادات الأحزاب وبدأنا نسمع القول بوجوب تغيير الحكام والنزول للشارع؛ ونسمع اليوم عن أكاديمية الحوار.. منْ يمول أكاديمية التغيير وأكاديمية الحوار هم الأحزاب.. منْ يمول الأحزاب؟ وقرار ثورة الربيع العربي كان في أوروبا من خلال المساجد التي مولناها وأنشأناها وأوجدنا أئمة المساجد وقيادات داخل المساجد فأصبحوا من المسشارين في الدول الأوربية وقادوا لتغيير؛ وهذه أفكار نقلها الإعلام من خلال التطوير والتغيير الذي تحركوا به ومن خلال الظواهر الجديدة، فجعلوا الإعلام البديل كما أوضحنا هو الفيسبوك وتويتر، يحركون الشباب ويبثون فيهم ما يريدون ويجعلون من الشباب صفوف وبنيان تقيهم من رصاص الأمن ويروح الشباب ويبقى هم يبثون أفكارهم؛ فكان حساب كرامة وطن في الكويت الذي لا نعرف من يقود هو من يقود أكثر من 250 ألف ثائر في الشارع وإذا سألتهم ليه أنت نازل الشارع يقول هم من قالوا انزل الشارع لكن الحمد لله حفظ الله بلادنا من هذه الفتن التي تعرض لها غيرنا.
وفي ختام حديثة؛ أكد الملا إن الإعلام السعودي أصبح الآن الإعلام الأول عربياً وأصبح منافساً قوياً عالمياً من خلال ثورة الإعلام الحقيقية على تويتر وفيسبوك والصحف الإلكترونية والسعي الجاد من أجل الوصول للإيجابية والمهنية؛ ولم أرى تغريدة فيها إساءة للمملكة إلا وترى سيل من الردود كوقفة رجل واحد ضد من يسيء للسعودية في منصات التواصل الاجتماعي؛ وأنا أهنئكم بهذا النجاح الإعلامي وأنتم صنعتم إعلام يقود الأمة العربية وسنأخذ قرارنا بعد حرب اليمن وليس حزب الملالي لأننا أصحاب القرار؛ واليوم أصبحت الرياض هي عاصمة الإعلام الخليجي والعربي.
على صعيد متصل؛ قدم مدير مركز دراسات تنمية الخليج للداسات الاستراتيجية عبد العزيز مطر؛ أسمى التهاني والتبريكات للقيادة السعودية والشعب السعودي بمناسبة اليوم الوطني الـ 88؛ وبين أن السلطة التنفذية والقضائية والتشريعية تكملها السلطة الرابعة؛ وهي الإعلام؛ واليوم الإعلامي الجديد “السوشل ميديا” بالتحديد له تواجد وتأثير كبير على الحكومات والشعوب والأفراد؛ ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي نحن من نروج للقرار وقد سقطت العديد من الأنظمة من خلال الأفراد تم توجيههم في وسائل التواصل الاجتماعي للخروج على الحكام حيث كنا في مسرحية قامت على الشباب وتم تعليمهم وانتقوا هؤلاء الأفراد ليضروا بحكوماتهم في مصر وتونس حيث كانوا يقولون لنا في أكاديمية التغيير بأن الحكام لا يؤمنون بالعلم والتغيير.
وأكد مطر أن علينا كمسؤولين وإعلاميين وجمهور دور كبير في تشيجع وتقدير المصور والاعلامي إذا أردنا أن نصل لمبتغانا ومساعدة حكوماتنا في التصدي لأعدائنا؛ وفي مواقع التواصل الاجتماعي لا يغرك أي شخص مهما كان حجمه وأرفع راسك واكتب ما يحمي بلدك ويحميك هو توجهك وافكارك؛ وبكل فخر أكتب “أرفع راسك أنت سعودي”.
وفي نهاية الندوة؛ كرم اللواء ركن عوضة الشهراني قائد لواء الملك عبد الله بن عبد العزيز الآلي بوزارة الحرس الوطني في محافظة الأحساء؛ الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري رئيس نادي الأحساء الأدبي؛ والأستاذ ناصر بن فالح الغربي الأمين العام لجمعية “إعلاميون”؛ المشاركين بدروع تكريمية ثم التقطت الصور التذكارية.