المحلية

بيان صادر عن الفريق المشترك لتقييم الحوادث بشأن حافلة بمدينة (ضحيان) بمحافظة (صعدة)

فيما يتعلق بما رصده الفريق المشترك لتقييم الحوادث في وسائل الاعلام وإلى تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أن قوات التحالف قصفت (حافلة) بتاريخ (09/08/2018م) في أحد الأسواق بمدينة (ضحيان) بمحافظة (صعدة) شمال اليمن راح ضحيته عشرات الأشخاص بينهم أطفال، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء “تحقيق عاجل وشفاف”.

قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقق من وقوع الحادثة، وبعد اطلاع الفريق على جميع الوثائق بما في ذلك اجراءات وقواعد الاشتباك وبعد دراسة كافة الوثائق المتعلقة بالحادثة بما في ذلك حصر المهام اليومية، وأمر المهام الجوية، وتقرير ما بعد المهمة، وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة، وتسجيلات المحادثة بين الموجه الجوي والطاقم الجوي المنفذ، والصور الجوية والفضائية لموقع الاستهداف، ومقابلة والاستماع إلى أقوال من لهم علاقة بالعملية المنفذة، واستناداً إلى مبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وبعد تقييم الأدلة، تبين للفريق المشترك أنه في صباح يوم الخميس الموافق (09/08/2018م) وردت معلومات استخباراتية بتواجد عدد من القيادات والعناصر الحوثية من ضمنهم (القيادي/محمد عبدالحفيظ ستين) مسئول تدريب المجندين على استخدام الاسلحة والمهارات الميدانية في موقع محدد الاحداثي بمديرية (مجز) في محافظة (صعدة).

عليه؛ قامت قوات التحالف بمتابعة الموقع، وفي حوالي الساعة (0800) تم رصد (عربة) و(حافلة) في الموقع المحدد، وتم تأكيد المعلومات الاستخباراتية من المصدر بأن (الحافلة) المرصودة تنقل قياديين وعناصر تابعين لمليشيا الحوثي المسلحة. تحركت الحافلة واستمرت متابعتها، وأثناء تحركها في مناطق خالية من الأعيان المدنية صدر أمر باستهداف الحافلة في موقعين ولم يتم الاستهداف لعدم تواجد الطائرة المقاتلة في الوقت والمكان المناسبين، وقد توقفت الحافلة في موقعين ولم ينزل أحد من ركابها، وفي حوالي الساعة (0820) توقفت الحافلة أمام (مبنى) ولم ينزل أحد من ركابها وظلت متوقفة لمدة خمس دقائق. وفي الساعة (0825) من يوم الخميس الموافق (09/08/2018م) تم تنفيذ مهمة جوية على هدف عبارة عن (حافلة تنقل قياديين وعناصر تابعين لمليشيا الحوثي المسلحة) في مدينة (ضحيان) بمديرية (مجز) في محافظة (صعدة)، باستخدام قنبلة موجهه أصابت الهدف.

وبالاستماع الى أقوال المعنيين ومن لهم علاقة بالعملية تبين أن أمر الاستهداف صدر في أكثر من مناسبة وذلك خلال تحرك الحافلة ومرورها في مناطق مكشوفة والتي كانت خالية من المدنيين والاعيان المدنية، إلا أنه لم يتم استهدافها نظراً لعدم تواجد الطائرة المقاتلة في الوقت والموقع المناسبين. وعند توقف الحافلة صدر الأمر بعدم الاستهداف بسبب تواجد مدنيين وأعيان مدنية، إلا أن صدور الأمر كان متأخراً حيث تم قصف الحافلة استناداً إلى الأمر السابق المتكرر بقصف الحافلة.

وباطلاع الفريق المشترك على تسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة تبين أنه تم رصد الهدف وتمييزه قبل القصف.
عليه فإن الفريق المشترك توصل إلى أنه واستناداً الى معلومات استخباراتية موثوقة بأن الحافلة كانت تحمل قياديين وعناصر تابعة لمليشيا الحوثي المسلحة، وهو ما يعتبر هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق تدميره ميزة عسكرية استناداً للمادة (52) فقرة (2) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف.

إلا أن الاستهداف لا يتوافق مع ما ورد في قواعد الاشتباك المعتمدة لدى قوات التحالف والمتعلقة بتقليل الأضرار على المدنيين والأعيان المدنية للحد الأدنى، كما أن الهدف لم يشكل خطراً حالاً على قوات التحالف، وكان من الأولى اصدار أمر إلغاء القصف بوقت كافي ، كما لم يتقيد الموجه الجوي بما نصت عليه قواعد الاشتباك المعتمدة لقوات التحالف حيال تنبيه متخذ قرار الاستهداف إلى احتمال وجود أضرار جانبية، وبالنظر الى الظروف والملابسات المتعلقة بتأخير تنفيذ العملية العسكرية المتمثلة في عدم تواجد الطائرة المقاتلة في الموقع والوقت المناسبين للاستهداف، الأمر الذي تسبب في عدم الاستهداف بالمناطق الخالية والذي يؤدي إلى تقليل الاضرار الجانبية إلى الحد الأدنى.

على ضوء ذلك؛ توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى أنه وعلى الرغم من أن الحافلة كانت تمثل هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق تدميره ميزة عسكرية، إلا أنه لم يتم اتباع قواعد الاشتباك المعتمدة لقوات التحالف فيما يتعلق بتقليل الاضرار الجانبية إلى الحد الادنى حيث تم قصف الهدف في مكان غير مناسب، وعليه فأن الفريق المشترك لتقييم الحوادث يرى اتخاذ الاجراءات القانونية لمحاسبة المتسببين حيال الاخطاء التالية:
(1) التأخر في اصدار قرار إلغاء عملية الاستهداف حتى خروج الهدف إلى منطقة خالية تقليلاً للأضرار الجانبية للحد الادنى بما يتفق مع قواعد الاشتباك المعتمدة لقوات التحالف.
(2) التأخر في تجهيز الطائرة المقاتلة في الموقع والوقت المناسبين للاستهداف.
(3) عدم تنبيه متخذ قرار الاستهداف إلى احتمال وجود أضرار جانبية استناداً إلى (قواعد الاشتباك المعتمدة لدى قوات التحالف).

كما يوصي الفريق المشترك بتقديم المساعدات عن الخسائر البشرية والاضرار المادية الناتجة عن الاضرار الجانبية التي وقعت لعملية الاستهداف وضرورة أن تقوم قوات التحالف وعلى الفور بمراجعة تطبيق قواعد الاشتباك المعتمدة بما يضمن الإلتزام بها.

أما الصور والمقاطع التي تناولتها بعض وسائل الاعلام، فقد اتضح للفريق المشترك لتقييم الحوادث أن مصادرها تابعة لمليشيا الحوثي المسلحة ولم يتم التأكد من مصداقيتها، واتصالها بواقع الزمان والمكان للحادثة، خاصة أن تلك الصور والمقاطع تتعارض مع الحقائق التي توصل لها الفريق المشترك لتقييم الحوادث. انتهى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى