قصة “سجين” قاد منتخب بلاده للفوز بالمونديال!
لم يكن يتوقع أحد أن اللاعب الذي تم حبسه -على خلفية اتهامه في أعنف فضيحة للتلاعب بنتائج المباريات في إيطاليا فيما عرفت وقتها باسم “توتو نيرو” عام 1980 حيث تم الحكم عليه بالحبس 3 سنوات تم تقليصهما بعد ذلك إلى عامين ليخرج هو عمره 24 عاماً- هو الموهوب باولو روسي المولود في سبتمبر من عام 1956، حيث بدأ مسيرته الكروية مع يوفنتوس عام 1973، في سن السابعة عشرة، ولصغر سنه لم يجد الفرصة للمشاركة، فتمت إعارته لفريق كومو، بعد أن أمضى مع يوفنتوس عامين، ومن كومو انتقل إلى فيتشينزا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية.
أعلن باولو روسي مع فيتشنزا نفسه هدافاً، وجعل الجميع في إيطاليا يؤمنون بمولد هداف جديد، سجل في أول موسم له مع فيتشنزا 21 هدفاً، نال فيها لقب الهداف وصعد بالفريق للدرجة الأولى، ليستمر معهم موسمين سجل خلالهما 39 هدفاً.
بعد خروجه من الحبس كانت أولى المفاجآت بإعلان يوفنتوس التعاقد مع اللاعب، ثم كانت المفاجأة الأضخم باستدعائه لتمثيل المنتخب الإيطالي في بطولة مونديال عام 1982 حيث تعرض الجهاز الفني للمنتخب الإيطالي بقيادة إينزو بيرزوت واللاعب وقتها لانتقادات لاذعة لكن اللاعب آثر الصمت تماماً ليرد على المنتقدين بعد ذلك في المونديال.
في دور المجموعات أنهى الاتزوري مبارياته الثلاث متعادلاً أمام كل من بولندا والكاميرون والبيرو لتعبر إلى الدور التالي برصيد ثلاث نقاط خلف المنتخب الكاميروني.
في الدور الثاني التقت إيطاليا مع كل من الأرجنتين والبرازيل، حيث هزمت الأول بثنائية بيضاء وانتصرت على الثاني بثلاثة سجلها روسي ليحرز أولى أهدافه في البطولة، وهي المباراة التي تعتبر الأبرز تاريخياً للاعب، حيث قال البعض وقتها مازحاً إن اللاعب خرج من الحبس خصيصاً لإنهاء حلم أفضل أجيال البرازيل بقيادة سقراط وفالساو.
ومن ثم انتقلت إيطاليا إلى دور نصف النهائي لمواجهة بولندا، والتي انتهت بالفوز بثنائية نظيفة بتوقيع روسي، قبل مقابلة ألمانيا في النهائي وتحقيق اللقب بعد الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف ساهم روسي بهدف منها.
ونال (باولو) جائزة أفضل لاعب وهداف بالبطولة، وأفضل لاعب بالعالم، وأصبح صاحب إحدى أشهر القصص في تاريخ بطولات كأس العالم.
حاز الأسطورة الإيطالية على العديد من البطولات مع يوفنتوس، حيث حقق الدوري مرتين والكأس الإيطالية مرة ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبية، وكأس الاتحاد الأوروبي.
اعتزل باولو روسي اللعب عام 1987، وودع المستطيل الأخضر بعد مسيرة استمرت اثني عشر عاماً حافلة بإنجازات لم يتمكن أحد من جيله أن يحققها.