أخبار العالم

نتائج الانتخابات العراقية وفوز “الصدر”: تفاؤل في المشهد العراقي و”قلق” إيراني

بكثير من التفاؤل تابع المراقبون نتائج الانتخابات العراقية 2018 والتي أعلنت مؤخراً حيث ينظر لها على أن هناك الكثير من التغيير الإيجابي ينتظر المشهد العراقي الذي ينشد المزيد من الاستقرار والتماسك لمواجهة العديد من التحديات أبرزها الطائفية والتدخل الإيراني الموبوء في المنطقة.

وفي خضم الحدث تناولت تقارير عالمية فوز (مقتدى الصدر) كـ”مفاجأة” وبما يحمله من صفة ذات أهمية في المشهد، وكذلك ما تركه فوز كتلته من قلق لدى الجار الإيراني المعروف بولعه بالفتن واثارة الاضطرابات ودعم الطائفية والإرهاب.

يقول تقرير لمركز “ميدل إيست إنستيتوت” الأمريكي. ترجمُهُ موقع (كيوبوست) أن” هذا الفوز أثار الذعر في أروقة النظام الإيراني، وقد عبرت الصحافة الإيرانية عن قلقها العميق من سعي الصدر المرجح لتقويض نفوذ “إيران” في العراق، وتهميش حلفاء الملالي”.

حراك ومزاعم:

واستشهد التقرير بأن تلك المخاوف دفعت جنرال الإرهاب قاسم سليماني إلى السفر مراراً إلى بغداد، في محاولة واضحة لتشكيل تحالف أوسع بين حلفاء إيران الشيعة، والأطراف الأخرى الراغبة في تشكيل حكومة سهلة الانقياد من قبل طهران.

السياسة السعودية القوية وتأثيرها الكبير خلال الأعوام الأخيرة كان ضمن دوافع مخاوف إيران والتي دفعت بعض مسؤولي الأخيرة للادعاء بأن السعودية وأمريكا ساعدتا في وصول “الصدر” إلى الفوز ونسجت وسائل إعلام إيرانية العديد من السيناريوهات المفتعلة لتقوية ذلك الاعتقاد.

المخاوف الإيرانية المرعوبة ربطت التقارب السعودي العراقي مؤخراً وزعمت أن المملكة والولايات المتحدة هدفهما إضعاف قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران.

هذا فيما علقت مجلة فرارو الإيرانية أن فوز “الصدر” قد يكون “نقطة تحول” في الدور الإيراني في العراق، وأشارت إلى أن “الصدر” أثار بالفعل مشاعر معادية لإيران داخل البلاد.

بل وزعم الاعلام الإيراني بأن قرار “الصدر” بعدم تشكيل ائتلاف مع تحالفات مدعومة من إيران مثل كتلة نور المالكي يشير إلى أن هناك أجندة سعودية وامريكية تقف خلفه!

أولويات وطنية:

“مقتدى الصدر” بدوره لم يضع الوقت بعد الفوز بل أكد من خلال بيان صادر عن مكتبه حول المرحلة المقبلة والركائز الأساسية التي ستنبثق منها الحكومة المقبلة، أنها ستركز “على الأولويات الوطنية والبرامج الخدمية لتكون خارطة طريق لمجمل التفاهمات”.

وأضاف البيان “موضوع تصحيح مسار العملية السياسية حاز على أهمية من قبل الصدر بما يتوافق مع تطلعات الشعب العراقي الرافض للطائفية والفساد”.

نتائج الانتخابات العراقية التي جرت في 12 مايو الجاري، بنظام التصويت الإلكتروني الذي يطبق لأول مرة في العراق تصدرت نتائجها كتلة الصدر “سائرون” بفوزه بنحو 54 مقعدا في البرلمان الجديد، بينما حل ائتلاف “الفتح” بزعامة هادي العامري بالمرتبة الثانية بنحو 47 مقعدا، وجاء ائتلاف “النصر” بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي ثالثا بفوزه بنحو 42 مقعدا، وحصل تيار “الحكمة” الوطني على نحو 20 مقعدا فقط.

هذا فيما ينص الدستور العراقي على وجوب أن تقوم القائمة الفائزة بخوض مفاوضات مع الكتل الأخرى تحت قبة البرلمان لتشكيل الحكومة خلال (90) يوماً من إعلان النتائج.

مهددات خطيرة:

وفيما يرفع مقتدى الصدر شعارات داعية للإصلاح ودحر الفساد وتخليص مؤسسات الدولة ومن (المحاصصة الطائفية)، فإن المهددات موجودة وخطيرة.

عن ذلك حذر حسين العادلي المتحدث باسم ائتلاف “النصر” الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من العودة إلى الاصطفاف الطائفي في تشكيل الحكومة ومجمل سلطات البلاد، بعد الانتخابات.

مضيفاً في بيان نقلته “سبوتينك” “بعد أن تجاوزنا الانقسام الطائفي والقومي في دفاعنا المقدس ضد داعش، وبعد أن نجحنا بخوض الانتخابات بقوائم وطنية عابرة لتخوم التخندق الطائفي، نرى اليوم بعض الساسة يحاولون إعادة بناء الجبهات الطائفية كأساس لبناء تحالفات وجبهات سياسية تتقاسم السلطة لتعيد العراق لمربع محاصصة المكونات للدولة”.

فرصة لدحر الطائفية:

على الجانب الأخر عكس فوز “مقتدى الصدر” حالة ترقب وصفتها بعض التقارير بارتياح لدى أبرز الجهات السنية في المنطقة، معتبرين أن فوز “الصدر” فرصة جيدة لتجسيد شعاراته ضد الطائفية ورفض التدخلات الإيرانية وإعادة العراق للواجهة العربية التي تليق بتاريخها.

ووفقاً لـ مركز دراسات “ميدل إيست إنستيتوت” الأمريكي فإن هناك استنفاراً كبيراً في دوائر القرار السياسي الإيراني لمنع قيام أي ائتلاف حكومي يستبعد أذرع إيران. يقول ضياء الأسدي، رئيس المكتب السياسي للصدر: “نبذل كل الجهود لتشكيل ائتلاف لمنع أي تدخل إيراني في مسألة تشكيل الحكومة”. وأضاف أن “حركة الصدر ستستخدم الوسائل القانونية والديمقراطية” لمنع التأثير الإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى