تعديل الفقرة “ب” يؤسس لمستقبل تسلسل الحكم في المملكة
شكّل أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القاضي بتعديل الفقرة “ب” من النظام الأساسي للحكم نقلةً جوهرية في تسلسل الحكم بالمملكة العربية السعودية في المستقبل، وإطاراً جديداً لتولي الحكم وولاية العهد بشكل منظم بعد تمرير التعيينات على هيئة البيعة، التي تقوم بدورها وفق مرئيات الأعضاء لاختيار الحاكم ولي العهد، بحيث لا يكون من نفس فرع واحد من ذرية الملك عبدالعزيز المؤسس.
وتضمن التعديل أن يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملك وولي للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس، حتى تضمن وصول الأصلح وفقاً لما تتفق عليه هيئة البيعة، ولا يكون التوريث هو العنوان بل الكفاءة والقدرة واختيار كبار هيئة البيعة.
والتعديل بالنظام سيكون له أثر كبير وبالغ على شكل الحكم وانتقال السلطة بين أحفاد المؤسس وفق عمل منظم يضمن وصول الأكفاء للحكم وولاية العهد.
يشار إلى أن هيئة البيعة، هي هيئة سعودية تُعنى باختيار الملك وولي العهد وولي ولي العهد، وتتكون من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وأسست الهيئة في 28 رمضان 1427.
وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، أمر بتأسيس هيئة البيعة، وأمر بأن تتكون من أبناء الملك عبدالعزيز أو أحفاده في بعض الحالات التي يحددها النظام، بالإضافة إلى اثنين يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد.
تعديل المادة الخامسة
وجاء تأسيس الهيئة في 19 أكتوبر عام 2006، وتم تعديل المادة الخامسة في النظام الأساسي للحكم، حيث كانت تتضمن بنداً ينص على أنه يختار الملك ولي العهد ويعفيه بأمر ملكي، إلا أنه مع صدور نظام “هيئة البيعة” تم إلغاء هذا البند واستبداله ببند آخر ينص على أنه “تتم الدعوة لمبايعة الملك واختيار ولي العهد وفقاً لنظام هيئة البيعة”.
مم تتكون هيئة البيعة؟
تتشكل هيئة البيعة من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وأحد أبناء المتوفى منهم أو المعتذر أو العاجز بموجب تقرير طبي، بالإضافة على عضوين يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه، والآخر من أبناء ولي العهد، واشترط نظام الهيئة أن “يكون مشهوداً لهما بالصلاح والكفاية.”
وتنص المادة السابعة في فقرتها الأولى على أن “يختار الملك بعد مبايعته، وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة، واحداً أو اثنين أو ثلاثة ممن يراه لولاية العهد، ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعليها بذل كل الجهد، للوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته ولياً للعهد. وفي حال عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه ولياً للعهد”.
يرأس الهيئة أكبر الأعضاء سناً
ونصّت الفقرة الثانية من المادة ذاتها على أن “للملك في أي وقت أن يطلب من الهيئة ترشيح من تراه لولاية العهد. وفي حال عدم موافقة الملك على من رشحته الهيئة، فعلى الهيئة التصويت على من رشحته وواحد يختاره الملك، وتتم تسمية الحاصل على أكثر الأصوات ولياً للعهد.”
ووفقاً للمادة الـ15، يرأس الهيئة أكبر الأعضاء سناً من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وينوب عنه الذي يليه في السن من إخوته، وفي حال عدم وجود أي منهم، يرأس الاجتماع أكبر الأعضاء سناً من أبناء الأبناء في الهيئة.