المخلوع يستقطب القبائل اليمنية ويدفعها للتمرد على الحوثي.. هذا هو رد فعلهم
أثارت التحركات الداخلية للمخلوع صالح لتفعيل دور حزبه الجماهيري، حفيظة مليشيات الانقلاب الحوثية (شريك المخلوع الانقلابي باليمن)، والتي اعتبرتها تحركات ضدها وموجهة وممولة من أطراف خارجية.
وقالت مصادر: إن مليشيات الانقلاب الحوثية منعت اللجان التنظيمية الخاصة بعقد اللقاءات واستقطاب الشباب إلى حزب المخلوع، من تنظيم فعالياتهم في محافظة صعدة؛ ليتم نقل الفعاليات إلى صنعاء.
وأعلنت صحيفة حزب المخلوع، أمس، أن تقديرات تنظيمية تشير إلى تلقي الحزب 150 ألف طلب انضمام في عدد من المحافظات.
ويستهدف المخلوع -عبر عملية التنسيب إلى حزبه- استقطاب الشباب في عملية اعتبرتها المليشيات تجنيداً عسكرياً بغطاء نشاط حزبي.
وهاجمت المليشيات تحركات المخلوع، واعتبرت أن هذا النشاط يمنع الشباب من التوجه إلى الجبهات؛ خصوصاً وأن المخلوع أعلن أول شهر رمضان أن حزبه ليس لديه مليشيات مسلحة؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون دعوة لعناصر حزبه بعد الذهاب للجبهات ووصفته المليشيات بالخيانة.
وبدأ حزب المخلوع نشاطه على مستوى الهيئات الوزارية والنيابية والقيادات العليا وعلى مستوى اللجنة العامة والأمانة العامة، وانتقلت إلى المحافظات؛ ليتشعب التحرك إلى عقد لقاءات على مستوى المديريات؛ مما استفز مليشيا الحوثي وألجأها إلى إقامة أمسيات رمضانية موازية تحت مسمى “أمسيات لإحياء ذكرى استشهاد الإمام”.
ويأتي انعقاد هذه اللقاءات التنظيمية لجناح المخلوع في المؤتمر بهذا الشكل، لأول مرة في تاريخ الحزب وهو خارج السلطة، بعد احتشاد الموالين للمخلوع في مواجهة جماعة الحوثي، وما لاقوه من إقصاء من مناصب المؤسسات الحكومية، وتدخلات ما يسمى باللجنة الثورية الانقلابية العليا في صلاحياتهم، برغم تقاسم حليفيْ الانقلاب مناصب تلك المؤسسات عبر تشكيل مجلس سياسي انقلابي، ظل قاصر الصلاحيات ومحكوماً بسطوة الثورية الانقلابية العليا التي تناهض المخلوع وحزبه بقوة.
ويرغب المخلوع من اللقاءات الرمضانية لفروع حزبه، في إيصال رسائل سياسية بأن حزبه ما زال يملك حضوراً جماهيرياً، وقادراً على عقد لقاءات تنظيمية بعد أن سيطرت المليشيات الحوثية الانقلابية على سلطة القرار في مؤسسات الدولة التي اعتمد عليها المخلوع طيلة ربع قرن لتكون الحاضن الأبرز لتحركات حزبه؛ بسبب تسييس الوظيفة العامة.
واتهم “عفاش” -من خلال تلك الفعاليات- شريكه في الانقلاب على السلطة، بالتعاطي مع مواقف أتباعه بعقليات الخصومة، وثقافة الحقد والكراهية، ومحاولات التهميش والاجتثاث؛ مشيراً إلى حليفه الانقلابي، الحوثيين الذين وصفهم بالتعاطي مع المؤتمر، بعقلياتهم التي ترفض مغادرة الماضي، وتصر على أسلوب الخصومة بل والفجور فيها.
واعتبر أن الفعاليات تعود إلى فشل الحوثيين، وتفسيرهم بعودة نشاط الحزب بتفسيرات بعيدة عن الواقع، وخلطها بمزاج المكايدات السياسية العقيمة؛ سعياً لعدم التجاوب معها أو مناقشتها، لا لسبب إلا لأنها جاءت من المؤتمر الشعبي العام.
وتعمدت مليشيات الحوثي حصار حزب المخلوع مالياً، بوقف اعتمادات الأعوام الثلاثة الماضية والربع الأول من العام الجاري، المخصصة للحزب كدعم من الحكومة والمقدّرة بنحو ربع مليار ريال، مخصصة كإيجارات لمقرات الحزب ومرتبات لقطاعاته العليا وموازنات لوسائله الإعلامية.
وشهدت معظم الكلمات التي ألقيت في اللقاءات الذي ينظمها جناح المخلوع في حزب المؤتمر، تأكيداً على أهمية الالتزام بالدستور والقانون؛ مما يعطي مؤشراً على انتقال الخلافات بين الطرفين إلى مربع الصراع الميداني على تمثيل الجغرافيا الخاضعة للانقلابيين؛ وذلك بسبب استمرار تدخل اللجنة الثورية- الانقلابية العليا التابعة للحوثيين في عمل مؤسسات الدولة، واستمرار جمع الإيرادات خارج القانون، واستمرار التعسفات بحق المواطنين، ورفض المؤتمر لعمليات الاعتقالات والملاحقة التي تتم بحق المواطنين والتي طالت عدداً كبيراً من أعضاء حزبه وقيادات عسكرية موالية للمخلوع.
وتوسعت تلك اللقاءات للمخلوع في المحافظات الخاضعة لسيطرة حليفيْ الانقلاب، وشملت “حجة” و”ذمار” التي تعتبرها جماعة الحوثي أماكن مقدسة؛ حيث تشكّل مخزوناً بشرياً هاماً يُعد الأوسع لانتشار فكر الحركة.
وينتمي معظم قيادات المليشيا إلى محافظتيْ “حجة” و”ذمار”، بالإضافة إلى “صعدة” التي تعد بؤرة الارتكاز التي لم يستطيع المخلوع الوصول لها، وتحتكر المليشيا نشاطها ثقافة خاصة بها.