محمد بن سلمان ولياً للعهد .. قرار انحاز لمستقبل الوطن ومتطلبات المرحلة
في حراك لم يتوقف يعكف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على ضخ الدماء الشابة في مسار تمضي فيه السعودية نحو مستقبل مشرق وسط تزايد التحديات، إلا أن ملك الحزم والعزم أثبت أن البلد لن تلتفت للوراء وستواصل سياساتها وفق الرؤية الوطنية الطموحة منطلقاً من ثقته برجاله، وأن الكل أينما كان موقعه فهو جندي الوطن.
الأوامر الملكية التي لم يعد السعوديون يجدون أيّ غرابة في الاستيقاظ على حراكها كانت صباح هذا اليوم الأربعاء الـ 26 من رمضان 1438هـ، على موعد مع تغييرات انطلق فيها خادم الحرمين الشريفين من معطيات حظيت بتصويت استثنائي من هيئة البيعة، وذلك بتصويت 31 من أصل 34 من أعضائها على تعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولياً للعهد، في قفزة جديدة أكّدت فيها هذه الأغلبية الجهود الكبيرة التي قدّمها رائد ملف رؤية السعودية 2030م.
وفي ثنايا القرار المرتكز على “ظروف خاصة” رأت فيها هيئة البيعة ضرورة المرحلة فجاءت أغلبية تصويت تاريخية داعمة للعمل المؤسسي وبانسيابية معتادة في أوساط الأسرة الحاكمة في السعودية التي دائماً ما أبهرت العالم وعكست توقعات المرجفين في مثل هذه الحالات والمراحل الحساسة.
وبشهادات عالمية وإقليمية قدّم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عملاً جباراً في الفترة الماضية، وهو أمر لا يقلل أبداً من سلفه المعروف اسماً وعلماً.
المرحلة القادمة بلا شك تشي بالكثير من التفاؤل والسعي أكثر نحو مستقبل الرؤية الوطنية، خاصة في ظل المرحلة الحالية التي تواجه فيه المملكة الكثير من الصعوبات.
بدوره أثبت الشعب السعودي وقفته المعتادة مع قرارات الملك – حفظه الله – وسرعة تفهمه طبيعة المرحلة ومتطلباتها.
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف عظيمة في مواجهة الحسابات المعروفة التوجهات والمكشوفة، وقال السعوديون كلماتهم التي حفلت بالتأكيد على حكمة مليكهم وقائدهم والتبريكات لولي عهده الجديد، والتأكيد على ما قدمه سلفه من منجز مستحق للتقدير والفخر.
السعودية اليوم تقدّم نفسها شابة كما لم تكن من قبل. وهي اليوم أكّدت من خلال التعيينات الجديدة ضخ المزيد من الدماء الشابة مكملة عقد قرارات ملكية سابقة في المسار نفسه.
اللافت في تفاعل ومرونة المملكة مع مستقبلها هو أيضاً أمر القائد الرشيد بتعديل الفقرة “ب” في النظام الأساسي للحكم؛ ليكون الحكم في أبناء الملك المؤسّس وأبناء الأبناء ويبايع الأصلح منهم للحكم.. وهي سابقة أيضاً مثل سابقة أكبر أغلبية تصوّت بها هيئة البيعة في تاريخها.