بالخرائط.. تنشر تسريب نادر لمواقع الصواريخ الإيرانية الموجهة للخليج
كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، الثلاثاء (20 يونيو 2017)، عن معلومات تُنشر للمرة الأولى، حول 42 مركزًا لإنتاج وتجريب وإطلاق الصواريخ الإيرانية.
وأكدت المعلومات أن هذه المراكز تتبع قوات الحرس الثوري تحديدًا، ما يُسمى بـ”القوة الجو فضاء لقوات الحرس”، المعنية بملف إطلاق الصواريخ، بمشاركة منظمة الجو فضاء (جهة التصنيع).
وأوضحت المعلومات أن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، أوكل هذا الملف لقوات الحرس الثوري، بحسب التسريبات الواردة من وزارة الدفاع الإيرانية وقيادة الحرس لمنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية.
وتأتي هذه المعلومات المثيرة قبل انعقاد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية مطلع يوليو المقبل في باريس، تحت شعار: “من أجل إيران حرة، اطردوا نظام الملالي من بلدان المنطقة”.
وتشير التوقعات إلى أن المؤتمر سيكون الأكبر للجالية الإيرانية، بعد توجيه الدعوة لمئات الشخصيات السياسية من خمس قارات، للمشاركة في فعالياته.
وسلطت المقاومة الضوء على محاور هامة للبرنامج الصاروخي الإيراني، من خلال شرح مدعوم بالوثائق والخرائط والاحداثيات.
وتتضمن المعلومات الموثّقة مراكز صنع الصواريخ واختبارها أساسًا في المناطق المركزية للبلاد، ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية متوسطة المدى في المناطق الجبلية غربي إيران، بالإضافة إلى مناطق مركزية.
وتوضح تأسيس مراكز إطلاق الصواريخ في المحافظات الجنوبية باتجاه الخليج العربي وكذلك بحر عمان، وكيفية توزيع المراكز على البلاد، وأهداف الصواريخ نحو الحدود الغربية والجنوبية.
ورصدت المقاومة الإيرانية 27 مركزًا آخر للصواريخ تابعًا لقوة الجو فضاء، بينها مركز القيادة للصواريخ (ثكنة دستواره، الواقعة في منطقة جيتكر)، و30 موقعًا لاختبار الصواريخ، جنوب سمنان وأطراف بحيرة قم وجنوب رامين.
وبعض هذه المراكز لها استخدامات متعددة، منها: موقع إطلاق، ومركز للتدريب، وحفظ وخزن الصواريخ. وهذه المجموعة تشمل 25 موقعًا لحفظ وخزن الصواريخ و13 موقعًا لإطلاق الصواريخ و8 مراكز للتدريب وانتشار الألوية الصاروخية.
وجمعت المقاومة الإيرانية خرائط وصور جوية لـ24 مركزًا، وسط تأكيدات بأن النظام أنفق ملايين الدولارات على بناء مركز تحت الأرض وداخل الجبال، ما يؤكد حجم التمويل الهائل لهذا المشروع.
وأشارت المقاومة إلى أن ما يتم عبارة عن استنساخ النموذج الكوري الشمالي لإنشاء المراكز الصاروخية الإيرانية (من خلال 42 مركزًا)، وأن خبراء من بيونج يانج ساعدوا النظام الإيراني في عملية الإعداد.
وأكدت أن هذه المراكز تنتشر في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما العاصمة طهران وضواحيها، ومحافظة “سمنان”، بالتنسيق مع منظمة “سبند” (الجهة المصنعة للسلاح النووي).
وأوضحت المعلومات أن خبراء صواريخ من كوريا الشمالية سافروا إلى إيران لتدريب الخبراء الرئيسيين بقوات الحرس الثوري. وتتواصل زيارات وفود قوات الحرس إلى بيونج يانج للتدريبات وتبادل المعلومات.
وتفيد المعلومات بأن المراكز الصاروخية لقوات الحرس تم إنشاؤها حسب نماذج وتصميمات كوريا الشمالية.
وشيدت قوات الحرس الثوري دار ضيافة خاصة للخبراء الكوريين بجوار قيادة مجمع “همت” لصناعة الصواريخ الواقع في طهران – طريق دماوند – مفترق آزمايش – الكيلو 2 طريق تلو.
ويتواجد الخبراء باستمرار في مراكز صناعات الصواريخ الرئيسية لقوات الحرس، لا سيما منظومات “رأس الصواريخ والتوجيه”.
بدوره، أكد السيد علي رضا جعفر زاده (نائب مسؤول مكتب المجلس الوطني للمقاومة في واشنطن) أن قوات الحرس الثوري تكثف أنشطتها وترتيباتها لتوسيع المشروع الصاروخي منذ 4 سنوات تقريبًا.
وبيّن أن هذه الخطوات تتم على قدم وساق منذ بدء المفاوضات النووية الإيرانية عام 2013، وتسارعت عقب الاتفاق مع الدول الكبرى.
وبين أن تأسيس وتوسيع مراكز الصواريخ يتم في أنفاق تحت الجبال (مراكز تحت السطح) بمتابعة “القوة جو فضاء التابعة لقوات الحرس”، وتحت إشراف العميد أمير علي حاجي زاده.
وأشار “جعفر زادة” إلى أن هناك 4 مراكز رئيسية بين مراكز الصواريخ المذكورة، أخطرها مركز سمنان الصاروخي (البلدة الصاروخية)، الذي يشكل أكبر مجمع صاروخي للنظام على مستوى إيران (يقع في منطقة جبلية بالكيلو 70 جنوب شرق مدينة سمنان).
وأوضح أن المركز يحتوي على عدة أقسام (مركز القيادة.. مركز حفظ الصواريخ.. منصات إطلاق الصواريخ متوسطة المدى.. موقع اختبار التفجيرات.. موقع تدريب القوات).
وبين “جعفر زادة” أن الموقع يُعد ساحة اختبار غالبية الصواريخ خلال السنوات الأخيرة. وتوجد في هذا الموقع منشآت واسعة تحت الأرض وفي الأنفاق.
وأكد “جعفر زادة” أن لهذا المركز ارتباطًا نشطًا مع منظمة “سبند” الخاصة بإنتاج السلاح النووي، التي تجري بعض اختباراتها في الموقع نفسه.
و”سبند” (منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة) تُعد الجهة الهندسية للسلاح النووي الإيراني، وتم الكشف عن وجودها عبر المقاومة الإيرانية في يوليو 2011.
وفي 29 أغسطس 2014، تم إدراج المنظمة حسب أمر تنفيذي (رقم 13382) على قائمة العقوبات الخاصة لوزارة الخارجية الأمريكية.
ويرأس هذه المنظمة العميد في قوات الحرس الثوري، محسن فخري زاده مهابادي (المعروف بالدكتور حسن محسني) وهو الرجل الأول في منظومة القنبلة النووية للنظام.
ويتردد فريق (تحت سيطرة وحماية مشددة، بقيادة عميد الحرس مصطفى سيري، قائد حماية معلومات منظمة سبند) على مركز سمنان.
وأكد “جعفر زاده” أن المشروع الصاروخي يتم تحت إشراف مباشر لـ”خامنئي”، مستشهدًا بتصريحات للواء الحرس حسين فيروز آبادي (الرئيس السابق لأركان حرب القوات المسلحة)، الذي قال (12 نوفمبر 2016): “إذا سمح السيد خامنئي سيتم إطلاق صاروخ.. إذا لم يسمح فلن يتم إطلاقه.. هو من يحدد توقيت الإطلاق”.
وعبّر “جعفر زاده” عن دهشته من إصرار النظام الإيراني (بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، ودعوتها لوقف التجارب الصاروخية الإيرانية غير الشرعية) على مواصلة هذه الأنشطة التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين.