الصهاينة يردّون على احتجاج نقل سفارة أمريكا للقدس بمجزرة.. و”أبومازن” يعلن الحداد
“مجزرة رهيبة”.. هكذا وصفت الحكومة الفلسطينية ما فعله جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس، عندما فتح النار وقتل 58 فلسطينياً، بحسب آخر الإحصاءات؛ فيما بقيت الصور المرصودة من مواقع المواجهات دليل إدانة جديداً على همجية الاحتلال، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة؛ حيث أظهرت الصور كم القهر الذي تمارسه “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وجاءت صورة الطبيب الذي فوجئ بجثة أخيه، والتي انتشرت على مواقع التواصل، لتلخص بمأساتها هذا الوجع الفلسطيني، فقد تداول ناشطون على مواقع التواصل، صورة لطبيب في أحد المستشفيات في غزة، يفاجأ في غرفة الجراحة، بجثة أخيه؛ حيث تفاجأ الطبيب معتصم النونو، خلال عمله في المستشفى على إسعاف الجرحى، بشقيقه معتز النونو الذي أصيب عند الشريط الحدودي في غزة، إلا أنه توفي بعد ساعات قليلة من نقله للمستشفى.
وفي واقعة أخرى، توفيت رضيعة فلسطينية إثر استنشاقها غازاً مسيلاً للدموع خلال المواجهات، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء.
وكانت ليلى الغندور، البالغة ثمانية أشهر، تعرضت للغاز خلال مواجهات عنيفة في شرق مدينة غزة، أمس، سقط خلالها أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين في يوم واحد منذ حرب غزة عام 2014.
وقال مسؤولون إن 58 شخصاً قُتلوا، بينما أصيب أكثر من 2700 آخرين بالذخيرة الحية وقنابل الغاز ووسائل أخرى؛ حيث قتلت قوات الاحتلال “الإسرائيلية” الفلسطينيين خلال مشاركتهم في احتجاجات سلمية على حدود قطاع غزة، في الوقت الذي افتتحت فيه الولايات المتحدة سفارتها لدى “إسرائيل” في القدس.
وأمس أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تنكيس الأعلام لمدة 3 أيام، والإضراب العام في الأراضي الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، وذلك حداداً على عشرات الشهداء الفلسطينيين الذين قُتلوا بالرصاص “الإسرائيلي” خلال أحدث موجة من “مسيرة العودة” التي تزامنت اليوم مع احتفال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة عشية الذكرى السبعين للنكبة.
وقال “عباس”، في مؤتمر صحفي عقده أمس: “اليوم هو من أعنف الأيام التي مرّت على الشعب الفلسطيني، وهو ما يعكس مستوى القسوة التي تتعامل بها إسرائيل مع أبناء شعبنا”.
وتابع: “قررنا تنكيس الأعلام، الثلاثاء، لمدة 3 أيام للحداد، وإعلان إضراب بمناسبة يوم النكبة، حيث تكون 70 عاماً قد مرت على نكبة الشعب الفلسطيني، وإخراجه من وطنه من خلال العصابات الصهيونية عام 1948”.
وعن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة قال “عباس”: “افتتحوا سفارة، وهي في الحقيقة بؤرة استيطانية أمريكية، وليست سفارة”.
وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى التصريحات الأمريكية و”الإسرائيلية”، التي تصف البلاد بـ”أراضي الآباء والأجداد”، قائلاً: “اليوم تفتتح السفارة، ويقولون إنها في أرض الآباء والأجداد، وهذا طبعاً تزوير للتاريخ؛ لأن هذه الأرض الفلسطينية هي أرض الكنعانيين أجدادنا”.
وشدد “عباس” على أن الشعب الفلسطيني “لن يتوقف عن نضاله السلمي، حتى يتحقق النصر بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.
وعن تأثير هذه الخطوة على الدور الأمريكي في عملية السلام بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، شدد “عباس” على أن الولايات المتحدة “أبعدت نفسها عن العمل السياسي في الشرق الأوسط، وأبعدت نفسها عن الوساطة”، مؤكداً أنه لن يقبل إلا “بوساطة دولية من خلال مؤتمر دولي، ترعاه عدة دول، وليس دولة واحدة كأمريكا”.
وشكر “عباس” المجتمع العربي والدولي تجاه موقفه من “المجازر الإسرائيلية” بحق الفلسطينيين، مضيفاً: “نشكر الدول التي اتخذت موقفاً رافضاً للمجازر، ونطالب من لم يتخذ موقفاً باتخاذه، على الأقل كنوع من التضامن الإنساني، لا نريد من العالم سوى أن يقف معنا إنسانياً ثم سياسياً؛ لأن هذا حق تقرير المصير، هذا اعتداء على الشعوب”.
وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه يجتمع بحكومته؛ لمناقشة “تنفيذ مجموعة من القرارات التي اتخذت في المجلس الوطني والمجلس المركزي بشأن العلاقات مع “إسرائيل” والولايات المتحدة والمجتمع الدولي”.